إعداد: طارق عبد الرحمن

المقدمة:

كان الحديث في الحلقة السابقة عن هدف الإخوان في تلك المرحلة، ثم توضيح مفهوم الإسلام وأنه شمل مختلف نواحي الحياة، ثم كان الحديث بعد ذلك عن واجب الإخوان تجاه الاستعمار الغاشم، وأن على الإخوان أن يعملوا جاهدين على تحرير الأمة من هذا الاحتلال، وبعد أن انتهت الحرب قام الإخوان بدورٍ كبيرٍ، من بياناتٍ ومؤتمراتٍ لتوعية الشعب بمطالبة المشروعة، ولم ينس الإخوان أن يوجِّهوا دعوتهم للأحزاب أن يقوموا بدورهم أيضًا، متناسين ما بينهم من خلافات، وكذلك توجيه الدعوة لأولي الأمر أن يعملوا على تحقيق أهداف الوطن.

 

وكان الحديث بعد ذلك عن المذكرة المصرية الضعيفة التي أرسلتها الحكومة المصرية إلى الحكومة الإنجليزية تطلب فيها الجلاء ووحدة وادي النيل، ولكن حدث ما عكَّر صفو كل ذلك عندما خرج وزير الخارجية المصري عبد الحميد بدوي باشا بتصريح قال فيه: "إن مشاكل مصر والعالم العربي ليست مما تمخَّضت عنه الحرب، وإنها لهذا لا تدخل في اختصاص مجلس الأمن"، وكان لهذا التصريح أثرٌ سيِّئٌ في نفوس أبناء النيل خاصة ودول العروبة عامة.

 

والآن نستكمل الحديث ونبدأ بالرد البريطاني على هذه المذكرة، يقول الإمام البنا:

"أما الردُّ البريطاني فقد جاء متمِّمًا لسلسلة المراوغات التي بدأت منذ الاحتلال البريطاني المشئوم سنة 1882م إلى الآن، والتي توالت فيها النكبات على مصر، رغم الوعود التي بُذلت بسخاء ولم تفِ انجلترا بشيء منها، وكان منها هذه الاتفاقات الباطلة التي أُبرمت، ففصلت السودان عن مصر، والمفاوضات الفاشلة التي انتهت بمعاهدة سنة 1936م، وهي التي لم تكن سوى قيود كبَّلت البلاد، واتخذت منها انجلترا ذريعةً للاحتلال الصريح الذي نواصل الجهاد اليوم للتحرر منه".

 

وكعادته يتكلَّم عن الرد البريطاني في نقاط محددة فيقول الإمام البنا: وأهم ما يستوقف النظر في هذا الرد:

أولاً: أن أسلوبه هو عين الأسلوب الذي تعوَّدته مصر منذ أول أيام الاحتلال المشئوم، فهو- كما قلنا- التواءٌ وتهرُّبٌ وتسويفٌ.

 

ثانيًا: تتمسك بريطانيا بالأسس التي قامت عليها معاهدة 1936م، متجاهلةً الظروف الجديدة التي هدمت هذه الأسس، وقضت على هذه المعاهدة بالبطلان كما سبق أن أوضحنا.

 

ثالثًا: تتجاهل بريطانيا مركز مصر الدولي، وما بذلته من جهود حربية عظيمة في صفوف الأمم المتحدة، فتقرنها مع مجموعة الأمم البريطانية والإمبراطورية رغم مركزها الملحوظ في الشرق الأوسط والجامعة العربية، وعضويتها في هيئة الأمم المتحدة وفي مجلس الأمن الدولي، وفي ذلك ما فيه من جرحٍ لكرامتها وإنكار لوضعها الدولي القائم.

 

رابعًا: المشاركة: إنه لفظٌ جديدٌ في قاموس السياسة الاستعمارية البغيض، ولا يقبلها المصريون بحال من الأحوال؛ إذ ليس من المعقول أن نعمل على الخلاص من براثن هذه الشركة الممقوتة في جنوب الوادي لنلقي ويلاتها في الشمال من جديد.

 

خامسًا: أما الرد على المذكرة المصرية في شأن السودان فقد اكتفى بهذه الإشارة العابرة التي أتى بها عقب فراغه من تنظيم الأسس للمحادثات المقبلة مقتصرًا على مجرد العلم، وفي هذا إهدارٌ للحقوق وتجاهُلٌ لما أجمع عليه أبناء الوادي من وحدة كاملة.

 

سادسًا: وفي الوقت الذي تطلب فيه الحكومة المصرية إشخاص (شخَص شُخُوصًا أي ذهب) وفدٍ للمفاوضة في لندن إذا بالحكومة البريطانية تُحيل الأمر إلى سفيرها في مصر بعد أن حوَّلته من مفاوضة إلى محادثة مع هذا السفير الذي يعلم أبناء الوادي مدى ما ذهب إليه في تطبيق المعاهدة المشئومة بما يخالف نصَّها ولا يطابق روحها.

