وقف الشهيد سيد قطب عليه رحمة الله أمام مجلس قيادة الثورة قائلاً: إن الثورة قد بدأت حقًّا، وليس لنا أن نثني عليها، لأنها لم تفعل بعد شيئًا يذكر، فخروج الملك ليس غاية الثورة، بل الغاية منها العودة بالبلاد إلى الإسلام! كأنه يصف حال مصر اليوم.

 

والإخوان المسلمون يعلمون أن الثورة لم تكتمل بعد فحملوا همها على كاهلهم وقد عاهدوا الله منذ أن أسسها الإمام الشهيد حسن البنا عام 1928 وحتى اللحظة على الإصلاح  الاقتصادي والسياسي والاجتماعي بما يستطيعون، ورسالة نحو النور للإمام البنا إلى الحكومات والرؤساء والملوك خير شاهد على هذا، حتى في العصر الحديث في عام 1997 تم ترتيب أفكار الإمام  البنا في شكل مشروع يتناسب مع عصرنا، وفي 2004 نجح فريق من الإخوان المسلمين داخل السجن في وضع الإطار الفكري والإستراتيجي للمشروع وتبقت الآليات التنفيذية للمشروع، وبعد قيام ثورة 25 يناير 2011 تم تكليف المهندس خيرت الشاطر بوضع الإجراءات التنفيذية والخطط اللازمة لوضعه حيز التنفيذ،  فتمت الاستفادة من دول العالم ودراسة تجاربهم فاكتمل المشروع  النهضوي لمصر جميعًا، مشروع إسلامي عملاق سيعيد المجد لأمتنا من جديد, يبني ولا يهدم, يجمع الأمة ولا يفرقها.

 

مشروع النهضة يعمل على صياغته وبلورته لجنة استشارية متخصصة وبمشاركة ألف خبير في جميع المجالات وقد تمت زيارة أكثر من 50 دولة في مختلف العالم للاستفادة  من تجاربهم السياسية والاقتصادية للنمو، ولقد تم التوصل إلى 25 تجربة رائدة ليصبح مشروع النهضة رائدًا لأكبر المشروعات في العالم ويقوم مشروع النهضة على سبعة محاور أساسية وهي:

المحور الأول: إطلاق برنامج شامل للتنمية الاقتصادية المستدامة، وهو المحور الأهم لأنه يتعامل مع الاحتياجات المباشرة للناس، وباستعراض الواقع الحالي للاقتصاد المصري لا بد من التحميل خلال المرحلة القادمة على الاستثمارات العربية والأجنبية، ولا يوجد أمامنا بديل غير التركيز على تمويل أكبر جزء من برامج التنمية من الخارج ودعم دور القطاع الخاص.

 

المحور الثاني: إصلاح المنظومة الأمنية وإعادة الانضباط إلى الشارع المصري ومن خلال إعداد قانون جديد للشرطة وإعادة هيكلة وزارة الداخلية وإعادة النظر في التعامل مع أفراد المنظومة الشرطية من ناحية الرعاية الاجتماعية، وكذلك إعادة النظر على مستوى عقيدتهم العملية.

 

المحور الثالث: استكمال بناء النظام السياسي في مرحلة ما بعد الثورة.

 

المحور الرابع: تطوير منظومة التعليم وبناؤها بشكل جديد وبأفضل الوسائل التي توفر خريجًا جيدًا ينفذ برامج النهضة والتنمية.

 

المحور الخامس: تطوير وإعادة هيكلة أجهزة الدولة، نظرًا لأنها لم تكن محايدة أثناء فترة النظام السابق وارتبكت بمجرد سقوط نظام مبارك.

 

المحور السادس: الوصول إلى حالة السلام المجتمعي والطائفي عن طريق حل المشكلات الطائفية التي تمر بها مصر.

 

المحور السابع: استعادة دور مصر الفعّال بتحقيق أكبر قدر من المصالح المشتركة مع الآخرين.

 

مشروعنا قادم قادم لا محالة بإذن الله تعالى بالشاطر أو مرسي أو غيرهما، لسنا مطالبين بالنتائج ولكننا نستوثق بنصر الله آخذين بالأسباب.

 

ما العمل؟

نهيب بإخواننا الربانيين الذين عرفوا الدعوة مصحفًا وسيفًا، صلاةً وحركة، أن يعودوا إلى المصاحف فيعانقوها وإلى الليالي ضارعين فيقوموها، وإلى الأذكار فيلتزموها، وإلى الأسحار فيصالحوها، وإلى الهاجرة فيصوموها، فما أرانا والله إلا شغلنا بالأسباب الفرعية عن الأصلية، وإننا والله لا ننصر إلا بطاعتنا لله ومعصية عدونا له، فإذا أخذنا عدونا إلى عالم غفلته وتقصيره هُزمنا وغُلبنا.