قال السفير عمر عامر، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية إن أي طلبٍ يطلبه المواطن المصري، طالما أنه يتفق مع الدستور يمكن التوافق عليه، والرئاسة تسمع وتنصت بشدة، لأنها تقدر كل مشاغل الشغب المصري والرئيس حريص على أن هذا الأمر لا بد أن تجتازه، مؤكدًا أن الرئيس يتابع لحظة بلحظة التحديات التي تواجه البلاد.

 

وقال عامر في المؤتمر الذي عُقد منذ قليل بمقر رئاسة الجمهورية بقصر القبة: إن المشاكل التي خلَّفها النظام السابق عميقة، ولم نكن نتوقع أن الفساد وصل لهذه الدرجة بمؤسسات الدولة.

 

وأشار إلى أن الرئيس حريصٌ على أن يظلَّ الباب مفتوحًا أمام التيارات السياسية، ودعا العديد بل كل الأحزاب إلى المشاركة في أكثر من حوار استجاب لها إلا أن البعض امتنع عن المشاركة، وتظل إلى الآن مؤسسة الرئاسة في دعوة الأحزاب بكل توجهاتها للدخول في حوار بنَّاء دون أي شروط مسبقة؛ وتناشد كل مَن يخرج للتعبير عن رأيه التزام السلمية التامة؛ لأننا لا نستطيع أن نحجر على رأي أحد يعبر عن رأيه بطرق سلمية دون عنف.

 

وأكد أن مؤسسة الرئاسة تعطي اهتمامًا كبيرًا بشريحة الشباب، وظهر ذلك في القرارات التي اتخذها الرئيس في خطابه منذ عدة أيام مكنت الشباب في التعبير عن رأيه والمشاركة في بناء مستقبل هذا الوطن.

 

وأشار إلى أن مؤسسة الرئاسة حرصت كل الحرص على الاستجابة لطلبات الشارع المصري وبذل الجهد لمحاولة تحقيق كل ما يحتاجه الشعب.

 

وأوضح عامر إن مؤسسة الرئاسة تقدر حجم المظاهرات التي خرجت ولا تقلل منها مطلقا وتقدر أن هناك مظاهرات من وأن كل تيار يتمسك بمطالبه، مما أحدث انسداد في الأفق السياسي ونحن نعترف بأن هناك انسدادا في الأفق السياسي، لكن الرئاسة تبذل جهودا من أجل الوصصول إلى حل لهذه الأزمة.

 

وأكد أن هناك تقديرا وتفهما لكل المطالب من المتظاهرين والرئيس، أعلن في خطابه الأخير أن هناك أخطاء وقعت واعترف بذلك وأعلن أن هناك مراجعة وتصحيح لهذ الأخطاء وبدأت بالفعل إجراءات التصحيح وإن كان البعض لا يلمس هذا التصحيح الآن، ولكن ينبغي الصبر والحوار من أجل الوصول إلى الخروج من الأزمة.

 

وحول أي مبادرات لحل الأزمة، قال عمر عامر: إن الرئاسة بادرت بالدعوة للحوار ولكن للأسف هذه المبادرة رفضت من القوى المعارضة، وحدث هناك انسداد في الأفق السياسي ولا سبيل للخروج من هذا المأزق، هو أن تحاول الأطراف المختلفة التلاقي في منطقة وسط من أجل الحوار.

 

وحول بيانات جبهة الإنقاذ قال إنها طالما صدرت في إطار روح الدستور فهي مقبولة، أما إذا لم تستند لمشروعية دستورية فهي غير مقبولة.

 

ونفى ما تردد عن استقالة المستشار حاتم بجاتو وزير الدولة للشئون النيابية والقانونية، مشيرًا إلى أن ذلك يأتي في إطار الشائعات، وإن هناك أحداثًا متلاحقة وشائعات وأقاويل تتردد ويثبت عدم صحتها فيما بعد.

 

وأكد أن مصر لا تقبل بأي تدخل خارجي أو أجنبي أو وساطة من أي دولة في الأزمة الحالية بين الرئاسة والمعارضة، مشيرًا إلى أن الأزمة تخص الشعب المصري وهو كفيل بها وبالخروج منها وحده.

 

وردًّا على سؤال في مؤتمر صحفي بالرئاسة حول المفارقة بين أن ترفض الرئاسة التدخل الخارجي في الشأن المصري، وفي نفس الوقت تتدخل في الشأن السوري، قال عامر: مصر لم تتدخل في الشأن السورى، ولكن طرحت مبادرات للخروج من الأزمة السورية ووقف نزيف دم الشعب السوري المراق يوميًّا، والموقف هنا يختلف عما يحدث في سوريا.