وجوه أحرقتها الشمس، وتصبب منها العرق ليرسم ملامح بلد عاش في الذل والهوان ثلاثين عامًا، وعندما آن أون الحرية، تركن خلفهم صغار يبكون، وحملن مآسيهن ليصلوا بها إلى صندوق الانتخابات ويخترن نهضة الوطن، فالإقبال النسائي الذي ظهر مضاعفًا منذ استفتاء مارس 2011، لم يتغير وظل يتزايد.

 

فالناخبات أكدن لـ(إخوان أون لاين) حضورهن لبناء الوطن من جديد بدعوى، ورفضًا لدعوات المقاطعة التي تصب في مصلحة عودة النظام السابق.

 

بداية أكدت منى سيد (إحدى الناخبات بالبدرشين) أن الاضطهاد الواضح الذي تعرض له الإخوان والمحاربة وترويج الشائعات، هو ما دفعها للنزول والتصويت للدكتور محمد مرسي، مضيفة أن المشهد على الساحة الإعلامية لم يتغير بل يتكرر بنفس التفاصيل، من الهجوم الإعلامي الذي كانوا يتعرضون له قبل الثورة، ولكن مع اختلاف وتلون الوجوه المهاجمة.

 

وقالت: قرار حل مجلس الشعب زادني إصرار على المشاركة، بعدما وجدت كل مكتسبات الثورة تنهار وتسرق منها، وداعيًا كل السيدات والرجال والشباب للقيام بواجبهم والتصويت بكثافة لمرشح الثورة الوحيد في معركة "ثورة أو لا ثورة".

 

بينما قالت كريمة عبدالنعيم (ناخبة من البدرشين أيضًا): إن مرسي هو الوحيد الذي أقنعها من بين المرشحين من الجولة الأولى، فنزلت لتجدد ثقتها فيها وتدعمه في مواجهة مرشح الفلول.

 

وأضافت أم معتز عاشور أنها أحست بفخر شديد بعد إدلائها بصوتها للدكتور محمد مرسي، لأنها قامت بالخيار الوطني بدعم مرشح ثورث نثق أنه يحمل آمال وآلام وطموحات الشعب المصري المطحون، ولا يهدف من إجهاض ثورته بالكامل.

 

وقالت الحاجة وجدية غريب 76 عامًا: صوتُّ بقلبي ولساني للراجل الطيب مرسي؛ لأني لم أتمكن من التصويت بيدي، فأنا لا أملك سوى بطاقة ورقية وليس لدي رقم قومي، وأكدت أنها تصلي وتدعو من أجله ليل نهار.

 

وقررت زينب رمضان (ناخبة من أبورجوان قبلي بالجيزة) أن تعطي صوتها لمن تراه قادرًا على حمل الأمانة التي راح شبابنا ضحية لها، متمنية أن لو كان الجو أكثر حرارة، وأكثر ازدحامًا حتى يزيد الأجر.

 

وقالت ليلى فضل: شاركت؛ لأن صوتي له تأثير للمرة الأولى في اختيار الرئيس القادم لمصر، ووجهت رسالة للمقاطعين "اطلعوا انتخبوا لسة في فرصة لبلدنا تعيش".

 

واختارت فاطمة عبدالمجيد انتخاب الدكتور محمد مرسي الذي يسكن في شقة فقيرة مثلها، لأنه يشعر بالفقراء وبحياتهم وسيعمل جاهدًا لإصلاح أحوالهم، قائلة من يطبق الشريعة لن يظلم أي فرد مهما كان دينه أو انتمائه.

 

وردًّا على محاولات شراء الأصوات من جانب بعض أنصار شفيق أكدت أنه لو أعطاها مليون جنيه فلن تنتخبه.