*التجار يرجعون ارتفاع السعر إلى زيادة كلفة العلف.

*والمواطنون يلجئون إلى اللحم المدبوح والمستورد.

 

قام بالجولة: الزهراء عامر، يارا نجاتي

مع اقتراب عيد الأضحى، يتكرر الحديث عن الأضاحي وأنواعها وكيفية اختيارها.. ما دفع (إخوان أون لاين) للقيام بجولة في أشهر مناطق بيع الأضاحي واللحوم بالقاهرة (المدبح)؛ حيث تجد أماكن التربية مجاورة لشوادر البيع، ومحلات الجزارة؛ وذلك للتعرف على أسعار الأضاحي هذا العام وتوجهات المواطنين للشراء.

 

على غير العادة في كل عام من هذا التوقيت، وقبل أيام قليلة من عيد الأضحى اعتدنا أن يمتلئ الشارع من بدايته بالزبائن الذي يعاينون الأضاحي ويقارنون الأسعار بين هذا وذاك فلا نتمكن من الانتقال بسهولة بين الشوادر والمحلات للازدحام الذي تشهده.. هذه المرة اختفى أغلب الزبائن في بداية اليوم، كما قلت أعداد الشوادر والمحلات التي تعرض بضاعتها على المواطنين.

 

ويرجع أحمد الحلوني (جزار) قلة عدد الزبائن إلى ارتفاع الأسعار هذا العام عن العام الماضي، قائلاً: "لما يوصل سعر الخروف لـ2700 جنيه، مين معاه؟ واللي معاه مش هيرضي يدفعهم في الأضحية لا يوفر لأولاده بقية احتياجاتهم".

 

ويقول إن السبب في ارتفاع الأسعار هذا العام هو مضاعفة أسعار العلف عن العام الماضي؛ حيث كان كيلو الذرة يباع بـ2 جنيه، وأصبح بـ4 جنيهات بشكل مفاجئ، ويشير إلى أن أسعار الخراف وصلت ما بين 35 إلى 37 جنيهًا للكيلو بدلاً من 30 و32 في العام الماضي، بينما وصلت أسعار كيلو الماعز الحي إلى 30 أو 32 جنيهًا، بدلاً من 25 و27 جنيهًا السنة الماضية.

 

ويضيف إذا ركدت هذه البضاعة لدينا تتكدس الشيكات التي اشترينا بها البضاعة ونخسر الكثير منها، موضحًا أن المواطنين باتوا يفضلون شراء اللحم عن شراء الأضاحي.

 

ارتفاع أسعار العلف

واتفق معه أحمد فرج (جزار، وصاحب شادر للماشية) في أن ارتفاع سعر العلف هو السبب في حصولهم على الحيوانات بسر عال وبيعها إلى المواطنين بأعلى من أسعار الأم الماضي، قائلاً: إن سعر كيلو التبن وصل إلى 2 جنيه، أما الردة التي يتم خلطها لعمل العلف فوصل الشوال الذي يضم 85 كيلو إلى 80 جنيهًا، بعدما كان لا يتعدى 45 جنيهًا للشوال.

 

ويقول إن سعر العجل يبدأ من 7 أو 8 آلاف جنيهًا، ويصل العجل الكبير إلى 15 ألف جنيهًا، مشيرًا إلى أن الإقبال في العام الماضي كان أفضل، وكان حجم الزبائن ومؤشرات البيع تبدأ قبل العيد بأسبوع تقريبًا، ولكنها مازالت ضعيفة جدًا.

 

وقال: إن أسعار العجل الجاموسي 24 جنيهًا للكيلو، أما العجل البقري فيصل الكيلو إلى 27 جنيهًا، بينما يصل سعر كيلو الضأن إلى 35 جنيهًا.

 

ووصلت الأسعار في جزارة أخرى إلى 45 جنيهًا لكيلو الضأن، و35 جنيهًا للحلم البتلو، و38 جنيهًا للحم الكندوز.

 

المدبوح يكسب

ويوضح عصام السقا (جزار) أن الركود هو سمة سوق الأضاحي هذا العام، مشيرًا إلى أن الإقبال على اللحم المدبوح أكثر بكثير من الإقبال على (القايم).

 

ويقول: كان السوق يبدأ قبل شهر كامل من العيد؛ لكن هذا العام الرجل خفيفة على شراء الأضاحي، رغم أن الأسعار أقل من أسعار العام الماضي؛ حيث كانت أسعار العام الماضي مرتفعة نظرًا لوجود حركة في السوق خلال اليومين الآخرين قبل العيد مباشرة.

 

ويؤكد أن جزارين اثنين فقط يعملان في الحيوانات المستوردة في السوق بالكامل، قائلاً: "لا أعمل إلا في الكندوز والبقري، ولا أتعامل مع المستورد مطلقًا".

 

غش المستورد

وعن اللحوم المستوردة يوضح حسنين حنفي (جزار جمال) أن عددًا كبيرًا من الجزارين في السوق يبيعون للمواطنين الحيوانات المستوردة على أنها بلدية، وبالرغم من قلة سعرها وعدم وصولها لأكثر من 40 جنيهًا إلا أنهم يغشون الزبون ويبيعون له الكيلو منها بـ80 جنيهًا.

 

أما التفريق بينهما فيكون عن طريق اللون؛ حيث تجد اللحم المستورد غامق يشبه لون (الكركديه)، بينما البلدية يتميز لونها بالفاتح القريب إلى اللون (الوردي الفاتح).

