قد يبدو عنوان هذا المقال غريبًا، ولكن ما غريب إلا الشيطان، ولعلك بعد قراءة المقال تتضح لك الصورة.

 

فمنذ أحداث تونس الأخيرة، أقصد الثورة الشعبية المذهلة للشعب التونسي البطل ضد واحد من طواغيت بلاد العرب والعجم والبربر ومن جاورهم من ذوي السلطان الأكبر، فمنذ سقوط طاغية قرطاج وفراره بجلدِه وفروِه؛ طرحت أسئلة تحتاج إلى إجابات:

 

أولها: هل هذا السيناريو الشعبي قابل للتكرار في دول عربية أخرى ومصر في مقدمتها أم لا؟

 

وللجواب: بداية هو كان حد يحلم أساسًا قبل شهر أن تحدث تلك الانتفاضة الشعبية في أي بلد عربي، فضلاً عن تونس الخضراء خصوصًا.

 

ثم ما هذه الروح اليائسة التي أمطرنا بها اليائسون البائسون العرب، فأحد الخبثاء قال:

(الشاعر أبو القاسم الشابي الذي هتف بقوله الشعب التونسي أثناء الثورة

إذا الشعب يومًا أراد الحياة         فلا بد أن يستجيب القدر

هذا في تونس، أما نحن في مصر فنقول:

إذا الشعب يومًا أراد الحياة         فهي على النايل سات)

ما هذا الهراء (هراء من فعل هرَّ يهرُّ هرًّا حتى يصاب بالجفاف الفكري طبعًا)؟!

 

لذا فإنني أرى أن كل الطرق كانت قديمًا تؤدي إلى روما، ومنذ عشرين عامًا أدت إلى رومانيا، والآن تؤدي إلى (قرطاجة)، وأن أذان فجر يوم الحرية قد أذن له من مسجد القيروان والزيتونة، حسب التوقيت المحلي لمدينة تونس العاصمة، وعلى بقية العواصم العربية مراعاة فروق التوقيت.

 

فالعدوى ستنتشر كما انتشرت في أوروبا الشرقية لا محالة.

 

أحد الخبثاء قال إن العدوى لن تنتشر في مصر، والسبب أن الحكومة قررت خفض أسعار السلع مبكرًا وخصوصًا البنزين؛ وذلك ليس رغبةً في تفادي الثورة، ولكن لرغبتها في توفير البنزين للمستهلك الراغب في الانتحار حرقًا.

 

السؤال الثاني: هل يمكن سرقة إنجاز الشعب التونسي وإخماد جذوة الأمل في نفوس الشعوب العربية؟

 

وللإجابة عن هذا نعود للعنوان: (تو نص) معناها 2 نص؛ يعني واحد صحيح.

 

فالشعب العربي واحد؛ من حيث الغلاء والوباء والعطالة والبطالة والفساد والقهر والكبت والذل والهوان، وكل الذي تعرفونه، وكذلك الحكام العرب كلهم إما فاسد أو مفسد أو مفسود، كلهم أتوا بغير رغبة الشعوب واستأسدوا عليها وطال البقاء حتى قلنا: ليته رحل.

 

وبما أن الكل في واحد إذن فالمصير حتمًا واحد.

 

بالمناسبة واحد قالي فين شين الهاربين بن علي والأربعين حرامي قلت له في المغارة بيستعد للقمة العربية.. طبعًا في المغارة.

 

وأخيرًا نهدي لليائسين البائسين (الشعب التونسي قالوله ثور فثار .. والشعب المصري قالوله ثور.. قال احلبوه) قصدي.