أرسل مواطنون مصريون مقيمون بليبيا استغاثات ومناشدات تطالب بسرعة إجلاءهم؛ حيث يقع أكثر من 100 منهم داخل قرية تسمَّى "جنزور" بالعاصمة الليبية طرابلس.

 

وأكد المحاصرون- في اتصالات هاتفية قبل قطع الاتصالات- لـ(إخوان أون لاين) أن قوات الأمن الليبية تطلق النار بكثافة ضد المتظاهرين بالمنطقة، فيما يرد بعضهم بإطلاق النار أيضًا؛ الأمر الذي يعجز معه المتظاهرون عن الخروج حتى من القرية.

 

وعلى صعيد التطورات الميدانية أفادت أنباء عن قصف جوي ومدفعي تقوم به القوات المسلَّحة الليبية ضد الثوار المتظاهرين في العاصمة، كما تواصلت عمليات إطلاق الذخيرة الحية على مظاهرة مليونية في طرابلس، مع استمرار قطع جميع الاتصالات السلكية واللا سلكية.

 

وسيطر آلاف الثوار على كتيبة تابعة للجيش مكلفة بحماية مقر القذافي، في الوقت الذي أعلن فيه كل من وزير العدل وسفيري ليبيا بإندونيسيا وإنجلترا استقالتهم من مناصبهم، والانضمام إلى جموع المتظاهرين المطالبين بإسقاط الديكتاتور ونظامه.

 

وقالت مصادر طبية إن حصيلة القمع الليبي اليوم بلغت نحو 61 شهيدًا، حتى كتابة هذه السطور، ونقلت وكالات الأنباء عن شهود عيان قولهم إن مقر التلفزيون الحكومي في طرابلس تعرَّض لعمليات سرقة، فضلاً عن إحراق مبانٍ حكومية، واقتحام مبنيَيْ الفضائية الليبية الثانية والشبابية، والسيطرة عليهما من قبل الثوار.

 

وتوقَّف إنتاج النفط في حقل النافورة جنوب أجدابيا بليبيا إثر إضراب العاملين فيه، في الوقت الذي أفتى مجموعة من علماء الدين الليبيين بأن التمرد على القيادة الليبية بكل وسيلة ممكنة فرض عين على كل ليبي.

 

وفي السياق ذاته أجْلت تركيا المئات من رعاياها في ليبيا، في وقت يعتزم الاتحاد الأوروبي البدء بإجلاء رعاياه، ودعت دول غربية رعاياها إلى مغادرة الأراضي الليبية، وحذَّرت أخرى مواطنيها من السفر إلى هناك، وباشرت شركات نفط بإجلاء موظفيها الأجانب من هناك، وسط مناشدات في القاهرة لإنقاذ المصريين في ليبيا.

 

ومنذ مطلع الأسبوع أجْلت تركيا 581 تركيًّا من بنغازي شرقي ليبيا؛ حيث نقلت طائرتان 293 مواطنًا من بنغازي يوم السبت، ووصل 288 آخرون أمس الأحد، وقالت قناة "إن تي في" التركية إنه يجري إرسال أربع طائرات أخرى وسفينتين إلى ليبيا مع إمكانية إجلاء بقية الأتراك البالغ عددهم نحو 3 آلاف عبر مصر.

 

ومن المتوقع أن يصدر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بيانًا يشجب قمع المتظاهرين، وقالت وكالة "رويترز" إن مسودة البيان المشترك تتضمَّن التشديد على أن حرية التعبير والحق في التجمع سلميًّا هما من الحقوق الأساسية لكل إنسان، ويجب احترامهما.

 

وكانت العديد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة دعت مواطنيها إلى تجنب السفر إلى ليبيا؛ بسبب الاحتجاجات الدامية المطالبة بإسقاط نظام القذافي.

 

وقالت وزارة الخارجية البريطانية اليوم إن عائلات العاملين في السفارة البريطانية في ليبيا ستعود إلى الوطن؛ حيث ستقلهم طائرات تجارية.

 

وفي باريس قال وزير الشئون الأوروبية في فرنسا لوران فوكويه اليوم إن بلاده تعمل على إغلاق مدارس تديرها في ليبيا، كما تحثُّ رعاياها على العودة إلى فرنسا. ويعيش نحو 750 فرنسيًّا في ليبيا، لكنَّ الوزير قال إنهم "ليسوا عرضةً لتهديد مباشر في الوقت الحالي".

 

وفي ألمانيا نصحت الخارجية الألمانية مواطنيها بتجنب السفر إلى ليبيا، كما أوصت جميع الألمان الموجودين حاليًّا في ليبيا بمغادرة البلاد.

 

وفي كوريا الجنوبية قال مسئول في الخارجية بسول إن الوضع الأمني في ليبيا بات سيئًا منذ أمس،  وأضاف أنه ينبغي توفير ضمانات لحماية المواطنين الكوريين الجنوبيين ومؤسسات بلاده في ليبيا.

 

يأتي هذا التصريح بعد تعرُّض موقع كوري للبناء في طرابلس لهجوم من قبل نحو 500 مسلح؛ ما أدى إلى إصابة ما لا يقل عن 18 شخصًا بجروح، هم 15 من بنجلاديش و3 كوريين، خلال الهجوم الذي وقع الليلة الماضية، ووفق رواية سول قام بعض المسلَّحين بسلب بعض المعدات من الموقع.

 

وفي مانيلا دعت الخارجية الفلبينية رعاياها في ليبيا البالغ عددهم 26 ألفا إلى توخِّي الحذر، لكنها لم تعلن عن خطة عاجلة لإجلائهم.

 

وفي إطار إجلاء الرعايا أجْلت شركات نفط وغاز أوروبية موظفيها من ليبيا وأوقفت التحضير لأعمال تنقيب هناك؛ بسبب اتساع نطاق الاحتجاجات الدامية في أنحاء البلاد.

 

وسحبت شتات أويل النرويجية و"أو إم في" النمساوية ورويال داتش شل عددًا من موظفيها بعد مقتل عشرات المحتجين المناهضين للنظام الحاكم في بنغازي- ثاني أكبر مدينة ليبية- وامتداد الاحتجاجات إلى العاصمة طرابلس.

 

ولم يتأثر إنتاج حقل مرزق النفطي، الذي تشغله ريبسول الإسبانية حتى الآن، وكذلك إنتاج شركة "أي تني" الإيطالية في ليبيا، لكن شركة "بي بي" البريطانية العملاقة- التي لا تنتج النفط أو الغاز في ليبيا لكنها كانت بصدد تجهيز منصة برية لبدء أعمال التنقيب في غرب البلاد- علَّقت عملياتها.

 

وقال متحدث باسم "بي بي" إن الشركة تدرس إجلاء بعض الأشخاص من ليبيا؛ حيث لها نحو 40 موظفًا في ليبيا.

 

وقال متحدث باسم رويال داتش شل البريطانية الهولندية إن الشركة العملاقة التي تقتصر عملياتها في ليبيا على التنقيب أيضًا نقلت بشكل مؤقت أسر بعض الموظفين الأجانب إلى خارج البلاد.

 

وقالت مجموعة "أو أم في" النمساوية للنفط والغاز إن عملياتها في ليبيا لم تتأثر لكنها ستجلي موظفين أجانب.