لم نعِ جيدًا هتافه (صلى الله عليه وسلم) في خطبة الوداع.. (رفقًا بالقوارير), ولم نستوص بالنساء خيرًا كما أوصانا الحبيب (صلى الله عليه وسلم)!! رغم ما تلعبه المرأة من أدوار كثيرة في حياتنا ولكنها قليلاً ما تنال حقها، فهي الأم الحنون والزوجة الودود والأخت العزيزة، والابنة الفاضلة، أو هي المطلقة البائسة أو الأرملة الحزينة أو هي الفتاة الضعيفة اليائسة، التي تحارب دون مقومات وفي صمت حتى لا تحمل لقب (عانس)!
وتعاني المرأة كثيرًا، ولكننا قليلاً ما نشعر بها...
فبداية من مولدها ومنذ أمد بعيد كانت عقوبة (الوأد) جزاءً لكل طفلة سولت لها نفسها أن تأتي إلى تلك الحياة..
نعم اندثرت تلك العادة مع بداية الإسلام ولكن عادات أخري شبيهة بتلك العادة القميئة تحدث حتى يومنا هذا, فمثلاً، وبعد مرور عقد من الألفية الثالثة ما زال هناك في كثير من القرى أو كلها.. تجد بيوتًا تسلب الفتاة حق اختيار شريك الحياة أو ما أسميه أنا (حق تقرير مصيرها)..
وإذا ما ابتليت بذلك البيت أو السجن العائلي وجدت معاملة سيئة من زوجها وأهله والمطلوب منها بالطبع حسن المعاشرة والبشاشة الدائمة وعدم الشكوى وخفض الصوت وكبت المشاعر!!
وتتعرض كثيرًا لسوء المعاملة وأحيانًا كثيرة للضرب المبرح، وإذا ترملت المرأة بأولادها عانت أشد المعاناة في البحث عن مهنة تقتات منها بالكاد هي وأولادها.. وإذا كانت مقهورة في زواجها وحاولت ممارسة حقها الطبيعي والحلال في أن تتطلق واجهت صدامًا قويًّا مع مجتمع لا يجد فرقًا بين مطلقة لديها الاستعداد لاستئناف حياة جديدة وأخرى لديها الاستعداد لارتكاب الفاحشة!!!!
يحدث كل ذلك للمرأة في مجتمعنا, حتى تشيخ في السن وتمرض الأم الحنون وفي حين لن تجد أمًا تتمنى أن يشاك ولدها بشوكة تجد الولد ينتظر لها الموت بحجة (ربنا يرحمها من المرض)!!!! أن نخفض لها جناح الذل من الرحمة كما أمرنا..
رغم أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) يقول في جزء من حديثه الشريف: "خاب وخسر... من أدرك أبويه أحدهما أو كليهما ولم يغفر له".. كل ذلك يحدث منا تجاه المرأة إلا من رحم ربي..
مطلوب منا فقط.. أن نتق الله سبحانه وتعالى في نسائنا وأن نراعي ضعفهن ونجبر كسرهن، وندرك أنها ليست نصف المجتمع، بل هي كل المجتمع...