 

ثم وجَّه الإمام البنا حديثه إلى المجتمع فقال: "يا أبناء النيل: هذه هي المذكرة المصرية وهذا هو الردُّ البريطاني عليها، وإن الإخوان المسلمين في أنحاء الوادي ليعلنون في قوة ووضوح أنهم لن يرتضوا بعد اليوم ذلاًّ ولا هوانًا، ولا يقبلون تردُّدًا في نَيل حقوقهم ومطالبهم ويدعون الشعب كله.. أفرادًا وجماعاتٍ، أحزابًا وهيئاتٍ أن يقفوا معهم صفًّا واحدًا للمطالبة بهذه الحقوق والعمل على تحقيقها أو الفناء في سبيلها.

 

أيها المواطنون.. إن الإخوان المسلمين ليُسجِّلون على الحكومة هذا الموقف الضعيف، ويسجلون على الإنجليز هذا الجحود، ولقد علمتنا التجارب أن الاستقلال والحرية ما كانت يومًا من الأيام صكًّا يكتب أو اتفاقًا يُعقَد، لا يشفي غلة ولا يطفئ أوارًا (الحر الشديد)، ويهيبون بالأمة أن تستعد لجهاد متصل عنيف، فليس للهوان بعد اليوم من سبيل.

 

ولتعلموا أن المفاوضة وسيلةٌ وليست غايةً مقصودةً لذاتها، ولا يمكن أن تقدم الغاية على الوسيلة إلا إذا اطمأننا على أسس بيِّنة لتحقيق هذه الغاية، فلنتَّعظ بالماضي، وليحذَر الساسةُ ألاعيب المستعمرين، ولتتوحَّد الصفوف وتتَّحد الجهود بتوجيه وطني خالص لوجه الله والوطن.

 

أيها المواطنون.. إن حقوقكم قد اجتمعت عليها كلمتكم، وارتبطت على المطالبة بها قلوبكم، وهي الجلاء التام عن وادي النيل بلا مراوغة ولا تسويف، ووحدة الوادي بلا تردُّد ولا إمهال، وحلّ المشاكل الاقتصادية المعلقة بيننا وبين الإنجليز على وجه السرعة، حتى تتنسَّم البلاد ريح الحرية، ويطمئن الناس على حياتهم ومستقبلهم.

 

ثم بين الإمام البنا بعد ذلك أهمية هذه القضية عند الإخوان فقال: "والإخوان المسلمون يضعون هذه الحقوق والأهداف من رسالتهم موضع العقيدة والإيمان لأنها ليست مما يصحُّ أن يكون محلاًّ للمساومة على الإطلاق، وكل من حاول ذلك فهو خارج على وطنه متحمِّل وحده تبعة عمله منبوذ من سائر المواطنين" ثم خاطب بعد ذلك الناس متعهِّدًا بمواصلة العمل حتى يعود للوطن حريته فيقول:

يا أبناء النيل..

هذه صيحتنا تدوي في جنبَات الوادي، نعذر بها إلى الله وإلى الناس، معاهدين رب السماء أن نمضي قدمًا في تحقيق ما نهدف إليه، وأن نواصل الجهاد حتى يعود للوطن مجدُه في ظل الحرية الكاملة والاستقلال التام ﴿وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ (يوسف: من الآية 21).

 

ثم كان البيان الذي أصدره الإخوان موضِّحين فيه أن استقلال البلاد ما زال ناقصًا بالتدخل السافر لبريطانيا، وأن جميع الهيئات والمؤسسات تحتاج للإصلاح فقال: بيان من الإخوان المسلمين إلى شعب وادي النيل (جريدة الإخوان المسلمين الأسبوعية، العدد (93)، السنة الرابعة، 8 ربيع ثان 1365/ 12 مارس 1946، ص(3- 4)).

 

لقد رأى الإخوان المسلمون- وهم الهيئة الشعبية الكبرى التي تغلغلت مبادئها في مختلف طبقات الشعب، وانتظمت تشكيلاتها أكثر مجموعاته- بعد أن انتهت هذه الحرب وبعد أن بَذل فيها هذا الشعب الأبيّ الوفيّ ما بذل من مساعداته وأقواته ودماء أبنائه أن استقلالَ البلاد منقوصٌ بالتدخل البريطاني، وأن حريتَها مقيَّدةٌ بقيود المعاهدة، وأن وحدة الوادي ممزَّقة بهذه القيود، وأن الاقتصاد الوطني معتدًى عليه بالاحتكار والاستغلال، وأن مرافق البلاد جميعها في مسيس الحاجة إلى الإصلاح الشامل السريع، ولهذا دعا المركز العام الجمعية العمومية للإخوان المسلمين، فأصدرت قراراتها المفصلة في 2 من شوال سنة 1364هـ، كما دعا بعد ذلك إلى عقد مؤتمرات شعبية في كثير من عواصم البلاد ومدنها الكبيرة، وأرسل بعثةً إلى السودان العزيز فعقدت اجتماعات عدة تناولت مطالب البلاد وحقوقها القومية، وكان عن ذلك أن تنبَّه الوعي وتركَّزت هذه المثُل في أذهان الأمة على اختلاف طبقاتها في يقظةٍ رشيدةٍ وإيمان راسخ عميق، كان له أثرُه العملي ولا شك فيما تلا ذلك من أحداث".

