إلى كل الذين يشكون من عمق العلاقة بين أبناء الوطن الواحد مصر.

إلى أعداء الثورة الذين يريدون بمصر العودة للوراء.

إلى الذين يستخدمون ورقة الفتنة الطائفية لزعزعة الوطن.

إلى أعداء الخارج الذين لا ينامون حتى تركع مصر.

 

أكتب لكم ما يلي.....!

* لقد نص الدستور الأول للمسلمين في المدينة المنورة على التآخي لكل أصحاب الديانات بأنهم جميعًا أمة واحدة لهم حقوق المواطنة المتساوية.

 

* لقد كفلت الدولة الإسلامية لغير المسلم حرية العقيدة، وعدم الإيذاء بنص صريح لا يدعو إلى الجدل أو الخلاف.

 

هل تتذكرون معي تلك القصة الشهيرة؟!

نصرة عمر بن الخطاب للقبطي المصري الذي اعتدى ابن عمرو بن العاص على ابنه، وحين شد القبطي الرحال إلى المدينة المنورة لم يكن يعرف عمر بن الخطاب، إنما استطاع أن يتعرف على القانون الذي يحكم به عمر بن الخطاب، وعاد هذا القبطي برسوخ لما تصوره عن هذا القانون ومن يحكم به؛ حيث أعطاه عمر عصا ليضرب بها ابن عمرو بن العاص، وبرسالة من عمر إلى واليه ما زالت ذائعة إلى يومنا:

 

"متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا".

* أن من يقرأ ويتمعن في هذه القصة يرى مدى عمق سماحة الإسلام مع غير المسلم، وحب الإسلام للناس، وعدم التحيز أو التميز الديني، لنأخذ من هذه القصة عبرة نتعلمها ونعلنها للعالم ونذكرهم بها.

 

* بيننا رصيد يرجع إلى سنوات وأزمنة أثبتت التجارب فيها وحدة الصف والتلاقي أو الانصهار المترجم للمودة التي ركز عليها القرآن الكريم، المسلمون والمسيحيون نموذج لنسيج منصهر في كل فترات التاريخ.

 

* هل يستطيع أحد أن يمحو ذاكرة التاريخ، فالتاريخ سجل شواهد أن كل طوائف الشعب جاهدوا سويًّا دون تمييز ضد الاحتلال وأعداء الخارج منذ فترات الحروب الصليبية.

 

* من يقرأ التاريخ يعلم تمامًا أنه حين جاءت الحملة الفرنسية حاولوا إثارة البعد الديني لإحداث التفرقة بيننا ولكنها باءت بالفشل الذريع، وكل محاولات الاحتلال الإنجليزي لم تفلح في إثارة الفتنة بين عنصري الأمة، والتي نراها بكل وضوح في ثورة 1919م ووقت الأزمات والحروب في العصر الحديث، وكلنا نتذكر معركة الكرامة ضد الكيان الصهيوني في حرب أكتوبر 1973م التي امتزجت فيها دماء المسلم والمسيحي.

 

وماذا يحدث الآن...؟!

استنار الشعب العظيم بعد فترة طويلة من حكم ظالم ونظام بائد أهان فيه الكثير، وزج بالكثير في السجون والمعتقلات، وبدا مسلسل الترويع والقتل وورقة الفتنة في مصر لتمزيق أواصر وحدتنا، ولكن استيقظ الشعب واستنار، وكتب الله سبحانه وتعالى لهذه الأمة أن تنهض فقامت ثورة يناير المجيدة التي غيرت التاريخ، وكشفت عن معدن المصري الحقيقي، والذي عبر عن رأيه ورفض الظلم والقهر، وتجمعنا كلنا مسلمين ومسحيين في ميدان التحرير لنطالب بإسقاط نظام بائد، ونجحت الثورة ولكن أعداء النجاح لا يريدون لها الاستمرار، فبدأت تتعرض مصر لضربات مختلفة من أزمات الاقتصادية وتارة أخرى بفزاعة الدين، واستخدم أعداء الثورة الكثير من ضعاف النفوس لترسيخ هذا الهلع والفزع لزعزعة الوطن وركوع مصر.

 

هل نستيقظ ونقف صفًّا واحدًا، نحن مصريون سواء كنا مسلمين أو مسيحيين؛ من أجل نهضة الوطن.

 

عدونا واحد يريد أن يتربص بنا، هل نسيتم دماء الشهداء الطاهرة بالتفرقة الطائفية من خلال إعادة الأسطوانة ذاتها.. أسطوانة التفرقة المتعمدة بين المسيحي والمسلم.

 

في النهاية أيها الأحباء في الله.

سفينة المسيحي والمسلم هي سفينة واحدة، تتمثل بكل ود وحب وتآخٍ ومصلحة مصر، أفيقوا من غفوتكم ولا تسمحوا لعدونا أن يقوم، فنحن نشأنا على الوحدة الوطنية ولم نعرف التفرقة، ولن نسمح لأحد أن يضحك بنا أو يزج بنا إلى ركوع مصر.

 

والله لن تركع مصر.. والله لن ينهار الوطن.

أفيقوا وتيقظوا.. إن مصر في رباط إلى يوم الدين... أفيقوا من غفوتكم ولا تساعدوا عدونا بتنفيذ مخططاته ضد وطننا مصر، اجتنبوا التفرقة وتحابوا وحبوا مصر.

 

يا أعداء الوطن نحن المسيحيين نعيش في مصر جنبًا إلى جنب مع إخواننا المسلمين بكل حب وترابط وود ولن نتفتت إن شاء الله.

 

أخي المصري مسلم أو مسيحي

أنا وأنت في سفينة واحدة تمخر في عباب البحر، تطاردنا الأنواء إذا غرقت السفينة غرقنا معًا وإذا نجت نجونا معًا.

 

والسلام عليكم ورحمة الله.

----------------------

معلم خبير الجغرافيا والاقتصاد بمدرسة دمياط الثانوية العسكرية

عضو حملة دعم د. محمد مرسي رئيسًا لمصر