إن الإخوان المسلمين وقد هالتهم أخبار المجزرة التي وقعت في إستاد بورسعيد بعد مباراة النادي الأهلي والنادي المصري، والتي راح ضحيتها أكثر من سبعين شهيدًا ومئات المصابين؛ نتيجة عدوان أثيم.. ليؤكدون أن ثمة تدبيرًا خفيًّا يقف وراء هذه المذبحة التي لم يكن لها أي مبرر، وأن تقاعس الشرطة عن حماية المواطنين لا يمكن أن يقع تحت وصف الإهمال أو التقصير، وأن حالة الانفلات الأمني في جميع أنحاء البلاد أفرزت حالات السطو المسلَّح على البنوك، واستسهال القتل لأتفه الأسباب، وتجرُّؤ البعض على التهديد بالعدوان على البرلمان، والتعدي على شباب الإخوان المسلمين؛ الذين سعوا إلى تأمينه؛ الأمور التي نخشى معها أن يقوم بعض ضباط الشرطة بمعاقبة الشعب على قيامه بالثورة وحرمانهم من الطغيان على الناس، وتقليص امتيازاتهم.
وكذلك فإن التستُّر على مَن قاموا بالكوارث التي حدثت قبل ذلك في ماسبيرو وشارع محمد محمود ومجلس الوزراء، ونسبتها في كل مرةٍ إلى مجهولين، وبالتالي إفلات المجرمين الحقيقيين من المحاكمة والعقاب.. أغرى كل مَن يريد الإفساد في الأرض أن يقوم بذلك وهو آمن.
كما أن شحن نفوس المشجعين الذين يطلقون على أنفسهم اسم "الألتراس" بالكراهية والعداء تجاه بعضهم بعضًا، والتعصب الذميم في تشجيع أنديتهم، واختلاط البلطجية بهم، وتسهيل عدوانهم على الآخرين؛ أحد أسباب هذه المأساة، في حين أننا نرى أن الرياضة بطبيعتها إنما هي أخلاق وسلوك راقٍ.
إننا نحذر المسئولين من محاولات تدمير مصر أو حرقها أو هدم مؤسساتها، وهي النظرية التي يتبنَّاها البعض، ومن ثم لا بد من الحزم في تطبيق القانون على الجميع، دون محاباةٍ ودون مراعاةٍ لضغوط داخلية أو خارجية، فالأمن ضرورة حياة كما الطعام والشراب.
وفي الختام نُقدِّم خالص تعازينا لأسر الشهداء وقلوبنا تنزف عليهم دمًا، ونسأل الله أن يتغمَّدهم بوافر رحمته، وندعو للمصابين بعاجل الشفاء.
ونسأل الله أن يحمي مصر من كل سوء يُراد بها، وأن يحفظ أهلها الكرام من كل شر.
الإخوان المسلمون
في التاسع من ربيع الأول 1433هـ الأول من فبراير 2012م