إلى الثائرين المخلصين، مَن سطروا بدمائهم تاريخ مصر، وغيروا خريطة الشرق الأوسط بثورتهم المباركة، وتحدث عنها العالم كله شكرًا وفخرًا، ورفع كل مصري رأسه شامخة مفتخرًا بمصريته وعروبته، وتملك كل مصري شعورًا بوطنيته وامتلاكه لبلاده بعد غربة طالت، وبعد أن كنا نعيش في وطن بلا روح وأرض بلا امتلاك وقرار دون إرادة وتعليم ممنهج يتحكم فيه قرارات مرتبطة بمعونات مشروطة، وإعلام موجه لتحقيق أهداف تخدم مصلحة الغرب، واقتصاد يتحكم فيه رأس مال أجنبي، وسياسة تدار بمفهوم الرأي الواحد، ولجنة سياسات بلا سياسات، ومجلس شعب بلا قرارات، وشعب مصاب بالأمراض، ووزير صحة يخدع بالشائعات حتى تبيع أمريكا الأمصال، وأراضي طابا تباع لليهود.

 

أما الآن وبعد ثورة الخامس والعشرين، وبعد تحرير مصر من كل ذلك، وانتخاب المؤسسات التشريعية والرقابية وتبقى المؤسسة الرئاسية، ولكن وجب على شبابنا الواعي أن يتفهموا حقيقة ما يدور من حولهم من مؤامرات لإسقاط مصر، ومحاولة تقسيمها، ومحاولة خلق الفتن بين القوى السياسية وبين أفراد الشعب.

 

ولا يخفى علينا ما حدث في بورسعيد، ناهيك عن الفتن الطائفية الممنهجة لزعزعة استقرار البلاد، ووصل بهم الحال لتشكيك الشعب في الأغلبية المنتخبة، وتوجيه الشكر للإخوان من دعاة الديمقراطية في قضية التمويل الأجنبي، إنه تخطيط ممنهج ومرتب وسياسة غربية قذرة يجب على شبابنا أن يتفهمها، ويدرك تداعيات الأحداث، ومَن وراء تلك الأحداث؟ ومَن المستفيد منها؟.

 

والسؤال هنا: هل سينجح الغرب في العودة للاحتلال الفكري والاقتصادي؟ وهل سيتفهم الشباب أن هناك مؤامرة كبرى تحاك نحو مصر يستخدم فيها كل الإمكانيات وكل السبل التي تخدم أهدافهم؟.

 

والإجابة: لقد تغيرت الخريطة بالمنطقة، وتغيرت السياسات، ولم يعد هناك لجنة سياسات بدون سياسات، ولا مجلس شعب دون قرارات، ولا يوجد وزير صحة كسابقه يسير وراء الشائعات، وعادت مصر حرة، وعاد المصري فخورًا بمصريته.