• د. أحمد مطر: الشعب وحده سيعاقبهم وتهديداتهم لا تناسب ضعفهم

• حاتم عزام: حلم الرئاسة وإسقاط الإخوان أهم مساعي الجبهة

• صبحي صالح: "فوبيا مرسي" تجمع فرقاء الدرب وتضحي بالوطن

• د. طارق الزمر: يسعون لخراب مصر بمجرد الوصول للحكم

 

تحقيق: الزهراء عامر

"جبهة الخراب، جبهة الفوضي والإحراق، جبهة عبده مشتاق" هذه هي الأسماء الحقيقية لما يسمى بـ"جبهة الإنقاذ الوطني"، والتي يتزعمها أشهر ثلاثة مرشحي رئاسة سابقين، أحدهم انسحب من السباق قبل بدايته زعمًا بأن اللعبة لا تليق به، والآخر خسر لعلاقاته الوثيقة بالنظام المخلوع، والثالث رغم خسارته وحصوله على المركز الثالث فإنه ما زال مقتنعًا أنه الاجدر والأفضل للمنصب.

 

إعلاء المصلحة العليا للدولة، وخروج مصر من كبوتها لم يكن هدفًا من أهداف إنشائها، ولكنًّ هدفًا واحدًا استطاع أن يجمع فرقاء الدرب ومختلفي الفكر من بقايا النظام السابق، واليساريين والليبراليين؛ ألا وهو إسقاط النظام الشرعي المنتخب، وحلمهم بالانقضاض على كرسي الرئاسة هو الدافع الوحيد الذى يحركها ويحرك زعماءها.

 

وبالرغم من ضعف أرضيتهم بالشارع فإنهم كانوا يتشدقون ويتحدثون بلسان الشعب المصري كأنهم مفوضون بذلك، فيرفضون دعوات الرئيس للحوار ويطالبون بإسقاط الدستور الذي وافق عليه غالبية الشعب، ويهددون ويتوعدون لمؤسسة الرئاسة إذا لم تنصَع لأوامرهم ستعلن عدم مشاركتها في الانتخابات البرلمانية، التي يعلمون يقينًا خسارتهم فيها مسبقًا تارةً، ويهددون بانتخابات رئاسية تارة أخرى.

 

التخبط والاضطراب

بدايةً يوضح الدكتور أحمد مطر، رئيس المركز العربي للبحوث السياسية والاقتصادية، أن جبهة الإنقاذ الوطني بعيدة كل البعد عن أسمها، فمنذ بدايتها ارتكبت أخطاء سياسية فادحة، هم كانوا سببًا في فشلها؛ منها أنها جاهرت برفض الديمقراطية حينما رفضت نتيجة الانتخابات الرئاسية، وبذلك فهي تهدر إرادة الشعب، فضلاً عن عدم احترام نتيجة الصندوق في جميع الاستحقاقات الديمقراطية التي مر بها المصريين، بالإضافة إلى عدم اعترافها بفشلها الفادح في الانتخابات.

 

ويستهجن رفض الجبهة الجلوس في مقعد المعارضة، وسعيها لمقاسمة السلطة مع من  اختاره الشعب، بجانب تمويل الإعلام الفاسد لخدمة هذا الهدف، والتحالف مع الفلول لإسقاط المشروع الإسلامي، وأخيراً التنسيق مع القضاء المسيس ليظل المصريين في الحلقة المفرغة ويحل جميع مؤسسات الدولة المنتخبة.

 

ويؤكد أن وضع جبهة الخراب على حد قوله في موقف حرج وصعب أمام الشعب المصري، لأنها تدعم العنف، ويكفي ذلك عدم نبذهم العنف الذى شهده الشارع المصري في الذكري الثانية للثورة، وكذلك صمتهم على مهاجمة البلطجية لمهاجمة الفانادق والسائحين لضرب السياحة في مصر، فضلا عن تورط بعضهم والإنفاق على تدريب " البلاك بلوك" على يد سمير جعجع في بيروت.

