على عجلة التاريخ أن تتوقف؛ لتعيش وتسجل لحظة من أهم وأسعد لحظات التاريخ الإنساني، لتستمتع وتعتز وتتعلم من أقدم وأعظم شعوب الأرض وأعرقها أصالة وحضارة وهي تزيل دولة الباطل وتختار وتنصب وتمكن لدولة الحق والعدل والرخاء والتنمية، وتعيد للشعوب المحررة كرامتها، وهي تختار رئيسها كأجير وعامل ومستأمن لديها، وبعد قليل محاسب عن كل ما فعل من قبل من رشَّحه واختاره ونصَّبه.

 

الأصالة.. الرجولة.. الشهامة.. المروءة.. لا تجهد نفسك بالبحث عن معانيها وحقائقها  في أي قاموس من قواميس اللغة، بل توجه إلى أي مكان به مصريون، يكفيك أن تتعامل مع بعض المصريين الشرفاء العاديين جدًّا، لتراها رأي العين، وتتذوق طعمها الحلو الممزوج بمياه النيل، وتتنسم عطرها الخاص بمسك عرق المصريين، وصفاء عيونهم الأخاذة إلى عبق التاريخ المصري القديم قدم خلق الإنسان، ونزول رسل السماء.

 

شرط ألا يكونوا ممن باعوا أنفسهم للشيطان وسقطوا في هاوية فلول النظام السابق الذي أفسد كل شيء في حياة المصريين ونال شيئًا مؤقتًا من شخصيتهم.

 

ذلك الفاسد الذي غير أخلاق وثقافة وهوية جزء من الصورة المصرية، فسرق أموالهم وهربها إلى الخارج، بالتأكيد ليس مصريًّا، والذي تاجر بالدم الفاسد، وأرواح المصريين في العبارات والقطارات، والذي قنص أحرار التحرير، وخطط ودبر موقعة الجمل، وقتل الشباب في بورسعيد، وحرق ممتلكات مصر و...إلخ؛ بالتأكيد ليس مصريًّا حقيقيًّا بل مصري ممسوخ بفساد النظام السابق، والعهد البائد، رائحته فاسدة وعفنة شردت وانحرفت وتغيرت عن رائحة عرق المصريين الشرفاء.

 

بالتأكيد ومما هو معلوم للصغير قبل الكبير أن نصرة الحق ومقاومة الباطل بالمسارعة إلى انتخاب الخيار الوطني المصري الأصيل د. محمد مرسي كرمز للثورة اجتمع عليه كل المصريين الأحرار الشرفاء الذين يمثلون الأصالة المصرية.

 

 ومن الجميل في المشهد العربي أنني كلما تنقَّلت من دولة إلى دولة في عالمنا العربي الكبير، أجد إخواننا العرب يوصونني بانتخاب مرسى كخيار عربي يمثل الوطنية المصرية والوحدة والقومية والقوة العربية المنشودة.

 

العرب يترقبون المشهد المصري لحظة بلحظة ويرسمون آمالا كبيرة على الشعب المصري؛ لأنه في تخليص مصر من الفساد والاستبداد وتحولها إلى الحرية والديمقراطية قوة وإضافة جديدة لهم، بل هو بمثابة عودة الأب الكبير من رحلته وسفره التي غيَّبته عنهم طويلاً على يد النظام السابق.

 

بالتأكيد نصرة الحق وردع الباطل ودحضه فرض ديني ومهمة وطنية وواجب إنساني وانسجام وتوافق ذهني ونفسي وروحي مع الذات.

 

آخى المواطن المصري الأصيل أصالة شمس مصر الدافئة، الأصيل أصالة عذوبة النيل الفياضة، الأصيل أصالة السماحة والعذوبة والرجولة والشهامة والمروءة الممزوجة في كل ما هو مصري.

