طالب علماء الأمة ومشايخها وعددٌ من مسئولي العمل الإغاثي العربي والإسلامي، بالتصدي لمؤامرات تفتيت الوطن العربي عبر مخططات التقسيم وإثارة الفتن والقلاقل، داعين حكام الأمة إلى القيام بدورهم في مواجهة خطط أعدائها وحماية الأمن القومي لمصر والوطن العربي والإسلامي.

 

وشدَّد د. عبد الله المصلح رئيس الهيئة الإسلامية العالمية للإعجاز العلمي للقرآن والسنة، على ضرورة الوقوف أمام مخطط التقسيم الذي يهدد السودان ويؤثِّر سلبًا على الأمن القومي لمصر وللأمة العربية والإسلامية بأكملها والعمل على وحدة السودان وتقوية مؤسساتها.

 

وقال- خلال جلسات الهيئة التأسيسية للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة بالقاهرة عصر اليوم-: إن المجلس الإسلامي له أدور مهمة، تبدأ من الدفاع عن قضايا الأمة الإسلامية في زمنٍ تكالبت عليها أجندات العدو لضرب العقيدة الإسلامية والنيل من المسلمين في كلِّ مكان، محذرًا من عدم تكاتف الأمة لحماية السودان والعراق وفلسطين؛ لأن ما أصاب الأمة يهدف للنيل منها، ردًّا على انتشار الإسلام المتنامي في الدول الغربية.

 

وحثَّ د. عبد الله بصفر نائب رئيس الهيئة الإسلامية للإعجاز العلمي للقرآن والسنة، الأمة الإسلامية على التيقظ؛ لمواجهة المحنة التي يعانيها أبناؤها وتحاول بكلِّ السبل تأخير نهضة الأمة والقضاء على حيويتها.

 

وأشار إلى معاناة أهل "غزة الصامدة والصابرة تحت حصار صهيوني ظالم لإجبارها على التنازل عن الأرض والعرض، فضلاً عما يعانيه أهل الضفة الصامدون في وجه الاحتلال بقوة"، داعيًا الأمة إلى الدفاع عن القدس "التي تتعرض لحملات التهويد الظالمة والاستيطان المتواصل بكلِّ مناطقها، فيما يهدم الصهاينة مدارس القدس؛ لخشيتهم من تربية أجيال فلسطين على المقاومة".

 

وحذَّر د. بصفر من خطر انتشار الحفريات حول المسجد الأقصى، والتي تهدد وجود المدينة، رغم جهاد أهلها المبهر بأجسادهم وأولادهم؛ دفاعًا عن المدينة وتاريخها من منطلق العقيدة ضدَّ الاحتلال الصهيوني الغاشم".

 

وقال: بدأ التهويد لشوارع القدس بتغيير أسمائها إلى أسماء يهودية، مؤكدًا أن أكثر من 1376 منظمةً صهيونيةً عالميةً تعمل على تهويد القدس وهدم الأقصى المبارك وإزالة المعالم التاريخية الإسلامية وإقامة الهيكل المزعوم.

 

وحمَّل الحكام والشعوب الإسلامية- بأحزابها وهيئاتها وعلمائها وشيوخها وقساوستها- مسئولية الدفاع عن الأمة والتوحد على دور واحد لمواجهة التحديات، واقترح أن يدفع كلُّ مواطن دولارًا واحدًا لنصرة الأمة؛ ما سيعطي رسالةً للدنيا كلها على جدية أمتنا في التضحية، مضيفًا: ولو قام كلُّ داعية وعالم بدعوةٍ الناس إلى نصرة الأمة ومواجهة الاحتلال والأجندات المعادية دون خشيةٍ من أحد؛ لتغير حال العالم كله.

 

وطالب د. إبراهيم الزعفراني مقرر لجنة الإغاثة باتحاد الأطباء العرب، بتقسيم اللجان المشاركة إلى مجموعات "للإغاثة، والتربية، والدعوة" على أن لكلِّ لجنة منها لقاءً دوريًّا للمناقشة في إنهاء أزمات الأمة الإسلامية ووضع وسائل عملية لها وتحديد المسئوليات خلال هذا المؤتمر لعدم الانشغال عنها فيما بعد.

 

ودعا د. مبارك سعدون المطوع رئيس الهيئة الإسلامية العليا لحقوق الإنسان، كلَّ المنظمات الحقوقية العالمية إلى الضغط دوليًّا في سبيل تنظيم محاكمة دولية للكيان الصهيوني على جرائمه على أرض فلسطين المحتلة وحربه المجرمة ضدَّ قطاع غزة الصامد وضدَّ أسطول الحرية وأساطيل الإغاثة الإنسانية التي تهدف كسر الحصار عن قطاع غزة.

 

وأوضح أن ما يواجهه العالم الإسلامي من تحديات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية انعكس على أمن الأمة وشعوبها وسلمها وتطورها، مطالبًا بتضافر الجهود لتعزيز أواصر التضامن الاجتماعي وتوحيد الجهود الإنسانية والخيرية والإغاثية؛ لضمان تحقيق مستوى أعلى من التنمية والازدهار.

 

وأوضح د. عدنان خليل باشا الأمين العام لهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية، أن مؤتمر المجلس يأتي استجابةً لمبادئ الدين الإسلامي الحنيف التي تجسدت في قوله تعالى وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم: "ترى المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".

 

وأشار إلى أن ما يشهده العالم اليوم من تكتلات إقلمية ودولية تؤثر في صنع القرار والنمو الكمي والكيفي للمنظمات التطوعية الخيرية والإنسانية، مطالبًا بزيادة فعاليات المنظمات الإسلامية وزيادة مصداقيتها في ظلِّ الهجمة الشرسة ضدَّ العمل التطوعي والمنظمات الإسلامية والتضييق على مواردها تحت مسمى مكافحة الإرهاب، وكذلك مضاعفة الجهد المبذول للتوعية بأهمية العمل الخيري ومواجهة حملات التشويه ودعاوى غياب الشفافية، وعدم الالتزام بالمعايير الدولية في تقديم الخدمات.

 

وبيَّن د. أحمد فريد مصطفى نائب رئيس الاتحاد العالمي للمدارس العربية والإسلامية الدولية ضرورة الاهتمام بالأجيال المقبلة، وتنشئتهم على القيم والأخلاق الإسلامية الصحيحة، وتطوير ورفع كفاءة التعليم مع الاهتمام باللغة العربية لفرض احترامها عالميًّا باعتبارها الوسيلة الأساسية لتبادل الأفكار وتكامل الحضارات وزيادة التفاهم بين الشعوب.