 

ويري أن جميع الإخطاء التي ارتكبتها تراكمت وهم الآن يتصرفون بنوع من الإضطراب الذهني والعقلي، موضحاً أن دعوة البرادعي للحوار يعني أن الشارع المصري أنسحب منها، وبأت الغرف المغلقة التي يجتمعون فيها تتسع عليهم من قلة التأييد لهم، حتي أصبح رجل الشارع يتصدي لهم، ويرفض أسلوبهم العقيم في تعطيل مصالح المواطنين.

 

 ويشدد على أنه لم يحدث في التاريخ انتخابات رئاسية مبكرة وهذا المطلب الذى هددت به الجبهة هزلي وغير جاد، ينم على حالة ذهنية غير صحيحة وتفكير فيه نوع من الخلل، مؤكدا ًعلى أن هذا المطلب لا يعاقب عليه القانون، بل سيعاقب عليه الشعب الذى خرج وشارك بالملايين في الإنتخابات الرئاسية.

 

حلم الرئاسة

ويشير المهندس حاتم عزام نائيس رئيس حزب الحضارة وعضو مجلس الشعب السابق إلى أن جهة الإنقاذ ليست جبهة منظمة لها مكونات مختلفة في التفكير والمنهج، وكلما تصاعدت الأزمات والأحداث توجد فكرة مسيطرة علي أعضائها وهي "حلم الوصول لكرسي الرئاسة"، وما يفسر ذلك هو وجود خط موازي من العنف والتدمير لحالات التعبير عن الرأى السلمية التي تخرج نتيجة حاة من الفوران داخل الشارع المصري.

 

ويري أن ما تريده الجبهة وتعمل من أجله غير ما تعلنه، فهي تعلن رفضها لسياسيات حزب الحرية والعدالة، أما في الحقيقية تعمل من أجل هدفين، الأول هو حلم الرئاسية والوصول للكرسي بأي ثمن، وبالتالي تطلع علينا بتصريحات بأن الرئيس سقطت شرعيته تارة، وتطالب بمجلس رئاسي مدني، وحكومة إنقاذ وطني تارة أخري، وأخيراً انتخابات رئاسية مبكرة.

 

ويضيف أن الهدف الثاني يكمن في وجود مكون معارض داخل الجبهة لجماعة الإخوان ولحزبها الحرية والعدالة، موضحاً أن المشكلة تقع في رغبة المعارضة في التخلص من فصيل سياسية نتيجة الكره الشديد له، وبالتالي تتحالف مع أشخاص أخريين بتوجهات وممناهج مختلفة للتخلص منه.

 

ويحذر من محاولات إسقاط المنتخب بعد مايزيد عن 6 أشهر من انتخابه؛ لأن أي رئيس آخر لا يستطيع أن يستمر في حكم مصر سوي بضعة أسابيع.

 

وينتقد عزام عدم إنصاف وحيادية الإعلام، ففي نوفمبر 2006 عندما قام طلاب الأزهر بالعرض العسكري الشهير، وقف الجميع وانتقد هذا الفعل ومن وقتها يقال أن الإخوان تمتلك ملشيات عسكرية، ومازال الإعلام يندد بهذا الأمر حتي الآن، وفي المقابل عندما تظهر ملشيات حقيقية تسمي بـ"بلاك بلوك"تحمل ملتوف ورصاص حي وخرطوش تروع الآمنين وتحرق المؤسسات والمدارس لم يتحدث عنهم الإعلام، بل على العكس جعلهم نجوم إعلام.

 

ويصف ما تفعله الجبهة الوطنية بـ"المراهقة السياسية"  من طرف سياسي وليست ثورة كما يقولون، وكأن كل شيء  يخص مستقبل مصرلابد أن توافق عليه الجبهة أولا، موضحاً أن الجبهة الآن تهوي سياسياً ولابد أن تعترف بأخطائها، والجميع يخطئ ولكن لابد أن نفرق بين أخطاء سياسية وأخطاء أخري التمادي فيها يهدد استقرار الدولة والوطن.

 

 ويطالب الجبهة بإدانة كل أشكال العنف بشكل واضح وصريح وقوي، وتطلب الفوري مع "البلاك بلوك" والكشف عن عن من يدعم ويمول هؤلاء، وإلا ستتحول مصر كلها لملشيات.

