الناظر إلى شهدائنا في ثورة 25 يناير وما بعدها وصولاً إلى شهداء الاتحادية يجد أنها رسالة من الله لنا..

 

الرسالة الأولى:

أن هذه النماذج هي نماذج من فئة النصر الموعود بالرجوع إلى سيرهم تجدهم تنطبق عليهم صفات فئة النصر التي لخصها العلامة الدكتور يوسف القرضاوي في أربع آيات من القرآن:

 

الأولى (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2)) (الأنفال).

 

الثانية: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10)) (الحجرات).

 

الثالثة: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (62)) (النور).

 

الرابعة: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (15)) (الحجرات).

 

هذه الآيات فيها صفات فئة النصر وهي الإيمان والخشوع، والإخوة والترابط، والسمع والطاعة، الثبات.

 

الرسالة الثانية:

عدد الشهداء الذين ماتوا في سبيل الله عدد قليل إذا فقليل هم الذين يتحلون بهذه الصفات، وإذا نظرت إلى حال الحاملين للمشروع الإسلامي العالمي تجد أن قليلاً منهم من يحملون هذه الصفات خصوصًا بعد الربيع العربي، والانفتاح السياسي والحرية تجد الجميع إلا من رحم ربي نسي الزاد الذي وصانا به النبي صلى الله عليه وسلم... من قيام الليل، وقراءة القرآن، والاستعانة بذكر الله والاستغفار وقراءة سيرة النبي وسير الصحابة والصالحين حتى لا ننسى القدوة العملية للقدرة على استكمال المسيرة وتحرير بيت المقدس وقيام دولة الخلافة وترسيخ الحكم الرشيد.

 

الرسالة الثالثة:

يجب على الآن تربية النشء من أبناء الصحوة الإسلامية على هذه المعاني وغرس فيهم هذه الصفات لأن كل الدلائل تقول إن هذا الجيل القادم هم بإذن الله محررين الأقصى وقاد العمل الإسلامي وهذه رسالة خاصة بمربي الأشبال أن يصنعوا منهم قادة ربانيين يكونون فاتحين بإذن الله تعالى.. والله من وراء القصد.