حسام عقل: نتساءل أين يذهب 4 مليارات جنيه للثقافة سنويًّا؟

لماذا تستمر وجوه لعشرين سنة بمناصب الثقافة؟!

صابر عرب يجمد مستندات الفساد بمكتب النائب العام

أقوى مؤسسة مخابراتية أمريكية تعبث بأحشاء وثائق مصر

حرائق مريبة بدار الكتب وفساد إداري يصل القيادات

اختفاء رسالة الإمام الشافعي بخط يده وتسريبات للمستشرقين الأجانب

"المكنز" حصل على سيديهات بكل برديات مصر بمنتهى السهولة !

كتب- عاطف عبد الهادي:

 

كشف مؤتمر أطلقه حزب "البديل الحضاري" تحت التأسيس مستندات كثيرة وخطيرة تؤكد فساد الدكتور صابر عرب وزير الثقافة المصري الذي تولى تلك الحقيبة للمرة الرابعة.

 

المستندات ركزت على إهدار التراث من مخطوطات وبرديات، وإهدارها عبر بروتوكول التعاون بين جمعية المكنز الإسلامي ودار الكتب المصرية، إضافة للفساد المالي والإداري الذي يسأل عنه "عرب" خلال فترة توليه إدارة دار الكتب والوثائق القومية .

 

جرى المؤتمر في "دار وعد" للنشر بوسط القاهرة، وشارك فيه أحمد عبد الجواد وكيل مؤسسي حزب "البديل الحضاري المصري"، وبكري سلطان رئيس اللجنة الثقافية بالحزب، والباحث بدار الكتب والذي كان له الدورالكبير في فضح تلك الوثائق، والدكتور حسام عقل رئيس اللجنة السياسية والناقد الأكاديمي البارز.

 

قوة مصر الناعمة

أحمد عبد الجواد وكيل مؤسسي حزب "البديل الحضاري" قال إننا الآن يندر أن نجد رجلاً شجاعًا يستضيف مؤتمرًا يقول كلمة الحق، ومن أولويات الحزب أن يكرس الكرامة الوطنية ولحمة المجتمع وتطور الآداب والفنون التي تؤكد القوة الناعمة لمصر التي ضمنت لها الريادة الفكرية على أخواتها بالعالم العربي.

 

وأكد "عبد الجواد" أن الحزب وضع لملف الثقافة موقعًا متقدمًا من تصوره الفكري والوطني لنهضة الأمة المصرية، ووضع هدفه تدارس الملف الخاص بوزارة الثقافة المصرية منذ الراحل العظيم ثروت عكاشة، وحتى اللحظة الراهنة الطافحة بالمحن والأوجاع وحجم الفساد الهائل الذي تغلغل بالوزارة ومرافقها بما هو بمكانة مصر الثقافية.

 

واوضح أن صابر عرب هو رجل لكل العصور وكان ضيفًا متجددًا بالتشكيلات الوزارية بأعقاب ثورة يناير، بدءًا بحكومة الجنزوري تحت المجلس العسكري ووصولاً لهشام قنديل وحكومة الببلاوي ثم حكومة إبراهيم محلب التي جددت للوزير ذي القدرة العجيبة .

 

وتساءل وكيل حزب "البديل الحضاري" عن كيفية ترك المثقفين الشرفاء لصفوة إقطاعية تصنع القرار وتقرره بوزارة الثقافة وتجعل من مقدراتها غنائم تمنحها لمن تريد وتحجبها عمن لا تحب.

 

وأضاف: نستهدف بالمستندات التي كان بطلها صابر عرب أن ندق جرس الإنذار برقبة القط، وهي إدارة المرحلة الانتقالية لينتبهوا أن هناك فسادًا بوزارة الثقافة ونؤكد الحاجة لماسة لهيكلة وزارة الثقافة لتصبح حاضنة للتطور الشامل وملجأً للوعي.

