-هاني خلاف: لم يعد لأي دولة هيمنة على سياسة مصر الخارجية

- عبد الرءوف الريدي: الرئيس حريص على تحسين صورة مصر

- نبيل فهمي :الدكتور محمد مرسي سيكون "نجم" الأمم المتحدة 

- أحمد أبو الخير: العالم بانتظار خطاب رئيس الثورة ليحدد معالمها

 

تحقيق : أحمد هزاع

يترقب المجتمع الدولي كلمة مصر التي سيلقيها الرئيس محمد مرسي يوم الأربعاء المقبل خلال مشاركته في الدورة السابعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة والتي تعقد تحت عنوان "تسوية المنازعات بالطرق السلمية" ، والتي سيؤكد الرئيس فيها ثوابت ومحددات الموقف المصري إزاء القضايا الدولية والإقليمية.

 

ومن المقرر أن الرئيس مرسي سيجرى سلسلة من اللقاءات المكثفة مع عدد من زعماء العالم المشاركين في الاجتماعات من بينهم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، ورئيس وزراء بريطانيا دايفيد كاميرون، وأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، ولفيف من رؤساء وفود الدول المشاركة، كما يعقد لقاءً موسعًا مع أبناء الجالية المصرية في أمريكا.

 

وتشارك مصر على هامش الجمعية العامة في العديد من النقاشات ذات الصلة بموضوعات حقوق الإنسان وحوار الحضارات ومواجهة ازدراء الأديان.

 

كما تشارك مصر في القمة التي ستعقد على هامش اجتماعات الجمعية بشأن الصومال، وترأس الاجتماع المشترك لمجلس السلم والأمن الإفريقي مع نظيره مجلس السلم والأمن العربي خاصة، وأن مصر ترأس الدورة الحالية لمجلس السلم الإفريقي منذ أول سبتمبر الجاري.

 

أيضًا ستشارك مصر في اجتماعات على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة حول قضايا الوساطة(الاتجار في البشر)، وحرية الأديان والمعتقدات والإرهاب النووي، بالإضافة إلى مشاركتها في اجتماع كبار المسئولين عن أفغانستان.

 

وعن أهمية الزيارة وماذا ستسفر عنه يشرح لنا الخبراء رؤيتهم في هذا التحقيق بداية يؤكد السفير هاني خلاف سفير مصر الأسبق في الولايات المتحدة  أهمية زيارة الرئيس للأمم المتحدة ومشاركته في الدورة السابعة والستين للجمعية العامة للأمم والمتحدة، خاصة أن مصر لم تشارك منذ أكثر من عقدين من الزمان على المستوي الرئاسي في الجمعية.

 

ويضيف أن نجم الرئيس مرسي سطع منذ أن بدأ جولاته الخارجية، خاصة في قمة عدم الانحياز بطهران والتي نالت إعجاب واحترام الكثير من الساسة الدوليين فضلاً عن الرأي العام العربي ودفاعه المستميت عن الشعب السوري.

 

ويرى أنه لا حقيقة تمامًا لكل ما يقال بشأن أن مصر ما زالت تابعة لأمريكا أو للغرب ، مشددًا على أن مصر تحررت كاملاً من أي هيمنة خارجية وفي مقدمتها الهيمنة الأمريكية التي كانت في عهد النظام البائد.

 

ويشير إلى أن سياسة الرئيس مرسي قائمة على التوازن بين جميع الدول وحريصة على ألا تكون مصر تابعة لأي دولة في الشرق أو الغرب، مؤكدًا أن دور مصر الإقليمي بدأ يعود بقوة إلى ما كان عليه وأن زيارة الرئيس مرسي وإلقاء كلمة أمام الجمعية العامة سيكون لها صدي عالمي.

 

وردًا على التهديدات من قبل بعض أعضاء الكونجرس الأمريكي بقطع المعونة الأمريكية عن مصر يقول إن المصريين جميعهم لا يعنيهم المعونة أو يكترثون بمداومة العلاقات مع أي دولة تريد أن تأتي على كرامة المصريين، موضحًا أن أي دولة تريد التقدم لا يعنيها معونة من عدمه إنما تنظر إلى كيف تزيد من إنتاجها وتكثف عملها الداخلي والخارجي لتتقدم.

 

توازن القوي

ويري السفير عبد الدرؤوف الريدي سفير مصر الأسبق في الولايات المتحدة أن زيارة الرئيس محمد مرسي إلى الأمم المتحدة لها أهمية كبرى على المستوي الخارجي، خاصة أنها تعد الأولى من نوعها لرئيس مصر بعد ثورة يناير.

 

ويشير إلى أن العالم كله ينتظر كلمة الرئيس التي سيلقيها في الأمم المتحدة نظرًا لأن خطاباته الخارجية أصبحت محل اهتمام من الجميع، متوقعًا أن تتناول الكلمة الأزمة السورية التي تأتي في مقدمة أولويات الرئيس الخارجية فضلاً عن القضية الرئيسة وهي القضية الفلسطينية وكذلك تطوير آلية مجلس الأمن للدفاع عن حقوق الدول وأيضًا قضية ازدراء الأديان التي حدثت في الآونة الأخيرة.

 

ويوضح أنه من الطبيعي أن يلتقي الرئيس عددًا من رؤساء الدول على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، مضيفًا أنه من المتوقع أن تتناول اللقاءات الهامشية، التي سيجريها الرئيس مرسي خاصة مع الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني، الوضع الاقتصادي وسبل زيادة الاستثمار والتعاون السياسي كذلك.

 

وعن عدم لقاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما يؤكد أنه لم تؤثر على أهمية الزيارة؛ حيث إن الهدف منها أولاً الاشتراك في اجتماعات الجمعية العامة والالتقاء مع عدد ليس بالقليل من الدول الكبرى، مشيرًا إلى أن هذا يساعد في وجود حالة من التوازن الخارجي في العلاقات الدولية.

 

ويصف: زيارة الرئيس الخارجية بالمثمرة للعلاقات السياسية وأيضًا الناحية الاقتصادية؛ حيث زار الصين وبروكسل وتعرف على القادة الأوربيين وأتي باستثمارت كبرى، وأنها تهدف إلى تدعيم القضايا الداخلية والارتباط بينها وبين التوازن في علاقات مصر الخارجية.

 

ويستطرد: أن العالم بانتظار معرفة الوضع الحقيقي في مصر ومراحل التحول الديمقراطي والخطوات التي ينتهجها النظام لتحقيق التقدم المطلوب، مؤكدًا أن الرئيس مرسي حريص على تحسين صورة مصر الخارجية بشكل يعيد لها وضعها الطبيعي من جديد.

 

النجم مرسي

يصف نبيل فهمي سفير مصر السابق في واشنطن أنه سيكون "نجم" الجمعية العامة للأمم المتحدة، نظرًا لأن العالم كله ينتظر كلمته التي سيلقيها صباح الأربعاء وهو ما يؤكد وجود تغير جذري في وضع مصر الخارجي ومكانة رئيسها بعد ثورة يناير التي قضت على الهيمنة الغربية تمامًا.

 

ويؤكد أن دول العالم وفي مقدمتها البلدان الغربية على يقين تام بأن مصر الثورة قد تغيرت وأصبح لها رئيس يسير على خطى شعبه، الذي يرفض بشدة أي إملاءات خارجية أو تدخل في شئونه الداخلية.

 

ويوضح أنه منذ خطاب الرئيس في قمة عدم الانحياز بإيران والحديث المتوازن على العلاقات العربية وقضاياها وعن المشكلة السورية والوضع الإقليمي ومطالبته بتمثيل قوي وفعال للدول الإفريقية في مجلس الأمن وإلغاء حق النقض "الفيتو" الذي يأتي على حساب الدول الصغيرة، وعدم إثارة مشكلات طائفية بين السنة والشيعة، فإنه يؤكد بلا شك أن مصر أصبحت ذات قدر دولي كبير وتسعي إلى توازن بين الدول.

 

وعن قضية ازدراء الأديان والفيلم المسيء إلى الرسول الكريم يقول إن الهدف هو الإساءة للإسلام وخلق حالة من التوتر داخل العالم العربي والإسلامي وهو ما حدث بالفعل في ليبيا وأدي إلى مقتل السفير الأمريكي، مشيدًا بدور مصر في حل الأزمة وحمايتها الهيئات الدبلوماسية، معلنة أيضًا رفضها التام لأي إساءة للرسول الكريم وللإسلام وتكلفة السفارة المصرية بواشنطن اتخاذ الإجراءات القانونية ضد صانعي الفيلم.

 

العالم ينتظر

ويعدد السفير أحمد فتحي أبو الخير- مساعد وزير الخارجية الأسبق  وسفير مصر الدائم بالأمم المتحدة الأسبق- أهمية زيارة الرئيس محمد مرسي إلى الأمم المتحدة وإلقائه خطابًا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة؛ حيث إنه لأول مرة منذ 23 عامًا يلقي رئيس مصر خطابًا من هذا النوع أمام دول العالم أجمع، فضلاً عن أنها أول زيارة لمصر بعد ثورة يناير التي نالت إعجاب العالم، والجميع ينتظر ماذا سيقول رئيس مصر في هذا الخطاب.

 

ويؤكد أن دول العالم أجمع تنتظر الخطاب الرئاسي الذي سيرسم خطط السياسة الخارجية وخريطة التعامل المصري بعد الثورة مع الدول خاصة الغربية، مشيرًا إلى أن الخطاب لن يهمل قضايا العالم العربي وعلى رئسها سوريا وفلسطين وماذا تريد مصر من دول العالم لحل القضايا الإقليمية والدولية.

 

وعن تعديل ميثاق الأمم المتحدة الذي طالب به الرئيس مرسي الأمم المتحدة في قمة عدم الانحياز، يشير إلى أنه منذ أن كان مندوبًا لمصر في الأمم المتحدة عامي 74 و75 وعدد من الدول يتقدم بهذه الأمر ولكن القضية تحتاج الكثير من الوقت خاصة أن الدول الخمس الدائمة صاحبة حق النقد "الفيتو" رافضة تمامًا، إلا أنه ينم على اعترض مصر، وهو أمر غير مسبوق في السياسة الخارجية المصرية.

 

ويشدد على أن المعونة الأمريكية وتهديدات أعضاء الكونجرس المتكررة بقطعها أمر لا يلقى للمصريين بالاً، مؤكدًا أن علاقات مصر الخارجية لا بد أن تكون متوازنة مع جميع الدول ولن تكون لدولة على حساب أخري لأن الأصل في العلاقات هو المصلحة وفقط.

 

وعن تصريحات الرئيس الأمريكي بأن مصر دولة ليست حليفة ثم تراجع الخارجية  عن هذا التصريح يؤكد أن مصر أصبحت دولة ذات سيادة لا تعتمد على علاقات دولة معينة وأن علاقاتها ستكون متوازنة قائمة على الندية مع جميع الدول بلا استثناء، مضيفًا أن هذا لا يعني تدهور العلاقات المصرية الأمريكية ولكنها ما زالت قوية؛ خاصة بعد زيادة الاستثمارات في الآونة الأخيرة بين البلدين.

 

وبخصوص تصريحات الرئيس الأمريكي الأسبق هنري كسنجر بأن طبول الحرب دقت في الشرق الأوسط، يري أن اشتداد الأزمة بين الولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية والكيان الصهيوني من جانب وإيران من جانب آخر هو ما ينذر بحرب عالمية ثالثة يكون الشرق الأوسط مقرها.