في ربيع الثورات العربية وربيع الحرية وبعد انتهاء ثورة كل من تونس ومصر وليبيا واليمن.. يستمر بحر الدم المسفوح في سوريا.. ويظل جزارها يذبح أبناءها الأحرار لا ذنبَ لهم سوى مطلبهم بالحرية.. فصبرًا جميلاً إخوتي وصبرًا أماه فغدًا سيشرق الصباح ويدنو نور الفجر.

صرخة قلم!!

ثارت بداخلي مشاعر كامنة...

كنار مدت إليها الحطب...

على إثر صورة للموت دمعت لها عيون الحجر...

سعى لها قلمي سريعًا نحو سطور دفتري...

وكأن القريض قد ألحَّ عليه كتابة..

أو أن حنينه قد مل طول الانتظار...

فاندفعت كوامنه الثائرة بين طيات الفؤاد...

يهفو نحو الورق كلهفة العطشان إلى الماء..

فسطر بالدمع..لا.. بل بالدم صورة حزن قاتل..

مُزجت بقهر رجال وصرخات ثكالى وأنين أطفال..

وغدا يُجسِّد صورةً للموت بربوع بلاد...

بها وحش انقض على ضحيةٍ عذراء..

وشرع في الأسر والتعذيب وانتهاك حقوق الضعفاء...

فالطاعة العمياء.. وإلا.. لن ترى نور الحياة..

وأخذ يظهر في التلفاز يتغنى بحقوق الإنسان..

وتنشر وسائل إعلامه كيف أن هدوء الحياة يسير باطمئنان؟!

فكأن عينيك قد عميت وصمت أذناك عن الأحداث!!

فليست هناك ثكلى فقدت اليوم حبيبًا وأبناء!!

ولا دموع طفل يسير متخبطًا بين جثث قتلاه!!

ولا أنين جرحى ولا مرضى لم يعرفوا للنوم طعمًا من الآلام!!

أو حتى قتلى تمددت أجسادهم في الطرقات!!

يظن الوحش نفسه ملكًا تنحني له هامات الأعزاء..

لا يدري أن نهايته قد بدأت عقارب ساعتها في الدوران..

وأن الجموع هاهنا لن تحني هامات ولن ينكسر الكبرياء..

وستظل تطلب حرية وعدالة قدسية الأحكام..

فوالله حتى لو استمر بحر الدم المسفوح لأيام

ستمزق غدًا شريعة القرصان..

وسيغدو ذاك الوحش الكاسر قتيلاً يهوى إلى الأعماق..

ويدنو نور الفجر ليمحو ظلام الأيام

وسوف يمجد التاريخ قصص بطولات الشهداء..

ويحنى الهام لهم فخرًا واعتزاز

وسيأتي بصفحات بيضاء ليسطر بها دستورًا كريمًا للحياة..

---------

* صرخة قلم سطرت خواطرها: أسماء عبد العزيز أحمد جبر

- الطالبة بالصف الثالث الثانوي- مدرسة جيهان الثانوية بنات- الدقهلية- المنصورة.