شعب مصر العظيم الذي انتفض من سباته، وأسقط أكبر فراعينه، قام بأعظم وأكبر ثورة في العصر الحديث، وشارك لأول مرة في تاريخه في أول انتخابات حرة ونزيهة، وعندما بدأ يتنسم عبير الحرية؛ إذا بفريق غريب عن ثقافته الإسلامية، معادٍ لتدينه واختياراته، تائه بين المناهج والفلسفات، باع نفسه لأعدائه، يقحمه في أعظم حملة بلبلة وتشتيت وتعطيل لمسيرته الديمقراطية التي حرم منها آلاف السنين، ولولا طلبهم من المجلس العسكري تمديد الفترة الانتقالية، لكنا الآن نتمتع بحكومة ورئيس منتخبين، ودستور وبرلمان معبرين عن توجهات وآمال هذا الشعب العظيم.

 

هذه بلدنا ومن حقنا أن ندافع عن استقرارها ومسيرتها نحو الديمقراطية والإصلاح والتقدم، وبقوة الثورة التي أسقطت أعظم فرعون سرق حاضرنا ومستقبلنا، وبهذا الوعي الذي أنجز هذه الانتخابات، قادرين على إسقاط هذه العصبة الغريبة المستعملة على استقرارنا ونهضتنا، فقد انتصرت إرادة الشعب على هذه العصبة العلمانية عدة مرات، في "بلبلة" لا للتعديلات الدستورية وفي "عقبة" الدستور أولاً وفي "تحويلة" المواد فوق الدستورية وأمام "صخرة" وثيقة السلمي وفي "فتنة" الوحدة الوطنية.

 

الشعب قام بمحاولة إيقاف المسيرة التي خرجت من كنائس شبرا والتي كانت تستهدف تخريب مبنى التلفزيون، والشعب حاول إيقاف مسيرة للعباسية كانت تستهدف مبنى المجلس العسكري، ومرة أخرى حاول الشعب إيقاف مسيرة من شارع الأزهر كانت تتجه إلى وزارة الداخلية، أعتقد أن هذه المحاولات من الشعب المصري لإيقاف بعض المسيرات التي لم يكن هدفها سلميًّا، ولم يكن هدفها إلا تعطيل مسيرة الديمقراطية والإصلاح، تعكس وعي الشعب المصري ورغبته في إعطاء الفرصة للأغلبية البرلمانية التي فازت بثقة الشعب لكي يحقق لها آمالها ويستكمل مسيرة الديمقراطية والإصلاح، لهذا أقول إن الحل في يد الشعب، أن يأخذ على يد كل محاولة تعطيل أو تخريب.

 

وهذا ليس غريبًا ولا جديدًا، فقد كنا أثناء الثورة نأخذ على يد كل من يحاول إخراج الثورة عن سلميتها، بل وعلى كل من يحاول أن يفرض على الثوار رؤيته هو، بل وضد كل محاولات الزعامة والبطولة الزائفة، وتدخل الشعب لحماية ثورته يرفع عن المجلس العسكري هذا الحرج الشديد عند محاولته الدفاع عن المنشآت الحيوية المملوكة للشعب المصري، ولا أعني بذلك إيجاد مقتلة بين الأغلبية والأقلية، ولكن مجرد وجود الشعب كحائط صد وبكثافة عالية قادر على تثبيط وإحباط أي محاولة للتخريب أو الاعتداء أو التعطيل، ومن حق الشعب حماية ممتلكاته ولن يلومنا أحد على ذلك، وهم في الحقيقة قلة صغيرة جدًّا ولهذا تستعين بالبلطجية وبأطفال الشوارع والألتراس الذي يؤجر نفسه لمن يدفع، لقد كانت المحاولات التخريبية تحدث بعد انتهاء فعاليات المليونيات وخلو الميدان من الشعب فوجود الشعب بكثافة عالية عند هذه المحاولات التخريبية والتعطيلية يوقف نموها وزخمها ويحبط آمالها في إحداث الفوضى المرتقبة والمستدعية للتدخل الخارجي.