 

مستندات تسقط حكومات

الدكتور حسام عقل، رئيس اللجنة السياسية لحزب "البديل الحضاري" أكد أن لديهم أكثر من 250 مستند فساد صارخًا، وهو كفيل بإسقاط عشر حكومات، ووزارة الثقافة تحوز من الميزانية المصرية سنويا 4 مليارات جنيه، ومن حقنا كشعب مصري أن نعرف أين تنفق وكيف؟ ولا بد أن نقيم محاكمة الضمير الشعبي لرجل كان اسمه حاضرًا بقوة في كل تلك المستندات.

 

واردف "عقل" بقوله: من حقنا أن نسأل ما معايير تشكيل لجان الأعلى للثقافة ولماذا يبقى يوسف القعيد وأحمد حجازي أكثر من 20 سنة، وهل من حقه أن يمنح نفسه الجائزة التي يرأس لجنة منحها، وجائزة الدولة التي منحها الوزير لنفسه- يقاطع الجميلي- ولدينا مستند أن موظفًا بوزارة الثقافة مسكن على 27 وظيفة وعشرات البلاغات تقاطرت على النائب العام وكان لدى الدكتور صابر عرب من الأيدي والقوة ليوقفها لكنه كان يهيل عليها التراب في منتصف الطريق، ولدينا بلاغات خطيرة حول الأمور الغريبة ومفترض ضخ دماء بعد دورة أو دورتين، لكن لا يصح أن أحدهم يختار الندوات على عينه والكتب على عينه.

 

واكد د. حسام عقل ان عددًا من المستندات، ومنها بلاغ يحمل رقم (2011 4221) عن مشروع ميكنة الوثائق والمسح الضوئي كلف الخزانة المصرية 25 مليون زيدت 5 ملايين جنيه ورسي العطاء فقط على الشركات الأمريكية، وهنا مكمن الخطورة أن قوة خارجية تقترب من احشاء الوضع الأرشيفي لمصر ولم تعرض على مجالس نيابية وتوقع بشكل منفرد ورسي العطاء على شركة "اي بي ام" الأمريكية، وأسندت مهمة مجموعة "أليد سوفت" للدكتور محمد رضاالذي يمت بصلة قرابة لمجدي راسخ رجل الأعمال وصهر الرئيس مبارك، وتساءل: هل معقول مؤسسة فورد أقوى مؤسسة للمخابرات الأمريكية تدرب المتدربين بالدار على ميكنة الوثائق وتوثيقها؟!

 

أما البلاغ رقم (6299) أبريل 2011، فيدور حول اختفاء سجلات جرد المخطوطات، وهنا الفضيحة بضياع مخطوطات منها رسائل الإمام الشافعي بخط يده والتي لا تقدر بثمن.
وهناك حريق القاعات ومخطوطات ذهبت بلا مساءلات ولا تحقيق وأهيل التراب على كل شيء وأشياء تتعلق بسياسة الانتدابات لا ينتدب إلا المخلصين الذين يحملون الحقائب الخاصة، وتعقيم الكتب بمادة الفورمالين المحرمة دوليًّا.

 

واختتم بأن الحزب اختار 9 مستندات فحسب من بين 250 مستندًا، وأكد أن المثقفين لن يكونوا قطعانًا، ولن تستمر وزارة لم يكن لها أي دور بالتشجيع على الثقافة والقراءة، وكان لصاحبها دور بضياع كل تلك المخطوطات النادرة حين تولى دار الكتب، ووصل الأمر لرعايته لتكميم الأفواه وحظر التعامل مع الإعلام من قبل موظفي الوزارة.

 

بكري سلطان، مسئول اللجنة الثقافية بالحزب، أكد أن القضية أكبر من الفساد المالي والإداري، لكن فساد متعلق بإهمال التراث وهو مكون الهوية ،ونحن الدولة الثانية عالميا بعد تركيا في حيازة البرديات والمخطوطات والمسكوكات  ومخطوطات تركيا المصدر الثاني للدخل القومي أما نحن فلدينا 58 ألف  مخطوط نادرة ومبهرة يأتي إليها السائحون حول العالم والباحثون ومنها مجموعة المصاحف المملوكية النادرة وغيرها ولكن الدولة تضيعها عمدًا وإهمالاً.