 

وجاءت بعد ذلك دعوة الإخوان لتوحيد الجهود وذلك حتى يتحقق الهدف، فقال الإمام البنا:

ولقد دعا الإخوان إلى وجوب توحيد الجهود، وضمّ القوى للعمل على تحقيق هذه الأهداف، وكان يسرُّهم أن يتم ذلك في هذه الظروف العصيبة والساعات الفاصلة، فيواجه زعماء الأحزاب والهيئات هذا الموقف- وهم يدٌ واحدةٌ- مقدِّرين أن الوحدة أضمن الوسائل للتوجيه السليم، وأقواها في الوصول إلى الحقوق والغايات.

 

ولقد بذل الإخوان نصحَهم في بيان واضح للحكومة السابقة، وحاولوا أن يدفعوا بها في قوة وحزم لمواجهة الموقف، ومسايرة الشعور الوطني الجارف الذي تغلي به النفوس والأفئدة، ولكنها سلكت الطريق الذي رأته لنفسها، والذي انتهى بالمذكرة المصرية والرد البريطاني كما انتهى باستقالتها".

 

ثم وجه الإمام البنا نصحَه إلى الحكومة مبيِّنًا لها واجبها نحو الأمة فقال: "وجاءت الحكومة الحالية فتقدم الإخوان إلى دولة رئيسها بالنصح الخالص كذلك لا يبتغون من ورائه إلا وجه الله وخير الوطن، وصارحوه بأن عليه لهذه الأمة واجبين:

أولهما: تقدير شعورها الوطني، وتقويته وتغذيته، فهو شعور حق لا إثم فيه ولا جريرة.
ثانيهما: الحزم الكامل في المطالبة بحقوقها الوطنية ومواجهة الإنكليز مواجهةً صريحةً بأن هذه الأمة قد تنبَّهت فلن تغفل وصممت فلن تتردد، وأن المماطلة والتسويف وسياسة كسب الوقت أو ضياع الوقت لن تخدع هذا الشعب الواعي عن حقه الكامل.

 

كما أن من واجبات دولته كحاكم أُتيحت له فرصةٌ- قد تكون الأخيرة- أن يعمل جاهدًا في ترميم حياتها الاجتماعية الداخلية، على ألا يشغله ذلك عن قضية الساعة- وهي قضية الحقوق الوطنية- وقد وعد دولته بأن يكون عند هذه النصيحة, وذكر أنها تتفق تمامًا مع ما يعتزمه وما يود أن ينهجه".

 

وكم كان الإمام عظيمًا عندما قال: "وإن موقف الإخوان المسلمين من هذه الحكومة أو سواها إنما تحدده هذه الخطوط الرئيسية في سياستها، فهم يقدرون ما تقوم به من أعمال نافعة، ومواقف شريفة كريمة، وينقدونها حينما تزلُّ بها قَدَمٌ أو تنحرف عن الطريق لا تأخذهم في ذلك لومة لائم، ولا يقعدهم عنه رغَب أو رهَب".

 

ثم حدد الإمام البنا بعد ذلك مطالب الإخوان في هذه القضية، فقال: "أيها الشعب الأبيّ الكريم، والآن وقد شكّلت الحكومة وفد المفاوضات واعتزمت أن تواجه مهمتها الأولى في تحقيق المطالب القومية, يريد الإخوان المسلمون أن يضعوا أمام أنظار الجميع هذه المطالب:

1) إن الحقوق الطبيعية القومية لشعب وادي النيل محدودة معروفة، لا تقبل جدلاً ولا مساومةً، وهي الاستقلال الكامل لهذا الشعب، ولن تكون لهذا الاستقلال حقيقةٌ إلا بجلاء هذه القوات جميعها عن الوادي في أقرب وقت، ولن تكون لهذه الوحدة حقيقة حتى تشمل كل مظاهر الحياة السياسية والاجتماعية في جميع أنحاء الوادي شماله وجنوبه، وإن قناة السويس جزءٌ من أرضنا يجب أن نقوم نحن بحمايته وحراسته، وإن مرافق بلادنا الاقتصادية من حقِّنا وحدنا أن ننصرف في الانتفاع بها كما نشاء، وإن وضعنا الاجتماعي وحياتنا المدنية نحن الذين نرسمها ولا نقبل فيها تدخُّل أحد، فعلى الشعب أن يحفظ هذه الحقوق، ويتفقَّه فيها، ويتحمَّس لها ولا يغفل عنها طرفة عين.

