عجيب أمر بعض من يتزعمون المعارضة المصرية، تحتار في وصفهم وتتعب في معرفة مرادهم، بل قد يستحيل عليك  معرفة ذلك، فأفكارهم تتغير، ومواقفهم تتبدل، وانتماءاتهم متفرقة (تحسبهم جميعًا وقلوبهم شتى) لا يجمعهم إلا هدف واحد؛ هو عدم الوصول للاستقرار، ولذلك تجد لهم في كل مرحلة خططًا،وعند كل استحقاق حججًا: المهم هو الوصول لهذا الهدف فتراهم يهتفون مع الشعب المصري بسقوط حكم العسكر، وعندما يمكن الله الرئيس مرسي من إزاحة العسكر بهدوء مذهل ينادون اليوم بعودتهم، ويتشدقون بالديمقراطية ويصرخون بتأجيل الانتخابات، ويدٌعون السعي لحياة اجتماعية كريمة، ويخربون الاقتصاد ويوقفون الإنتاج، بل يشيعون انهيار البلاد وينفرون العالم من الاستثمار فيها.

 

ثم هم يتظاهرون بأنهم مع الحرية والعدالة الاجتماعية، ولكنهم يحاولون إقصاء النائب العام ووزير الداخلية، بل والرئيس المنتخب والحكومة، وكل من يحاول إقامة العدل ومحاربة الفساد، بل وينشرون الفوضى ويؤيدون العنف ويدعمون المجرمين .

 

ولو أنهم وطنيون- كما يدعون- لدفعتهم وطنيتهم للمحافظة على مقدرات الوطن، والسعي إلى الاستقرار والبناء، ودعم جهود النهضة، ولما تركوا ميادين العمل ودعوا إلى تعطيل الإنتاج، ولو صدقوا في ادعائهم بتمثيل الجماهير لسعوا إلى استحقاقات الانتخابات ليحصلوا على فرصتهم في التغيير وفرض خططهم عن طريق الصناديق.

 

إننا لأول مرة في منطقتنا العربية نرى الأمر معكوسًا فالنظام الحاكم متمثلاً في الرئيس مرسي يعطي الفرصة لمعارضيه المرة تلو المرة ليصلوا إلى سدة الحكم وموقع اتخاذ القرار وهم الذين يتهربون وذلك لما يعلمونه في أنفسهم من عدم قبول المجتمع لنهجهم أو فكرهم، وإلا فلماذا هذه الحرب على الانتخابات التي تكشف حجمهم في كل مرة؟ إلا لخوفهم من مجابهة حقيقتهم وكشف زيفهم فالمثل المصري يقول: "المية تكدٌب الغطاس".

--------

* مصري مقيم بقطر.