أثار الهجوم الإرهابي على مسجدين في نيوزيلندا، قبيل صلاة الجمعة الماضية، ردود فعل واسعة واستنكارًا دوليًا وإسلاميًا للمجزرة، التي راح ضحيتها عشرات المصلين المسلمين.

فقد أدانت جماعة الإخوان المسلمين بأشد العبارات هذه المجزرة الوحشية التي اقترفها إرهابيون عنصريون، مؤكدة أن هذه الجريمة - التي ارتكبها فاعلوها بدم بارد دون اكتراث بالأرواح - تمثل إضافة جديدة لما يخلفه خطاب الإسلاموفوبيا العنصري من كوارث تحرم العالم من السلام والأمن الذي نسعى إليه ونحرص على تحقيقه جميعًا.
 
وطالبت جماعة الإخوان المسلمين كل العقلاء في العالم بأن يتكاتفوا لوقف هذا النزيف الدموي والتصدي له بكل قوة، وعلى ساسة العالم ووسائله الإعلامية ومؤسساته الدينية والتربوية إعادة النظر فورًا في منهجية الخطاب الذي ينتهي بمثل هذه الجريمة، قبل أن يدفع الجميع الثمن دون تفرقة.

كما أدانت جماعة الإخوان المسلمين بالأردن بشدة الهجوم الإرهابي، وقالت في بيان صحفي: "إن جماعة الإخوان المسلمين تدعو المجتمع الدولي الرسمي والشعبي لإدانة هذه الجريمة الإرهابية الغادرة، والقيام بواجبهم لوقف خطاب التحريض والكراهية ووقف نشر ثقافة "الإسلام فوبيا"، ومحاسبة من يقف خلف خطاب العداء للمسلمين في أستراليا وأوروبا وأمريكا، وخاصة من البرلمانيين والسياسيين الذين يوفرون لهؤلاء الإرهابيين غطاء في كل بلد، فهذا الحادث المؤلم لا يقل بشاعة عن حادثة شارلي إبدو أو غيرها".

وحمّل الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، د. علي قرة داغي، الإعلام الغربي مسئولية جريمة نيوزيلندا، لنشره الكراهية والإسلاموفوبيا في وسائطه.

وقال قرة داغي، في تصريحات للأناضول بإسطنبول: "ندين هذا الحادث، ونطالب الحكومة النيوزبلندية بأخذ إجراءات حاسمة اتجاه هذه الجريمة".

واعتبر أن نشر "الإعلام الغربي للكراهية والإسلاموفوبيا، يترتب عليه حدوث مثل جريمة اليوم التي ذهب ضحيتها الأبرياء".

من جهتها، قالت رابطة العالم الإسلامي، إن "العملية الإرهابية التي راح ضحيتها العشرات من القتلى والجرحى في مسجدي نيوزيلندا، عمل بربري عكس توغل الكراهية".
 
وأعربت الرابطة في بيان عن "شديد ألمها وإدانتها للعملية الإرهابية، التي عكست بوضوح صورة من أبشع صور توغل الكراهية والحقد، في عالم أحوج ما يكون إلى الالتفاف حول قيم المحبة والوئام والسلام".
 
وأضافت: "هذا العمل البربري يضاف إلى النماذج الموازية لما يقوم به إرهاب داعش والقاعدة بدمويته البشعة"، مشددة على "أهمية معالجة التطرف والتطرف المضاد، وبخاصة سن التشريعات التي تمنع أشكال التحريض والكراهية كافة".
 
وأدان وزير الأوقاف والشئون والمقدسات الإسلامية الأردنية عبدالناصر أبو البصل استهداف المصلين في مسجدين بنيوزيلندا، واصفًا ذلك بالعمل الإرهابي الذي يحاول أتباعه من المتطرفين والإرهابيين النيل من الأبرياء، واستهداف دور العبادة في كل مكان.

وأضاف أبو البصل أن "ما تعرض له الأبرياء من المصلين في مسجدين بنيوزيلندا على أيدي إرهابيين ومتطرفين، أمر نعاني منه، وهو أمر مرفوض ويتطلب من العالم بأسره محاربتهم واستنكار أعمالهم الإرهابية، التي أودت بحياة أناس كانوا مسالمين وآمنين في المسجدين".

وعقب الحادث أعلنت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن، في وقت سابق، مقتل 50 شخصًا وإصابة أكثر من 20 بجروح خطيرة إثر إطلاق نار في المسجدين.

