وصف الدكتور محمد الكحلاوي، الأمين العام لاتحاد الأثريين العرب، ما يحدث في السودان الشقيق من تآمر يؤدِّى إلى تمزيقه، بأنه خطر كبير جدًّا يداهم الوطن العربي كله، مشيرًا إلى أنه بالرغم من كونه مخططًا خارجيًّا صهيونيًّا لكن تنفيذه يتم بأيدٍ عربية، وسط تقاعس عربي ملحوظ، وتمزق للصف الواحد.

 

وقال لـ(إخوان أون لاين) إنه مصدوم من الصمت المذهل للعرب، إزاء التآمر على قطر عربي.

 

وحذَّر من أن الوطن العربي بصدده نكبة كبرى من نكبات عام 2011م، ففي مقابل توافد الدول الأوروبية على جنوب السودان وحثِّه على الانفصال عن شماله، كان الأولى بالعرب أن يتوافدوا إلى هناك ليحموه من هذا المخطط، ويحموا المنطقة بأكملها منه، إلا أن العقلية العربية تؤكد في كلِّ مرة أنها عاجزة عن تقييم المخاطر المحدقة بها!.

 

وأضاف: إن السودان الشقيق يتمتع بمواقع أثرية وتراثية جميلة للغاية وثرية، إلا أن التقسيم سيُمثل كارثةً كبرى على هذه المواقع؛ ما يجعلنا نطرح عدة تساؤلات أهمها: باسم مَن سيتم تسجيل هذه المواقع الأثرية المتشابكة والمتلاحمة مع شمال السودان وجنوبه بعد تقسيمه؟، هل سيتم تقسيمها ونقلها بين الدويلتين؟، وماذا إذا تم سرقتها كما حدث بالعراق وبيعها بالخارج؟، ما سيحدث فعليًّا في عملية التقسيم الإجرامية هو التنازع المستمر على هذه الآثار من قِبَل شمال السودان وجنوبه اللذين في الأساس دولة واحدة تتصارع على آثارها!!.

 

وعرض الكحلاوي لمشكلة أكبر بقوله، وهو دور العرب وقتذاك، فإذا وقفنا مع الشمال سيتهمنا الجنوب بالتحزب والعنصرية، وإذا وقفنا مع الجنوب سيتهمنا الشمال بتفتيت السودان أكثر.

 

وأضاف أنه كان يجب إنقاذ السودان من جانب إعلامنا العربي بتوضيح الخطر الداهم من تقسيمه من جانب، وبتقديم إغراءات للجنوب بمساعدته بشتى الطرق من جانب آخر، إلا أنه تخاذل بل تواطؤ في أغلب الأحيان، معربًا عن بالغ أمله أن تحدث معجزة من الله غدًا ويرد كيد كل مَن أراد تقسيم السودان في نحره.

 

جديرٌ بالذكر أن السودان يتمتع بآثار ثرية للغاية؛ حيث تكمن به حفريات قديمة، ومعابد النوبة الغارقة، وبعض الآثار الفرعونية، وتم اكتشاف بعض الرسوم والنقوش الأثرية في جزيرة مروي وأرقو وتمبس وصلب وسمنة وكرمة، هذا إلى جانب أن هناك العديد من البعثات الأجنبية تنقب في جنوب السودان، وتحرز اكتشافات أثرية تغض الطرف عنها، وليس للحكومة السودانية علمٌ بها!.