أم الشهيد: قال لي "أنا رايح أخطب واحدة من الحور العين"

أبو الشهيد: لن أندم فابني خرج يدافع عن الشرعية

المحامي: سنلاحق قاتله قضائيًّا ولن نتراجع عن مناصرة الرئيس

أخو الشهيد: أخي مناضل ولم يعرفه أحد إلا وأحبه

 

تحقيق: يارا نجاتي، وسماح إبراهيم

 

كان بيننا قبل أن يغادر بجسده الهامد, المشلول إلى ربه، شفتاه كانتا تتحركان وتعجزان عن النطق بكلمة واحدة, وجهاز تنفس صناعي يربط بينه وبين الحياة, نظرات راضية محتسبة, وعيون أخرى لم تنقطع عن البكاء, هذا المشهد المأساوي قبل ساعات من وفاة شهيد أحداث الاتحادية العاشر "خالد طه عبد المنعم"!!

 

سفر طويل لكي يصل إلى قصر الاتحادية وينال الشهادة على أيدي مجموعة من بلطجية النظام البائد والترصد بطلقاتهم النارية الغاشمة.

 

خالد أحد شباب الإخوان والخبير بوزارة العدل خالد طه عبد المنعم "26" والذي أصيب خلال أحداث الاشتباكات التي وقعت الأربعاء الماضي، أمام قصر الاتحادية.

 

نموذج لشاب مخلص أجبره إحساسه بالواجب الوطني تجاه البلاد بأن يغادر بيته وبلده بالغربية؛ لإعلان رغبته في الاستقرار واستكمال مشروع الثورة.

 

من داخل مستشفى الدمرداش بغرفة العناية المركزة شاهدنا خالد طه عبد المنعم "قبل وفاته"، وبنظرات الأب المحتسب الفخور بابنه، والذي كان يقف بجوار ولده في لحظات استشهاده الأخيرة الذي كان يدافع عن الشرعية الدكتور "طه عبد المنعم"، يقول: إن ولده أصيب بطلق ناري في الرقبة من أحد أتباع بلطجية المعارضين لقرارات الرئيس في الرقبة، تسبب في كسر بالفقرة الرابعة العنقية، وتهتك الفقرة الخامسة وتورم في النخاع الشوكي؛ مما أفقده القدرة على التنفس، وقام الأطباء بشق حنجري للحفاظ على التنفس، بجانب إصابته بالشلل الرباعي، نتيجة تهتك في الحبل الشوكي.

 

وتابع "أصدقاء ابني قالوا لي إن آخر كلمات له قبل الإصابة هي كلمات التكبير.

 

شهيد ثائر

وقال عبد الرحمن طه أخو الشهيد كنت أتابع أخبار الاتحادية على قناة (الجزيرة)، لأني كنت مسافرًا إلى سيوة, وحينما سمعت أن المصاب هو خالد طه, ظللت أردد قائلاً: يا رب يكون تشابه أسماء، لم أستوعب الصدمة حين حدثني أبي وقال لي "أخوك أصيب بشلل رباعي"، ظللت أبكي وأدعو له.

 

وتذكرت آخر مكالمة لي معه وقال لي وقتها "وحشتني أوي، متقلقش عليا أنا في أمان" وترك الهاتف لمحمد أخونا الأكبر وذهب لإحضار العصائر للمتظاهرين, ووصيت محمد أن يتابع خالد، فهو حماسي وثائر بالدرجة الأولى. وتابع بعين مليئة بالدموع "لا أحد يعرف خالد إلا وأحبه".

 

وأضاف عبد الرحمن أن والدته فور سماعها الخبر, أصيبت بحالة من الانهيار النفسي لدقائق لاحتراق قلبها على فلذة كبدها؛ لأنها أم مثل أي أم, ولكنها سرعان ما دب الرضا قلبها.

 

وقال: إن آخر كلمة قالها الشهيد لأمه قبل وفاته "أمي لا تحزني أنا رايح أخطب واحدة من الحور العين".

 

مناهض للمخلوع

ووصف عبد العزيز عزام المسئول التربوي للشهيد, أن خالد أحد الإخوان الناشطين في مجال تربية النشء, وكان رقيق المشاعر, طيب القلب, متحمسًا, مبادرًا, بجانب أنه كان من أشد المناهضين للنظام البائد قبل الثورة وبعدها, وكان له دور بارز في ثورة يناير؛ حيث أصر أن يكون بالتحرير حتى لحظة تنحي مبارك وأعوانه, وشارك في أحداث محمد محمود وموقعه الجمل، ولم يتخلف عن مساعدة أي أحد، فهو حقًّا رجل شهم، إيجابي، قادر على شحذ الهمم.

 

وقال أحد أصدقاء العائلة المحامي مصطفى ناصف: إن هناك بلاغات سيتم تقديمها صباح اليوم، لنيابة مصر الجديدة برقم 11228 مرفق به 1400 إصابة خطيرة، لمحاسبة كل من تورط في قتل وإصابة أبنائنا أمام الاتحادية، مشيرًا إلى أن هذه الجرائم لا بد من محاسبة مرتكبيها.

 

ووجه رسالة إلى الشهيد قبل وفاته قال فيها "نسأل الله أن يجعل إصابتك في ميزان حسنات، وإلى الرئيس المنتخب محمد مرسي، امضي فيما أنت فيه، فكلنا وراك".