"اكذب وتحرَّ الكذب حتى تصدق نفسك ويصدقك الناس" قاعدة انطلاق كل شائعات الدنيا، استُخدمت كثيرًا في مجال السياسة والاقتصاد والاجتماع، الأمن والمخابرات، وتستخدم الآن بصورة تدريجية متعمَّدة في السباق الرئاسي الحالي، يستخدمها الساسة بقصد ودون قصد؛ على خلفية المادة 28 من الإعلان الدستوري التي تحصِّن قرارات اللجنة العليا للانتخابات ويرسّخ لها البعض بالتزامن مع ترشح اللواء عمر سليمان نائب المخلوع مبارك للسباق الرئاسي؛ فما مدى حقيقة هذه الأطروحات؟! وما تداعياتها؟ وهل حقًّا من الممكن تزوير الانتخابات الرئاسية؟!

 

تداول أكذوبة التزوير.. لماذا؟!

يتم الترويج المقصود لهذه الأكذوبة بعدة خلفيات، منها:

- تهيئة الرأي العام لهذه الكارثة وهو نمط سلطوي شمولي طالما جُرّب.

- نشر قيم السلبية وعدم المشاركة.

- كبح مشاعر وسلوك الشفافية والنزاهة.

- ترسيخ مشاعر الإحباط وأن الثورة قد وقفت عجلتها عند محطات متدنية.

- شق الصف الوطني الذي يعاني التمزق بسبب الاستقطاب السياسي الذي فرضته النخبة السياسية.

 

تداعيات الأكذوبة:

دخول البلاد في نفق مظلم من العنف والصدام وعموم الفوضى لن يتيح فرض الأحكام العرفية، بل يطيح بالمؤسسات السيادية وكبار النافذين في الدولة بقايا النظام لتتحول الثورة المصرية السلمية إلى ثورة بألوان مختلفة وتحدث تغييرًا جذريًّا في مصر ودول المنطقة، سيناريو كارثي ندعو الله ألا يحدث.

 

ضمانات وقائية:

وهي جملة من الوسائل والمناشط والفعاليات القانونية والسياسية والإعلامية ومنها:

- تفعيل قانون الغدر والعزل السياسي.

- التعامل القانوني والحقوقي والإعلامي والشعبي لاستبعاد بقايا النظام الفاسد "توفيق- سليمان- عمرو موسى".

- الارتقاء بالوعي والأداء الانتخابي لعموم المصريين.

- الحشد والتعبئة لتكون نسبة التصويت 90%.

- الترتيب للجان شعبية لحماية مقرات اللجان والصناديق.

- الفرز في مقرات التصويت وحماية الأصوات بصورة شعبية سلمية.

- الحضور الإعلامي الكثيف خاصة في المناطق البعيدة.

- المشاركة الكبيرة لمنظمات المجتمع المدني المحلية والإقليمية والدولية.

- استبعاد رموز النظام وقواعده من المشاركة في إدارة عملية الانتخابات والطعن الفوري على هؤلاء الأشخاص.

 

خلاصة المسـألة:

- ضرورة عدم الاستسلام لهذه الأكاذيب والحذر من المساهمة في ترويجها بقصد ودون قصد، ورفع اللياقة الحركية والمعنوية والفكرية لعموم المصريين في ظل أجواء يغلب عليها الوفاق الوطني الواسع لا الشقاق الحزبي الضيق.

------------

* كاتب مصري.