 

ويُرجع ضعف الإقبال هذا العام إلى رخص سعر العجول المستوردة عن البلدية فلذلك يلجأ إليها معظم الزبائن، ويشير إلى أن بيع الجمال الحية يكون بالجمل وليس بالكيلوات كما هو الحال مع بقية الماشية، ويتراوح أسعارها هذا العام ما بين 10 و15 ألف جنيه.

 

اللحوم فقط

وتقول سميرة سعيد (موظفة) إنها تفضل شراء اللحوم الضاني قبل عيد الأضحى بأيام قليلة، بدلاً من شراء الأضحية نظرًا لارتفاع أسعارها وعدم قدرة زوجها على تحمل نفقتها، بالرغم من أنه يعمل كمدرس بالجامعة.

 

وترى أن الأسعار أقل من مثيلتها في العام الماضي؛ حيث يصل سعر اللحم الضأن إلى 50 جنيهًا في المدبح، بينما يتعدى خارجه 75 جنيهًا، وكذلك بقية مشتملات الحيوان؛ حيث اشترت (المومبار) بـ12ونص بدلاً من 20 جنيهًا في الأسواق بالخارج.

 

صكوك الأضاحي

أما إيناس فاضل (ربة منزل) ففضلت طريقة أخرى هذا العام في عيد الأضحى، وتقول إنها لجأت إلى دفع صك للأضحية في أحد الجمعيات الخيرية الموثوق منها، لتصل اللحوم إلى الصومال، وأنها وجدتها فكرة أفضل من الذبح هنا.

 

وتبدي دهشتها من اختلاف الأسعار كثيرًا لدى جزاري المدبح عن الأسواق الأخرى؛ حيث حضرت مع زوجها لشراء اللحم لمنزلها ولتوزيعه على الفقراء، وتقول: اشتري  لحم الضأن بالقرب من منزلي ما بين 75 و90 جنيهًا للكيلو، بينما هنا لا يزيد عن 50 جنيهًا، كما أنه طازج ومدبوح اليوم.

 

كذلك فضلت فتحية خليل (موظفة على المعاش)؛ حيث دفعت ثمنًا لصك الأضحية ليصل إلى الفقراء والمحتاجين في سوريا، لمساعدة أخواتها في سوريا ومحاولة إدخال السرور عليه في العيد.

 

الكمية أكبر

أما أيمن سيد (محامي) فيفضل شراء اللحوم وتوزيعها على الفقراء بنفس السعر الذي يصل إليه ثمن الأضحية، موضحًا أنه يرى أن ارتفاع أسعار الأضاحي يظلم الفقير، لأنه يحصل على كمية أقل وبسعر أعلى، لكن عندما يشتري اللحم بنفس قدر المال تكون الكمية أكبر وتكفي لعدد أكثر من الفقراء، مضيفًا فبدلاً من توزيع 20 كيلو فقط، استطيع شراء 30 كيلو من اللحم.

 

ويبين أنه حاول الاشتراك مع مجموعة من أقاربه في (عجل) للأضحية؛ لكن الأسعار ارتفعت بشكل كبير عن العام الماضي.

 

الأضحية سُنة

وهو ما يرفضه محمد حجاب (مدير بنك) مؤكدًا أنه يفضل شراء الأضحية عن اللحم؛ لأن الأضحية سنة مؤكدة في عيد الأضحى، معتبرًا أن شراء اللحوم وتوزيعها هي صدقة يمكن القيام بها في أي وقت من العام.

 

ويقول إنه حصل على خروف بـ36 جنيهًا للكيلو، مضيفًا أنه يركز في الاختيار على الشروط الشرعية كالقرون ونظافة الحيوان.

 

ويتفق معه في الرأي محمود سعد (المحاسب) الذي حضر إلى السوق بصحبة ابنه الطالب الثانوي ليتعلم شراء الأضحية، مؤكدًا أنه يفضل شراء الأضحية وفقًا للمال الذي يمتلكه، ولا يفكر في شراء اللحم فقط تحقيقًا للسنة النبوية.

 

لا للمستورد

وتفضل منى عبد الله (ربة منزل) شراء اللحوم مباشرة من الجزار لما يكفيها هي وبناتها الخمسة ليومي العيد فقط؛ لأن الأسعار مرتفعة ولا يمكنها أن تشتري أكثر من هذه الكمية.

 

وتشير إلى أن غش اللحم في (المدبح) يكون كثيرًا؛ حيث يضعون الكثير من الدهون والعظم مع اللحم، فيظهر لنا أن الأسعار منخفضة، وكذلك البعض يبيع المستورد على أنه لحم بلدي.

 

وتضيف: لو قتلونا منجبش المستورد أبدًا لأنه يسبب السرطان، الفول والعدس أحسن ما نأكل لحمة ويجلنا أمراض.

 

الغش في الحي

ويقول الحاج أبو بكر (موظف على معاش): إن الأسعار هذا العام أفضل من العام الماضي؛ حيث حصل على عجل كبير يصل وزنه إلى 450 كيلو بـ13 ألف جنيه فقط، ووصل سعر الكيلو إلى 26 جنيهًا بدلاً من 27 جنيهًا في العام الماضي، ولأنه يسكن بالقرب من المدبح فيؤكد أن حركة البيع جيدة ومقاربة للعام الماضي، مشيرًا إلى أن الغش في الأضحية الحية بكون عن طريق نفخها بكمية كبيرة من الماء والملح، وهو ما يزيد من وزنها ولا يمكن التعرف عليه إلا بعد اصطحابها إلى المنزل في اليوم التالي تجدها فقط نسبة كبيرة من وزنها وظهر عظمها.