 

ويري أن ما وصلنا له الآن نقطة جديدة، بعد الحوار الذي دعي له رئيس الجمهورية، ووثيقة الأزهر التي وعت عليه القوي السياسية، مبينا ًأن التحدي القادم مرتبط بالإتفاق على تحقيق الديمقراطية، ويجب المراهنة على الشعب.

 

ويوجه رسالة للدكتور محمد البرادعي قائلا" نتنمني من الدكتور البرادعي أن يعامل المصريين مثلما يعامل جون كيري، فهو لم يطلب منه شروطاً وضمانات لكي يجلس معه ويتحاور، وإذا كان حريصاً أن نعبر بالوطن من أزمة لا يأتي علي تويتر، ويطالب بحوار، فالحوار لا يأتي لا بالجلوس على مائدة الحوار".

 

فوبيا مرسي

ويتساءل صبحي صالح، عضو مجلس الشورى: ما المشروع السياسي الذى يجمع أقصي الليبراليين مع أقصى اليساريين؟!، مؤكداً أنه لا يوجد قالب سياسي يجمع هؤلاء بحكم التضاد الأيدلوجي، وزعماء جهة النقاذ جميعهم مصالحهم متعارضة فكهم مرشحي رئاسة.

 

ويوضح أن الجبهة  لم تقدم أي طرح موضوعي نستطيع أن يسمى موضوع، وتناقض المطالب دليل على تضارب الرؤية لديها، وليس لديهم آليات ولا قاعدة شعبية، فهم يعتمدون على أمثالهم في إعلام الفلول، وعلاقاتهم بالخارج ويكفي زيارة " جون كيري" لهم.

 

ويرى أن زعماء الجبهة يتبنون مشروعًا واحدًا "ما داموا فشلوا في الانتخابات الرئاسية ونجح مرسي إذن لا بد أن يفشل مرسي"، وفي سبيل هذا المشروع ضحوا بكل شيء حتي الوطن، ويفشل الجميع حتى لو كانت مصر، موضحًا أن مصر لا تعنيهم من قريب أو بعيد دليل أنهم لم يقدموا طرح واحد لصالح الرئيس، بل على العكس من ذلك كل قضية تحدث يروجون بأن الأزمة عند الرئيس وهو المسئول عنها، وليس المهم مسئولاً عن ماذا، فهم يعانون من "فويا مرسي".

 

ويؤكد أن القوى الإسلامية لن تسمح له بالنقلاب على الشرعية، وهي مطمئنة بضعفهم وأن ليسوا قادرين على فعل أى شيء من تهديداتهم.

 

انعدام الوطنية

ويوضح طارق الزمر، رئيس المكتب السياسي لحزب البناء والتنمية، أن كل خيارات جبهة النقاذ التى تتخذها ومطالبها المغالي فيها ولا تدل على الوطنية أو أي حس ثوري، عكس ما تدعيه، مؤكدًا أن الجبهة تسعي لخراب مصر لمجرد الوصول للحكم.

 

ويرى أن رفض جبهة النقاذ الوطني المتكرر للحوار الذى يدعو له رئيس الجمهورية يدخل في إطار التصعيد وزيادة العنف في الشارع المصري، بعدما فشلوا في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، مبينا أن هؤلاء يسعون لخراب مصر لمجرد الوصول للحكم.

 

ويحمل الزمر أعضاء الجبهة المسئولية عن كل الجرائم والخراب في مصر طوال الثلاثة أشهر الأخيرة، موضحاً أن هنك عدة مواقف متشابكة لأنقضاض فوق الشرعية، وفي المقابل قصرت القيادة الحاكمة في التعامل مع العديد من الملفات الهامة.

 

وفيما يتعلق بدعوة البرادعي لحوار وطني يحضره وزير الداخلية ووزير الدفاع يري الزمر أن في هذا الحوار تفكيك للدولة المصرية، وليس إنقاذ مصر كما يدعي البرادعي، مستنكراً دعوة البرادعي إشراك وزير الداخلية والدفاع في حوار وطني.