 

بكل بساطة وبدون أية حسابات قد تشوش عليك شيئًا من قرارك:

أنت مع الحق وضد الباطل أم أنك لست مصريًّا؟

أنت مع رد الحقوق ورفع المظالم.. أم أنك لست مصريًّا؟

أنت أب وأخ للشهيد... أم أنك لست مصريًّا؟

أنت العزيز الكريم صاحب العزة والكرامة.. أم أنك لست مصريًّا؟

أنت المالك الحقيقي صاحب الحق في مصر، ولست الأجير.. أم أنك لست مصريًّا؟

أنت الأمين على مصر لست الخائن الذي يبيع صوته.. أم أنك لست مصريًّا؟

أنت صاحب الحلم والأمل الكبير في نهضة مصر.. أم أنك لست مصريًّا؟

أنت الكبير راعي الحقوق العربية.. أم أنك لست مصريًّا؟

أنت الإيجابي المبادر المقدام الشجاع.. أم أنك لست مصريًّا؟

أنت رادع الباطل وأهله.. أم أنك لست مصريًّا؟

أنت الباحث عن رد حقوق مجتمعك وأهلك وولدك.. أم أنك لست مصريًّا؟

أنت اليقظ الواعي بكل ما دُبِّر ويدبر لتشويه وقلب الحقائق.. أم أنك لست مصريًّا؟

أنت القائم بشهادتك لله ووطنك وحاضرك ومستقبلك.. أم أنك لست مصريًّا؟

أنت من يرفض الذل والاستعباد والتبعية.. أم أنك لست مصريًّا؟

أنت من يعشق ويقدس الحرية وشاركت في انتزاعها في التحرير.. أم أنك لست مصريًّا؟

أنت من أوقف عجلة التاريخ، وشدَّ أنظار العالم كله، وأجبره على إجلال وتقدير الشعب المصري في ثورة 25 يناير، أم الثورات العالمية كلها، وأوقف العالم كله يحبس أنفاسه ليرى المشهد الأخير من الثورة المصرية وهي تسلم قيادتها إلى د. محمد مرسي أحد أبنائها الوطنين الأحرار المخلصين.. أم أنك لست مصريًّا؟

 

باختصار أنت المصري ويكفي أن تقول أنا مصري، عندها يستحضر العالم كله مشهدين:

المشهد الأول: مشهدك في التحرير وأنت تزيل نظام الظلم والاستبداد والفساد.

 

المشهد الثاني: وأنت تختار وتنصب عاملك وأجيرك د. محمد مرسي رئيسًا وطنيًّا مختارًا لمصر,

 

 باختصار أنت المصري ويكفي أن تقول: أنا مصري.

ساعات قليلة وتصل بنا عقارب الساعة إلى الفصل الأخير من مشهد ثورتنا المجيدة ثورة 25 يناير إن شاء الله أيام السبت والأحد 16، 17 يناير 2012.

 

اليوم يوم الوحدة الوطنية ضد فلول وبقايا النظام الفاسد السابق.

 

اليوم يوم العزة والكرامة المصرية.

اليوم يوم العزة والكرامة والوحدة العربية.

اليوم يوم تقديم شهادتنا لله والوطن والتاريخ وأجيالنا القادمة.

اليوم يوم رد حق الشهداء والمصابين.

اليوم يوم مصر، والله معنا، وقلوب العرب المخلصين جميعًا تدعوا لنا، وأنظار العالم كله متوجهة إلينا ترى أصالة الشعب المصري، وهو ينفض عنه فساد وغبار الماضي الأليم، ويفتح صفحته الحرة الناهضة من جديد على يد ممثل وطنيته المصرية الخالصة د. محمد مرسي.

 

ليكن صوتك وصوت عائلتك وجيرانك وزملاؤك أول سهم تساهم به في مشروع تنمية ونهضة مصر والعروبة والإسلام، تتاجر به تجارة رابحة مع رب العالمين، وغدًا تحصد ثماره؛ في دنياك حرية وعزة وكرامة ورخاء، وفي الآخرة شهادة حق ثقيلة في ميزان رب العالمين.