أكد الإخوان المسلمون في العراق أن سقوط النموذج العلماني القمعي في تونس من الناحيتين الاقتصادية والسياسية والشعبية، بشرى خير بقرب سقوطِ كلِّ أشكال العَلمنة الدخيلة، بعد فشل نموذجهم الأكبر وتهاويه، وطالبت الشعب التونسي بالتلاحم ووحدة الكلمة والصف، وأن يتجاوزوا مرحلة الفوضى بخطوات سريعة ومدروسة؛ لكي يسدوا الباب على المغرضين والمتآمرين.

 

ودعت الجماعة- في بيان وصل (إخوان أون لاين) اليوم- الشعب التونسي إلى حسم أمره من أجل قبرِ الحكم الاستبدادي للأبد وقلع جذوره من أساسها، حيث لا ينبغي على الأمة أن تنشغلَ بالدوران حولَ الصنم بعدما كُسر، بل عليها أن تجمع شظاياه وتكنس بقاياه إلى مزابل التاريخ، ثم تبدأ بعملية تغييرية شاملة وحالة بناء صحيحة لما يجب أن يكون في ظلِّ ترسيخ العدل بين الناس، وإرجاع الحقوق إلى أهلها وإنصاف المظلومين.

 

وأشادت بانتفاضة تونس المباركة التي ابتدأت بمظاهراتٍ افتتحها الشباب وشارك فيها الشيب والكبار والنساء والأطفال؛ ليحرروا تونس الخضراء من أذناب الطغاة، الذين حاربوا شعوبهم ومنعوا الصلاة والصيام والحجاب، وأظهروا في الأرض الظلم والفساد، وكانوا أسوةَ سوءٍ للظلمة في سياستهم الشهيرة بتجفيف منابع الدين ومحاربة شرع الله.

 

وحذَّرت الشعب التونسي من استيلاء اللصوص وتسلُّق المتزلفين وتجار الثورات على ثورتهم ونسبها إلى أنفسهم، موضحةً أنه ليس كل من أيَّد وتباكى هو في صَفكم، وليس كل من ادَّعى الوصْل هو حبيب، ولكم العبرة في أبناء دجلة والفرات حين تكالبت عليهم أممُ الأرض بدعوى تحريرهم، فقاوموها عبر جهادهم المعروف، حتى باتت قصصُ البطولة يرويها كل الغيارى لأبنائهم وإخوانهم، ويروون في المقابل قصصًا لِمَن زعم بالأمس أنه المخلص، وأنه ضد أجندات المحتل، فلما تجلَّى النهار إذا به ضمن صفوف الاحتلال لنهبِ العراق وإذلال أهله.