نتحدث عن الأعراض التي من خلالها يمكن معرفة إذا كان الشخص أو الطفل مصابًا باضطرابات التواصل أم لا وأيضًا سوف نتحدث عن تصنيفات اضطرابات التواصل وهو ما يسميه البعض (لثغة).

 

أعراض اضطرابات التواصل

تبدأ مشكلة الشخص أو الطفل إذا كان حديثه أو لغته مختلفين عمن هم في نفس سنة أو جنسه أو بيئته، من حيث مشاكل في السمع أو الصوت أو النطق أو الكلام، ويمكن معرفة هذه التغيرات من خلال عدة مؤشرات يمكن من خلالها الوقوف على إذا كان الطفل يعاني من اضطرابات في التواصل مع الآخرين أم لا، وتتمثل هذه الاضطرابات في ما يلي:

 

- عدم وضوح الكلام أو اللغة، فالطفل إذا تحدث بلغة غير مفهومة بحذف بعض الكلمات أو إبدال بعض الحروف، أو تحدث بسرعة كبيرة لا بفهم من خلاله من يحدث معه الرسالة فهذا مؤشر على معانة الطفل من اضطرابات التواصل.

 

- تكلم الطفل بطريقة مختلفة تمامًا عن الأطفال الآخرين.

 

- إظهار الطفل لأنماط جسمية غير عادية عندما يتكلم كأن يحرك بطرق ملفته للنظر فمه أو لسانه أو يديه أو رأسه، من خلال بعض الحركات التي تظهر صعوبة في نطق الطفل للكلمة.

 

- ظهور بعض الملامح على أن الطفل يشعر بالحرج وعدم الارتياح عندما يتكلم، وشعور الطفل بالخجل من الكلام أمام الآخرين خوفًا من أن يكون محط سخرية من الآخرين قد يكون مؤشر من مؤشرات اضطرابات تواصل لدي الطفل أو الشخص.

 

- عدم ملائمة نوعية الصوت مثل التكلم من الأنف أو بحة الصوت أو نعومة في الصوت لا تمثل نوع الجنس أو خشونة وغير ذلك.

 

تصنيفات اضطرابات النطق والكلام

تتعد تصنيفات اضطرابات التواصل وتختلف؛ وذلك تبعًا لتعدد الأسباب المؤدية إليه منها: ما هو خاص بالنطق ومنها ما هو خاص بالكلام وما هو خاص باللغة، ومنها ما هو خاص بالصوت، وسنتحدث عن كل بشيء من التفصيل بإذن الله.

 

أولاً: اضطرابات النطق وتشمل المظاهر التالية:

 - الحذف:

ويقصد بذلك أن يحذف الطفل صوتًا من الأصوات التي تتضمنها الكلمة(خوف بدلاً من كلمة خروف، يارة بدل سيارة)، وتعتبر ظاهرة الحذف أمرًا طبيعيًّا ومقبولاً حتى سن دخول المدرسة ولكنها لا تعتبر كذلك فيما بعد فالطفل الذي يكثر من مظاهر الحذف للكلمات المنطوقة يعاني من مظهر من مظاهر الاضطرابات اللغوية، وتحدث هذه الحالة لدي الأطفال الأصغر سنًا أكثر من الأطفال الأكبر سنًا، وتحدث أكثر في الحروف الساكنة التي تأتي في آخر الكلمة أكثر من التي تأتي في بداية الكلمة أو وسطها.

 

- الإضافة:

يقصد بذلك أن يضيف الطفل صوتًا جديدًا إلى الكلمة المنطوقة (لعبات بدلاً من لعبة، سسلام عليكم، سصباح الخير، كرات بدل كرة وغيرها......)، وتعتبر ظاهرة إضافة الحروف للكلمات أمرًا طبيعيًّا ومقبولاً أيضًا حتى سن دخول المدرسة، ولكنها لا تعتبر كذلك فيما بعد ذلك العمر فالطفل الذي يكثر من مظاهر الإضافة للكلمات المنطوقة يعاني من مظهر من مظاهر الاضطرابات اللغوية.

 

- الإبدال:

يقصد بذلك أن يبدل الطفل صوتًا بآخر من حروف الكلمة (حشن بدلاً حسن، ستينة بدلاً من سكينة وهكذا...) وتعتبر ظاهرة إبدال الحروف في الكلمة أمرًا طبيعيًّا ومقبولاً أيضًا حتى سن دخول المدرسة، وإذا طالت هذه المدة فإن الطفل في هذه الحالة يعاني من اضطرابات لغوية.

 

- التشويه:

يقصد بذلك أن ينطق الطفل الصوت بطريقة تقربه من الصوت العادي ولكنها لا تماثله تمامًا (كأن ينطق السين مصحوبًا بصفير، أو الشين من جانب الفم واللسان)، وتعد هذه الظاهرة مقبولة في نطق الكلمات حتى سن دخول المدرسة، ولكنها تعتبر اضطرابًا من اضطرابات التوصل فيما بعد هذا السن.

 

وبعد... في حالة وجود أي من هذه الاضطرابات لدى الطفل يتم عرضه على أخصائي التخاطب فهو الوحيد المتخصص في مثل هذه الحالات؛ لوضع البرنامج المناسب للطفل ومن نقوم به ما هو إلا معلومات نقدمها لأسرة الطفل المصاب بمثل هذه الاضطرابات حتى تحدث عملية فهم وتكامل بين الأخصائي وأسرة الطفل المصاب.

 

طرق علاج مثل هذه الاضطرابات سيكون في مقال آخر بإذن الله.