النمر العربي الإفريقي الحلم الذي يأمل الكثير من المصريين في أن تصل إليه بلدهم خلال الفترة القادمة لما تمتلكه هذه المنطقة من إمكانيات وطاقات هائلة، تستطيع وضع مصر في هذه المكانة، خاصة أن السوق الإفريقي بات سوقًا واعدًا خلال المرحلة المقبلة في الوقت الذي يسعى فيه اقتصاد مصر إلى دعم الدول الآسيوية للانطلاق مجددًا.

 

ففي الوقت الذي تتسابق فيه دول العالم إلى الاستثمار في إفريقيا، لأنها تحقق الآن معدلات نمو تصل إلى 6٪ طالب الكثير من الخبراء في مصر بالاستفادة من الآليات المتاحة للشركات المصرية من أجل تعزيز وجودها في السوق الإفريقي ومنها الصندوق الإفريقي للاستثمار والذي يعد أداة تمويل الاستثمارات الموجهة للقارة الإفريقية والتي أنشأها كل من البنك الأهلي المصري وبنك مصر وبنك القاهرة؛ حيث تجاوزت الاستثمارات المصرية في إثيوبيا ملياري دولار في أقل من عامين.

 

ورغم اهتمام مصر بالسوق الآسيوي؛ حيث استقبلت واردات من دول النمور الآسيوية بقيمة 71 مليار جنيه خلال الفترة من يناير حتى أغسطس وفقًا لبيانات أعلنت عنها وزارة الصناعة والتجارة الخارجية مؤخرًا فإن إفريقيا لا تقل أهمية عنها في اقتحام أسواقها الناشئة.

 

من جانبهم اعتبر بعض الخبراء أن اهتمام الرئيس مرسي بالسوق الإفريقي لخلق شريك جديد للمنطقة العربية هو النهضة الحقيقية بعد أن حاول النظام السابق تجاهله رغم ما به من مميزات, وهو ما جعل الكثير يتساءل: لماذا لا يكون السوق الإفريقي أحد الوسائل المهمة التي يمكن أن تدفع بمصر خلال الفترة القادمة لتكون النمر العربي الإفريقي.

 

بداية يقول حازم محمود الخبير الاقتصادي إن مصر مطالبة حاليًّا بتحسين علاقتها بمنطقة إفريقيا حتى تعود للقيادة في المنطقة العربية وتستعيد مكانتها الدولية وهو ما يحتاج إلى العديد من المقومات الأساسية وعلى رأسها الاستقرار الداخلي والأمني، ومن خلال وجود أهداف إستراتيجية تحددها من خلال تعاونها مع الدول الواعدة ومنها تركيا والصين وغيرهما.

 

وأضاف محمود لـ"إخوان أون لاين" أن وصول مصر لهذه المكانة يرتبط بالبعد الاقتصادي في توجهها نحو الشرق بعد الصعود الآسيوي الكبير خلال الفترة الأخيرة وانتقال مركز القوة الاقتصادية العالمية نحو منطقة شرقي آسيا بعد أن سيطر عليها الغرب لفترة ما.

 

وأكد أن زيارات الرئيس مرسي للخارج قد تدعم مصر في طريقها إلى هذه الأمنية التي يكاد يحلم بها كل مواطن وذلك من خلال إيجاد علاقات قوية مع دول العالم الخارجي وإبلاغهم أن هناك قيادة جديدة في مصر، بالإضافة إلى أن زمن الاستسلام لأمريكا والغرب قد انتهى، فالسياسة الخارجية للرئيس باتت تعطي مؤشرات قوية لاستعادة مصر دورها الإقليمي والدولي، كما أن الحفاظ على العلاقة القوية لمصر بإفريقيا من خلال إقامة مشروعات مشتركة مع دولها تضمن الحفاظ على استمرار تدفق مياه النيل إلى مصر ومنها وصول مصر أيضًا إلى النمر العربي الإفريقي.

 

أما حمدي السيد الخبير المصرفي فيتوقع أن يتحقق حلم "مصر النمر العربي الإفريقي" على يد الرئيس مرسي خاصة بعد سلسلة ناجحة من الزيارات الخارجية التي تؤكد قدرته علي وضع مصر علي رأس قيادة المنطقة.

 

وأكد أن البنوك المصرية يقع عليها عبء كبير في تحقيق هذا الحلم من خلال ضخ مزيدٍ من الاستثمارات في الدول الإفريقية وتمويل العديد من المشروعات بها والقادرة علي تحقيق أرباح طائلة.