على مدار ثلاثة أيام متتالية، تهافتت وكالات الأنباء المصرية والعربية والعالمية لإجراء حوارات تليفزيونية وصحفية، مع المهندس خيرت الشاطر مرشح جماعة الإخوان المسلمين وحزب "الحرية والعدالة" في الانتخابات الرئاسية، وهو ما يعكس أمرين مهمين، أولهما مدى الثقل السياسي لقرار الجماعة بالدفع بمرشح لها في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وثانيها مدى القدرة الإعلامية للشاطر في التعامل مع هذا الكم من وسائل الإعلام المختلفة.

 

وبلغة تحليلية بسيطة، يمكن القول إن أحاديث الشاطر الإعلامية خاصة التليفزيونية منها، كان لها أثر كبير في تغيير قناعة الكثيرين، فهذا الرجل الذي آثر الصمت والبعد عن وسائل الإعلام لسنوات طويلة، ظهر ليكشف للجميع أن خبرته السياسية والفكرية، ورؤيته النهضوية، تجعله أحد المرشحين الكبار لقيادة مصر في المرحلة القادمة.

 

لقد استطاع الشاطر بحنكته وعمليته أن يفتح النقاش مع الجميع في كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، الداخلية منها والخارجية، تكلم بلغة الأرقام والخطوات والخطط والرؤى المستقبلية، لم ينفعل مرة ولم يغضب لسؤال، ولم تظهر عليه المفاجأة عندما توجه إليه أصعب الأسئلة وأدقها تفصيلاً وأشدها مواجهة، فهو حاضر الذهب وسريع الرد بما يريد، يختار الكلمات ويتقن انتقاء الألفاظ، ولا يخرج من لسانه إلا ما يريد أن يخرجه.

 

الشاطر على مدار حواراته التليفزيونية المتعاقبة، تحدث في أخطر القضايا بالتفصيل وكأنه أحد الذين تربوا في قصر الرئاسة، ويعلم كل تفاصيلها، يتحدث عن الماضي وكأنه عايش المصريين في كل ربوع البلاد، يعرض برنامجه وكأنه هو من وضعه بنفسه، ويحلم بمستقبل كأنه سيعيش لعشرات السنوات.

 

تحدث في السياسة وكأنه أستاذ العلوم السياسية والخبير الذي يحاضر في الجامعات، وفي الاقتصاد وكأنه صاحب النظريات والسياسات التي جعلته في مقدمة الصفوف، كما تحدث في الدبلوماسية وكأنه سفير البلاد على مدار عدة عقود.

 

مشروع النهضة التي كان يتحدث عنه الشاطر قبل شهور، وجدناه في رأسه مرتبًا، ومجدولاً، مخططًا له بالورقة والقلم، ينتظر التنفيذ، أو بالأدق الإمكانيات التي تتيح له تنفيذه، ولما لا وهو من أعلن أن النهضة ستبدأ سواء وصل إلى سدَّة الحكم أو لم يحالفه القدر.

 

بالفعل عندما يتحدث الشاطر.. يجب أن يصمت الكثيرون؛ لأنه أنجز وأوجز الكثير، ولخَّص الأكثر في شخصه، ليثبت للجميع أنه يستحق أن يكون أول مرشح لجماعة الإخوان المسلمين لرئاسة الجمهورية.

 

كنت أحد الذين يعارضون ترشيح أحد من الإخوان في الانتخابات، وامتثلت لقرار الشورى، وأيقنت أن الشاطر خير من يمثل الجماعة في هذه المرحلة.