وأمس السبت، زارت رئيس وزراء نيوزيلندا، جاسيندا أردين، مركز "كانتبري" للاجئين في مدينة كرايست تشيرش، 
 
وجاءت زيارة رئيسة الوزراء للتضامن مع أهالي ضحايا الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجدين مرتدية الحجاب، كما التقت أردين بالمسئولين عن المركز، وأعلنت عن تقديم الدعم اللازم لأهالي الضحايا والوقوف إلى جانبهم، مؤكدة على أهمية الحرية في نيوزيلندا.

بدوره، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في سلسلة تغريدات بموقع "تويتر": إنني "أدين بشدة الهجوم الإرهابي على مسجد النور والمصلين"، مضيفًا أن الحادث الأليم يعد "مثالا جديدا على العنصرية المتصاعدة ومعاداة الإسلام في العالم". 

وقدم أردوغان "تعازي بلاده إلى العالم الإسلامي وإلى الشعب في نيوزيلندا على هذا العمل المؤسف".

كما أدانت وزارة الخارجية التركية بشدة الهجوم الإرهابي المسلح، الذي استهدف مسجدين بنيوزيلندا وأدى لمقتل عشرات من الأشخاص، وعبّرت الوزارة في بيان عن بالغ حزنها وتعازيها للضحايا وذويهم والشعب النيوزيلندي.

وتابع البيان قائلاً: "نثق بأن الحكومة النيوزلندية، ستجري بشكل فعال التحقيقات بشأن هذين الهجومين اللذين تبين أنهما ذات طابع إسلاموفوبي، وبأنها ستقدم المتورطين للعدالة بأقرب وقت ممكن".

وأدانت قطر بأشد العبارات الهجوم الإرهابي والوحشي الذي استهدف المسجدين، مجددة موقفها الثابت من رفض العنف والإرهاب مهما كانت الدوافع والأسباب، كما شددت على رفضها التام لاستهداف دور العبادة وترويع الآمنين.

وأرسل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني برقية إلى حاكمة نيوزيلندا، أكد فيها موقف بلاده الثابت في نبذ الإرهاب والتطرف، مهما كانت الأسباب.
 
كما استنكرت حركة المقاومة الاسلامية "حماس" بأشد العبارات الهجوم الإرهابي، وقالت حركة حماس في بيان صحفي إن هذا الهجوم الآثم يؤكد مرة أخرى أن الإرهاب لا دين ولا وطن، وإنما هو عقيدة يرعاها ويدعمها كل من ينشر خطاب الكراهية والحقد بين البشر، كما تفعل الإدارة الأمريكية الحالية.

وأضافت الحركة أننا كشعب فلسطيني أكثر الشعوب معاناة من الإرهاب الذي يمارسه الصهاينة أفرادا وجماعات، وقدمت حماس خالص التعازي لأسر الضحايا والدعاء بالشفاء للجرحى، مطالبةً السلطات النيوزلندية باتخاذ كل الإجراءات اللازمة لإيقاع أقسى العقوبات على الإرهابيين ومن يقف وراءهم، وعمل كل ما يلزم لحماية دور العبادة.

وطالبت المجتمع الدولي بكل مكوناته من دول ومؤسسات بإدانة هذا الحدث الخطير، واتخاذ كل الخطوات لمواجهة ثقافة الكراهية ومَن ينشرونها حول العالم، وفي مقدمتهم الكيان الصهيوني.

وقد أكد الأزهر أن الهجوم الإجرامي على مسجدي نيوزيلندا، يعد "مؤشرا خطيرا لتصاعد خطاب الكراهية والإسلاموفوبيا في العديد من بلدان أوروبا"، منددا بالهجوم المروع الذي أسفر عن مقتل وجرح العشرات.

وشدد الأزهر على أن "ذلك الهجوم الإجرامي، الذي انتهك حرمة بيوت الله وسفك الدماء المعصومة، يجب أن يكون جرس إنذار على ضرورة عدم التساهل مع التيارات والجماعات العنصرية التي ترتكب مثل هذه الأعمال البغيضة".

وطالب بـ"ببذل مزيد من الجهود لدعم قيم التعايش والتسامح والاندماج الإيجابي بين أبناء المجتمع الواحد، بغض النظر عن أديانهم وثقافاتهم".
 
وفي السياق ذاته، أدانت الكنيسة المصرية الهجوم، وقالت في بيان صحفي: إننا "سندق أجراسنا في نيوزيلندا تضامنا مع مسلمي العالم".