 

2) والمعاهدة المصرية الانجليزية لم تعد أساسًا صالحًا بحال للعلاقات بيننا وبين الانجليز، والمفاوضة وسيلة لا غاية، رفضها فريقٌ من المصريين لما لمحوا وتوقعوا، وصدَّقت الحوادث توقُّعَهم من آثارها ونتائجها، وقَبِلَها الباقون جريًا على الأساليب السياسية الدولية وتعلُّلاً بالأمل في الوصول إلى الغاية من أسلم الطرق.

 

وإذا كان الأمر كذلك.. إذا كانت الحقوق الوطنية التي لا تقبل مساومة ولا انتقاصًا هي الجلاءَ التامَّ، ووحدة وادي النيل وتسوية المسائل الاقتصادية المعلقة بيننا وبين الانجليز تسويةً تصون حقوق البلاد وتحقق فائدتها.. فإن الإخوان المسلمين يرون أن تتقدم الحكومة المصرية من الآن بخطاب تبلغ به الحكومة البريطانية أن هيئة المفاوضة ستقوم بمهمتها على هذا الأساس ولتحقيق هذه الغايات، كما أن على المفاوض المصري أن يقرِّر ذلك في أول اجتماع للمفاوضة تقريرًا صريحًا، وأن يتمسك به إلى النهاية، فإن أجيب إليه فقد نجح في مهمته النجاح الكريم، وإلا فإنه ينسحب انسحابًا كريمًا، وهو في كلتا الحالتين قد أدى واجبه مشكورًا أو معذورًا.

 

3) وقد كان المنتظر أن يتألف وفد المفاوضة ممثِّلاً لكل هيئات الأمة وأحزابها، وفي مقدمتها هيئة الإخوان المسلمين التي تمثل- ولا شكَّ- مجموعةً كبرى من الشعب، وتقوم على توجيه الرأي العام فيه، ولكنَّ الوفد أبى الاشتراك في هيئة المفاوضات للشروط التي أعلنها، وأبت اللجنة الإدارية للحزب الوطني الاشتراك كذلك للأسباب التي ذكرتها، ورأت الحكومة أن تؤلف هذه الهيئة على النحو الذي أعلنته، وأمام ذلك يقرر الإخوان أمرين مهمَّين:

 

أولهما: أن نتيجة المفاوضة يجب أن تُعرض على الأمة في استفتاء عام لتقول كلمتها، فهي صاحبة الحق الأول والأخير في القبول أو الرفض.

 

وثاينهما: أن شعب وادي النيل الأبيّ لن يسمح بعد ذلك بتكرار تجربة المفاوضة بيننا وبين الانجليز، ولن يدع السياسة الاستعمارية بعد التجارب العديدة الماضية تساوم أو توقع بين أشخاص الوطنيين على حساب القضية، فإما أن تنتهي هذه المفاوضات إلى نجاح، وإلا فإن الشعب لن يتردَّد بعد ذلك في متابعة حركته القومية بعرض قضيته على مجلس الأمن استكمالاً للمراحل القانونية الدولية وبالجهاد المستمر حتى يتم تحقيقها، فليعلم الإنجليز وليعلم الزعماء أن الشعب لن يمنحهم المفاوضة إلا هذه الفرصة فقد سئم المداورات والمحاولات التي لا طائل من ورائها.

 

4) وعلى هذا فإن الإخوان المسلمين يهيبون بكل هيئات الأمة ورجالها وبالحكومة نفسها أن يتكاتف الجميع على تغذية هذا الشعور القومي، وتنظيم الأمة تنظيمًا دقيقًا، وإعدادها إعدادًا كاملاً لمواجهة نتيجة المفاوضة، فإن كانت النجاح وتحقق المطالب والآمال- وهو ما نرجو أن يكون- فلن يضرَّنا هذا الإعداد شيئًا؛ بل هو أول ما يلزمنا في بناء حياتنا الداخلية، وإن كانت الأخرى لم نؤخذ على غرَّة، ولم نؤتَ من غفلة، والله غالب على أمره".

 

وهكذا نجد أن الإخوان حملوا على أكتافهم هم هذا الوطن حتى ينالَ حريته وكرامته، ولم يكتف الإخوان بذلك، بل كانت هناك مفاوضاتٌ مع رئيس الحكومة المصرية، وأيضًا مفاوضاتٌ مع الرجال السبعة، ولكن من هم الرجال السبعة؟! هذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة.