كيف لشباب ثورة 25 يناير التي قامت من أجل الحرية أن يحتفلوا بذكرى الديكتاتور جمال عبد الناصر.

 

المفارقة تكمن في أن الثورة قامت لتقضي على مفاهيم أسس لها عبد الناصر مثل: (الزعيم- الفرعون- القائد- الملهم- الأب) لتضع الثورة مفاهيم جديدة مثل: (الرئيس الموظف- الرئيس الخادم- دولة المؤسسات- الأمة مصدرالسلطات).

 

عبد الناصر زعيم- ما معنى أن يكون الرئيس زعيمًا؟

 

الآن في القرن الواحد والعشرين وبعد ثورة عظيمة ما زلنا نكرر مفاهيم انتهت من قاموس العالم المتقدم ليحل محلها الرئيس الذي يأتي لمدة يحددها الشعب ويحاسبه إذا قصر ويحاكمه إذا سرق المال العام.. هذا ما نراه اليوم في كل شعوب العالم الديمقراطي، أما أن نرى شبابًا ثوريًّا يحتفل بديكتاتور ظالم قتل وعذَّب الآلف من المصريين فهذه هي الكارثة.

 

إن الذين قاموا بثورة وضحوا بأرواحهم من أجل الحرية لا ينبغي أن يرضوا على ما فعل عبد الناصر من قتل وتعذيب بحجة أن من عذَّب وقتل كانوا من الإخوان المسلمين.

 

أوليس الإخوان جزءًا من الوطن؟ أوليسوا بشرًا وإخوة لنا في الإنسانية؟!

 

إن الإنسان الحر لا يرضى بالظلم لأي إنسانٍ في العالم، حتى لو لم نعرفه، بل يغضب العالم المتحضر لمقتل قطة ونحن نبرر للظالم ظلمه بدافع أن المظلوم إخوان.

 

إن ما فعله عبد الناصر بالإخوان المسلمين ليرقى إلى جرائم الإبادة التي يعاقب عليها القانون الدولي ومحكمة جرائم الحرب.

 

إنه لمن العار على شباب طالب كثيرًا– يسقط حكم العسكر– أن يحتفل بذكرى مؤسس دولة العسكر في مصر، بل في الوطن العربي.