وأدان العاهل الأردني بدوره الجريمة التي وقعت، والتي وصفها بـ"المذبحة البشعة، التي استهدفت مصلين يؤدون عباداتهم آمنين في مسجدين بنيوزيلندا".

وقال الملك عبدالله الثاني، العاهل الأردني، في تغريدة على صفحته الرسمية بتويتر: "المذبحة البشعة، التي استهدفت مصلين يؤدون عباداتهم آمنين في مسجدين بنيوزيلندا، هي جريمة إرهابية صادمة ومؤلمة توحدنا للاستمرار في محاربة التطرف والكراهية والإرهاب الذي لا دين له.. الرحمة لأرواح الضحايا الأبرياء، والعزاء لأسرهم وأمتنا الإسلامية جمعاء".
 
وعبّر العاهل المغربي الملك محمد السادس عن إدانته الشديدة للهجوم الإرهابي الشنيع، الذي استهدف مسجدين بمدينة كريستشورش في نيوزيلندا، مخلفًا العديد من الضحايا الأبرياء.
 
وأعرب الملك، في برقية تعزية ومواساة بعث بها إلى الحاكمة العامة لنيوزيلندا، باتسي ريدي، عن إدانته الشديدة لهذا "الاعتداء العنصري والإرهابي الآثم، الذي استهدف مصلين آمنين، في انتهاك بغيض لحرمة دور العبادة، وللقيم الإنسانية الكونية للتعايش والتسامح والإخاء".
 
وتقدم الملك، بهذه المناسبة، إلى الحاكمة العامة لنيوزيلندا، ومن خلالها، إلى الأسر المكلومة، بـ"أحر التعازي وصادق المواساة، داعيا الله تعالى أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته".
 
كما أدانت المملكة العربية السعودية الحادث المؤلم، وقالت: إن العمل الإرهابي الذي شهدته نيوزيلندا "تدينه كل الأديان والأعراف والمواثيق الدولية"، وعزّت "شعب نيوزيلندا الصديق".
 
وفي الإطار ذاته، أدان أمين عام حلف الناتو ينس ستولتنبرغ، الهجومين الإرهابيين البشعين ضد مسجدين في كرايست تشيرش النيوزيلندية.

كما عبر رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، عن إدانته واستنكاره الشديدين للهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجدين في نيوزيلندا، ما أودى بحياة 49 شخصًا.
 
وقال عبد المهدي في بيان تلقت الأناضول نسخة منه: "نعرب عن إدانتنا واستنكارنا الشديدين للاعتداء الإرهابي الذي طال المسلمين في نيوزيلندا خلال أدائهم صلاة الجمعة".

وأضاف: "ندعو دول العالم أجمع إلى التصدي بقوة للإرهاب والتطرف بجميع أشكاله وصوره، الذي يستهدف الإنسانية جمعاء، والتوحد لمواجهة خطره في كل مكان".

واستنكرت منظمة التحرير الفلسطينية العمل الإجرامي الإرهابي الذي قام به متطرف أسترالي في مسجدين في نيوزيلندا.
 
وندد المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية محمد فيصل بالحادث على وسائل التواصل الاجتماعي، واستخدم وسم #باكستان ضد الإرهاب.
 
وقدم أيضا الاتحاد الأوروبي التعازي للذين فقدوا أرواحهم في الهجومين الإرهابيين بنيوزيلندا، مؤكدًا أن "الهجوم على المعابد يعد هجوما علينا جميعا"، وفق بيان صحفي.

وفي السياق نفسه، عبّرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن عميق حزنها تجاه الهجوم الإرهابي على المسجدين في نيوزيلندا.

وفي المملكة المتحدة، قدمت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في تغريدة بموقع "تويتر" أحر التعازي للشعب النيوزيلندي، بعد الهجوم الإرهابي المروع في كرايست تشيرش"، معربة عن "تضامنها مع جميع المتضررين من هذا العمل المميت".
  
ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين - في بيان نشره الكرملين - الهجوم بأنه "مقزز ووحشي وصادم"، معربًا عن تمنياته بأن "تتم محاسبة المتورطين كافة في هذا الهجوم"، وبعث بوتين رسالة تعزية إلى رئيسة وزراء نيوزلندا جاسيندا أرديرن، نقل خلالها تعازيه لأسر الضحايا وأقربائهم، مضيفًا أن "الهجوم الذي استهدف مدنيين اجتمعوا من أجل الدعاء مقزز ووحشي وصادم".