- "الواشنطن بوست": إسقاط الرئيس التونسي زلزل المنطقة العربية

- "النيويورك تايمز": التونسيون يواجهون أزمة في اختيار قيادتهم

- "الواشنطن تايمز": نظام "بن علي" لم يسقط بالكامل بعد

- لوس أنجليس تايمز": الشعوب العربية على خُطى تونس

- "الجارديان": حالة من الارتباك تسيطر على الأوضاع بتونس

- "الإندبندنت": الفرحة تعمُّ تونس والخوف ينتاب الأنظمة

 

كتب- سامر إسماعيل:

واصلت صحف العالم الصادرة اليوم متابعة التطورات بتونس، بعد خلع الرئيس "زين العابدين بن علي" بثورة شعبية أطاحت بحكمه الذي استمر 23 عامًا، مشيرةً إلى قلق الأنظمة العربية المستبدَّة في العالم العربي التي تخشى من تكرار النموذج التونسي على أرضها، في ظل تطلُّع الشعوب لتكرار نموذج تونس على أرضهم.

 

وأضافت أن هناك مخططًا من قبل أنصار الرئيس المخلوع للعودة إلى السلطة عبر إثارة الفوضى والعنف، وهو ما اعتُبر مقدمةً لصراع على السلطة إذا لم يتم وقف هذا المخطط.

 

الزعيم الجديد

وقالت صحيفة (النيويورك تايمز) الأمريكية إن هناك تحديًا جديدًا يواجه الشعب التونسي بعد إطاحته بالرئيس المخلوع "زين العابدين بن علي" ليلة الجمعة الماضي.

 

واعتبرت أن الشعب التونسي سيواجه مشكلةً كبيرةً خلال اختياره الرئيس الجديد الذي سيحكم البلاد خلفًا للرئيس المخلوع، خاصةً أن "بن علي" قضى خلال فترة حكمه التي استمرت 23 عامًا على أي أصوات أخرى تنافسه في الحكم.

 

وأضافت أن الاحتجاجات والمظاهرات التي استمرت نحو أربعة أسابيع قبل أن تتمكن من خلع "بن علي" لم يقُدْها شخص بعينه يمكن أن يتنبَّأ به كرئيس جديد للبلاد.

 

وأشارت إلى أن شعور التونسيين حاليًّا أصبح ما بين أمل وخوف؛ حيث سعى الشعب التونسي إلى أن تصبح ثورتهم بدايةً لثورات أخرى ضد الحكم الاستبدادي في الوطن العربي، لكنَّ الفوضى التي قامت بها عصابات يعتقد أنها تابعة لـ"بن علي" يمكن أن تقضي على حلمهم.

 

لم يسقط بعد

واعتبرت صحيفة (الواشنطن تايمز) الأمريكية أن نظام الرئيس المخلوع بن علي لم يسقط بعد، خاصةً بعدما أصبح فؤاد مبزع، رئيس البرلمان التونسي، رئيسًا مؤقتًا للبلاد، على الرغم من أنه ظلَّ عقودًا من أفراد الطبقة الحاكمة، فضلاً عن تكليف محمد الغنوشي، رئيس الوزراء في عهد "بن علي" وأحد كبار رجاله، رئيسًا للحكومة الانتقالية.

 

وتساءلت الصحيفة عن الكيفية التي سيتمُّ بها تعامل الرئيس المؤقت مع المعارضة؟ وعن الشخصية التي من الممكن أن تقود البلاد في المسقبل بعد سنوات من الاعتقالات والسجن والنفي ضد المعارضين للرئيس المخلوع؟!!

 

وأشارت إلى أعمال العنف وتبادل إطلاق النار بين الجيش التونسي ومهاجمين أمام وزارة الداخلية، وفي عدد من الأماكن بتونس أمس.

 

الشعوب العربية

وأكدت صحيفة (لوس أنجليس تايمز) الأمريكية أن بإمكان الشعوب العربية أن تكرِّر نفس النموذج التونسي في كيفية خلع الحكام المستبدِّين، شريطة تكاتف قوى الشعب كلِّها بكل ألوانها وطوائفها، والتفافها حول هدف واحد.

 

وقالت الصحيفة إن ما حدث في تونس من الصعب حدوثه في مصر، إلا إذا تضافرت عدة عوامل؛ أهمها تحالف القوى الوطنية وأبناء الشعب دون النظر إلى الأجندات الخاصة، ونزول العمال الذين يشكِّلون أكبر تهديد للنظام عندما يتحركون.

