حذَّر علماء الأمة الإسلامية في بيان لهم من خطورة استفتاء جنوب السودان، وحرَّموا بشكلٍ قاطعٍ أي تحركات لانفصال الجنوب، مؤكدين أنه تهديدٌ واضحٌ للأمة الإسلامية والعربية.

 

وأكد العلماء في بيانهم الذي تصدَّره توقيع فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وأكثر من 60 عالمًا من مصر والسعودية واليمن ولبنان وموريتانيا وتركيا ونيجيريا والسودان والأردن وفلسطين وطاجستان وماليزيا وأفغانستان وباكستان والمغرب وليبيا، أكدوا أن التصويت لصالح انفصال جنوب السودان عن شماله حرامٌ شرعًا، مطالبين الشعب السوداني بتضافر الجهود لتوحيد جنوب السودان مع شماله وإفشال مخطط الانفصال المُعدّ من قِبَل الاستعمار الذي تروِّج له جهات وشخصيات تقدم تطلعاتها الشخصية على مصالح الأمة.

 

وطالبوا قادة الأمة وأهل الرأي وأولي العقل باليقظة لمخطط الكيان الصهيوني والصليبية العالمية بتقسيم السودان وتبعاته المأساوية، والأخذ بزمام القرار الذي يصنع حاضرهم ويصوغ مستقبلهم، مشدِّدين على أن انفصال جنوب السودان ليس مسألة حرب أهلية، لكنها مؤامرة عالمية لإقصاء العروبة والإسلام.

 

وأوضحوا أن مخطط الانفصال لا يستهدف السودان وحده، باعتبار أن جنوب السودان هو بوابة الإسلام والعروبة إلى إفريقيا، مستشهدين بما تمَّت التوصية به في المؤتمر الإرسالي العالمي بأدنبرة عام 1910م: "إنّ أول ما يتطلب العمل إذا كانت إفريقيا ستكسب لمصلحة المسيح أن نقذف بقوة تنصيريّة قويّة في قلب إفريقيا لمنع تقدُّم الإسلام".

 

وأشاروا إلى أن مخطط الانفصال يكشف بوضوح أن توحُّد القوى العالمية الغربية ودعمها حركات التمرد والانفصال بالدول العربية؛ يهدف إلى تفتيت الأمة العربية والإسلامية، مثلما حدث في تيمور الشرقية وجنوب السودان، وربما يحدث غدًا في دارفور وسائر أنحاء الأمة.

 

ومن أبرز الموقِّعين على البيان- بجانب الشيخ القرضاوي-: الدكتور نصر فريد واصل مفتي الديار المصرية الأسبق، والدكتور عبد الرحمن البر الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف وعضو مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين، وفضيلة الشيخ محمد عبد الله الخطيب من علماء الأزهر الشريف، والبروفيسور الحبر يوسف نور الدايم المراقب العام للإخوان المسلمين بالسودان، والشيخ داود عمران ملاسا رئيس جماعة تعاون المسلمين بنيجيريا، والشيخ حسين حلاوة الأمين العام للمجلس الأوروبي للإفتاء، والشيخ فيصل مولوي الأمين العام للجماعة الإسلامية بلبنان سابقًا، والشيخ عبد المجيد الزنداني رئيس جامعة النجاح باليمن، والشيخ سيد عمر الأمين العام لحزب النهضة بطاجستان، والبروفيسور خورشيد أحمد نائب أمير الجماعة الإسلامية بباكستان، والشيخ أمين بام أمين عام جمعية العلماء بجنوب إفريقيا، والشيخ محمد عاطف رئيس الجمعية الأفغانية للإصلاح والتنمية الاجتماعية، ود. محمد نعيم جليلي نائب الجمعية العمومية الأفغانية للإصلاح والتنمية الاجتماعية، والشيخ حامد البيتاوي رئيس جمعية علماء فلسطين.

طالع نص البيان