 

وتطرق "سلطان" لمثال واحد لتعامل الدولة المتقدمة مع الوثيقة، وهو حين سرق مهندس إيطالي لوحة الموناليزا من متحف فرنسي، وهي بالأساس ملك لبلاده، كادت أن تنشب حرب بين البلدين، لولا عودتها الى فرنسا!.

 

والقصة كما يكشف "سلطان" بدأت 2002 اثناء حفلة بدار الكتب سرقت مخطوطة الرسالة التي كتبها الربيع بن سليمان تلميذ الإمام الشافعي ولم يتم بعدها سوى استجواب شكلي وعوقب المتورط بسنة مع الإيقاف!.

 

وتطرق المتحدث لمشروع "المكنز" الذي عقدت دار الكتب بروتوكولاً معه برئاسة اديبة روميرو، ويحصلون من خلالها على 300 صورة واضحة لعناوين مخطوطات يختارونها، والكارثة أنهم من يختارون بلا أي دور منا بلا أي ممنوعات!! وقد حصلت المستشرقة على برديات مصر بالكامل من المسئولة ليلى جلال وكأننا نسلم بردياتنا ببساطة هكذا، بينما النمسا مثلا لا تعطي بردياتها الخطيرة بتلك السهولة .

 

وأشار إلى وضع المسكوكات، والتي قدم بشأنها بلاغًا للنيابة الإدارية يحمل رقم 15 لسنة 2014 من قبل أحمد عبد الباسط مدير عام البرديات حين تسلم هذه المسئولية لفترة قصيرة، وهي مسكوكات ترجع للعصر الأموي، وتحدث عن  دكتور صبحي عاشور الذي كان موجودًا في فترة صابر عرب وعبد الناصر حسن ووجدوا 22 جيجا مصورًا بها المستندات ومتوصل بالإنترنت ويمكن أن ينقل لأي حد، وهناك شبهة تواصل بينه وبين المستشرق الأمريكي جيري بكاراك "وله كتاب وجدوا بروفة موجودة بمكتب عاشور باسم "من كنوز مسكوكات دار الكتب"، فهناك شبهات أنها نقلت وخاصةً أن عاشور ادَّعى أنه نائب مدير دار الكتب، وأن هناك بروتوكولا بينه وبين المستشرق!! والأستاذة اديبة أقرت أنها معها والكارثة بالمخطوطات انه لم يتم جرد، وقال سلطان إنه التقى هشام قنديل والذي أعاد بدوره الورق لصابر عرب فأعاده لدار الكتب.

 

وتناول الجرد الشكلي الذي قامت به دار الكتب والوثائق 2013، وكانت اللجنة مشكلة من ذات المتهمين بإهدار الوثائق، ومنهم صبحي عاشور مدير عام المخطوطات والبرديات والمسكوكات، ورضا الوزيري وفاطمة صبري مدير الشئون القانونية المتهمة بالمماطلة بـ5 آلاف لخزينة الهيئة لقاء وقود سيارتها!

 

وتطرق الحديث لسياسة الانتدابات الظالمة بدار الكتب، والتي تتجاهل كفاءات الدار وتنفق من خزانة الدولة على انتدابات خارجية، ومنهم مدير المراكز العلمية الدكتور محمد صبري الدالي وعاطف عبد اللطيف، ناهيك عن مستندات اضطهاد أبناء دار الكتب، ومنها الموقف الشهم لماجدة لويس رئيسة الإدارة الهندسية، وجدت مذكرة مأخوذًا منها نسختان مزورتان لصالح من أخذ مقاولات لتطوير قاعة الدوريات بالدور الثاني ورفضت، ولكن الوزير عاد ليفتتحها وجرت حوادث بها بالفعل لأنها غير جاهزة.

 

وكشف الدكتور حسام عقل عن استعداد "البديل الحضاري" لكشف ملف فساد الآثار، فالحال وصل لخروج المسجد الأزهر من قائمة اليونيسكو.