 

وأضافت أن النظام المصري يتعامل بذكاء مع الأوضاع، ويتجنَّب فرض التضييق الكامل على الحريات في الوقت الذي يستخدم فيه قوات الأمن لإحباط محاولات التغيير.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن تحذيرات وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون من خطورة تجاهل الدول العربية والإسلامية للإصلاح الاجتماعي والسياسي والاقتصادي قبل أيام من سقوط بن علي؛ كانت رسالةً موجهةً إلى مصر وتونس على وجه الخصوص؛ لسجلِّهما الحافل بقمع الحريات.

 

زلزال بالمنطقة

وذكرت صحيفة (الواشنطن بوست) الأمريكية أن ما حدث في تونس تسبَّب في زلزال بالعالم العربي كله، بعدما شعر الحكام المستبدون أن عروشهم كلها باتت مهددةً، ويمكن أن تسقط في فترة وجيزة كما سقط الرئيس التونسي المخلوع.

 

وقالت الصحيفة إن الظروف التي دفعت الشعب التونسي للثورة ضد زعيمه مشابهة تمامًا لظروف الدول العربية جميعها من المحيط إلى الخليج، عدا لبنان والعراق، اللذين يشهدان صراعًا يمكن وصفه بالطائفي على السلطة.

 

وأضافت أن هناك حالةً من الأمل بين شعوب المنطقة الذين يتوقون إلى تطبيق النموذج التونسي في بلدانهم؛ للتخلص من الحكام المستبدين الذين احتكروا الحكم لأنفسهم ولأقاربهم.

 

ارتباك بتونس

وتحدثت صحيفة (الجارديان) البريطانية عن مراقبة الأنظمة العربية حاليا لشوارعهم خشية وقوع احتجاجات شبيهة بما حدث في تونس محذرة المغرب والجزائر والأردن ومصر على وجه الخصوص.

 

وقالت إن نظام بن علي اعتمد في بقائه على القوة الأمنية من المخبرين وعناصر الشرطة السرية الذين منعوا التونسيين لعقود من الخوض في السياسة إلى أن وقعت الثورة ضد الرئيس المخلوع من شعب عرف عنه المستوى العالي من التعليم والرفاهية بالمقارنة مع شعوب أخرى في المنطقة تفتقر إلى ما يفتقر إليه الشعب التونسي الذي أصبح السعب العربي الأول الذي ينزل إلى الشارع للإطاحه برئيسه.

 

وقالت إن عصابات مدعومة من نظام "بن علي" تحاول الآن أن تُشعر التونسيين بأن نظام الديكتاتور أفضل حالاً من وضعهم الحالي، وذلك عبر إشاعة الفوضى بالشوارع.

 

وحذَّرت صحيفة (ديلي تليجراف) البريطانية من مخطط لاستعادة أنصار "بن علي" للحكم من جديد، عبر إشاعة الفوضى في البلاد؛ على أمل الوصول مرةً ثانيةً إلى الحكم باستخدام العنف، وهو ما اعتبرته الصحيفة بدايةً للصراع على السلطة إن لم يتم إجهاض هذا المخطط.

 

تونس والأنظمة العربية

وأكدت صحيفة (الإندبندنت) البريطانية أن ما حدث في تونس أسعدَ الشعب هناك؛ لتخلصهم من الديكتاتور الذي حكمهم بالقبضة الأمنية 23 عامًا، في الوقت الذي شعر فيه بقية الحكام العرب المستبدِّين بالخوف من تكرار النموذج التونسي على أرضهم.

 

وقالت إن الشعوب العربية تعاطفت وتجاوبت بشكل كبير مع ثورة الشعب التونسي عبر تنظيم مظاهرات واحتجاجات تدعو إلى تكرار نموذج تونس على أرضهم، فضلاً عن وضع العلَم التونسي بدلاً من صورهم الشخصية على المواقع الإلكترونية.

 

وأضافت الصحيفة- نقلاً عن محللين سياسيين- أن الانتخابات الرئاسية في مصر هذا العام قد تدفع إلى تكرار النموذج التونسي، ومن الممكن أن يحدث قبل ذلك، مع الأخذ في الاعتبار قوة القبضة الأمنية في مصر، وانخفاض نسبة المشتركين على المواقع الاجتماعية مقارنةً بنسبتهم في تونس التي تصل هناك إلى الربع.