· د. إبراهيم ريحان: تنمية المجتمع تحتاج لمنظومة عامة ومشروعات كبرى

· د. صابر حارص: أهالي الصعيد يؤيدون الشرعية ورفضهم للزيارة إشاعات

· د. أحمد مطر: تحركات الرئيس لتنمية الصعيد تحاصر الثورة المضادة

· عبد الحميد السنوسي: يجب التخلص من مثلث الرعب الذي يعاني منه المواطن

 

تحقيق: الزهراء عامر:

"الصعيد في قلب مشروع النهضة وتنميته في القلب بسواعد الجميع"، هذا ما وعد به الدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية، أهالي الصعيد في برنامجه الانتخابي؛ لما لمحافظات الصعيد من أهمية كبرى بالنسبة لمصر، ومن أراضي الصعيد يفي الرئيس بوعده، ويدشن الخطة التنفيذية لتنمية الصعيد بعيدًا عن الدراسات والأبحاث الموجودة في أدراج مكاتب الخبراء مثلما كان يفعل النظام السابق.

 

وعقد الدكتور مرسي بمحافظة سوهاج اجتماعًا وزاريًّا مصغرًا بحضور الدكتور هشام قنديل، رئيس مجلس الوزراء، وعدد من الوزراء ومحافظي جميع محافظات الصعيد لمناقشة خطة التنمية والوقوف على أهم مشكلات القطاع للعمل على حلها.

 

وشملت زيارة الرئيس إلى سوهاج افتتاح عدد من المشروعات بالمحافظ؛ حيث افتتح مركز التطوير التكنولوجي التابع لمديرية التربية والتعليم، إضافةً إلى تسليم مجموعة من الوحدات السكنية لشباب سوهاج بحي الكوثر، التي تضم 1272 وحدة سكنية، في إطار المشروع القومي للإسكان الذي يضم 3902 وحدة سكنية بالحي في مراحله الثلاث بتكلفة إجمالية 335 مليون جنيه، وكذلك تفقد الوحدات السكنية ضمن مشروع الإسكان بالمنطقة، فضلاً عن افتتاح خط إنتاج جديد بمصنع المكرونة التابع للقوات المسلحة.

 

واختتم الرئيس زيارته إلى محافظة سوهاج بعقد مؤتمر جماهيري للقيادات الشعبية والتنفيذية وعدد من المواطنين في الصالة المغطاة بإستاد سوهاج.

 

ويعاني الصعيد منذ أكثر من 50 عامًا من مثلث الرعب وهو الفقر والجهل والمرض، الذي جعل أبناء الصعيد يفرون ويتركون أراضيهم الزراعية متجهين إلى أي محافظة في الوجه البحري للبحث عن فرصة عمل وحياة نظيفة، هذا ما ركزت عليه خطة التنمية الجديدة للتطوير.

 

بدايةً يؤكد الدكتور إبراهيم ريحان، رئيس جهاز تنمية القرية المصرية، أن زيارة الرئيس لسوهاج وعقد اجتماع بمحافظين محافظات الصعيد جهد كبير في إطلاق فكرة تنمية الصعيد، موضحًا أن تنمية المجتمع تحتاج لمنظومة عامة تأتي في الأولوية الأماكن التي تحتاج لتنمية، ليست في الأماكن الريفية فحسب بل في الأماكن الحضارية.

 

ويوضح أن تنمية الصعيد تحتاج إلى مشروعات كبرى، وتوفير خدمات بنية تحتيه، فضلاً عن معرفة الموارد المحلية المتاحة والتي ستساهم فيها، مؤكدًا أن محافظات الصعيد تمتلك معادن ومواد خام ليست موجودة في أي محافظة أخرى، فضلاً عن الإنتاج الزراعي.

 

ويقترح توفير نوع من التشجيع والقدرة على ديمقراطية اتخاذ القرار التنموي لأهالي الصعيد أنفسهم، ولا بد أن يتفقوا على خطتهم التنموية، وبالتالي يكونون قادرين على تنفيذها ويشعرون بالرضا والرغبة في تطويرها.

 

 

ويبين أن معظم المزارعين يبيع المنتجات كمواد خام، ونصيبه من العائد الذى يدفعه المستهلك بسيط؛ لذا لا بد من خلق قيمة مضافة للسلع تأتي في إطار تنمية المشروعات الصغيرة، وذلك عن طريق ربط المشروعات الصغير بالمشروعات المتوسطة والكبيرة لتحسن المنتج والتغلب عن مشاكل التسويق، فضلاً عن اكتساب مهارات الإنتاج، وهذا ما نهضت به سويسرا والصين واليابان.

 

ويلفت النظر إلى أن الاقتصاد والسياسة وجهان لعملة واحدة، ولا يمكن أن تحدث نهضة بدون استقرار سياسي.

 

إصرار وجدية

ومن جانبه يرى الدكتور صابر حارص، أستاذ الإعلام السياسي ورئيس وحدة بحوث الرأي العام بجامعة سوهاج، أن الرئيس مرسي يشعر بحقوق أهالي الصعيد الذين شاركوا في كل أحداث الثورة المصرية، وتعاطوا مع كل مراحل الشرعية وساندوا الديمقراطية دون مقابل، موضحًا أن الصعيد في عرف النظام الحالي هو خط الدفاع الأول عن الثورة المصرية وأهدافها؛ لأنهم يؤيدون الاستقرار، ولم يلجئوا إلى العنف مطلقًا كما هو الحالي في باقي المحافظات.

 

ويؤكد أنه من الطبيعي أن يعطي النظام الحالي الأولوية لتنمية الصعيد بعدما أهمل منذ أكثر من 50 عامًا وخاصة في العهد الغابر "عهد المخلوع".

 

ويلفت النظر إلى وجود جدية وإصرار من الرئيس والحكومة لتطوير الصعيد تبرز بعقد اجتماع بحضور مجلس وزراء مصغر مكون من 13 وزيرًا، بالإضافة إلى 9 محافظين لمحافظات الصعيد، وكل محافظ التي لديه خطة لتنمية المجتمع الذي يعمل فيه، بعدما التقى بعدد كبير من القوى السياسية، لافتًا إلى أن الرئيس طلب من كل الحضور في إستاد سوهاج الرياضي تسليم طلباتهم الشخصية ووعد رئيس الديوان بتنفيذها في أقرب وقت.

 

ويرى أن الملف الأمني لا بد أن يتصدر ملفات التنمية، لأنه لا يمكن أن يكون هناك تنمية في ظل انفلات أمني ملحوظ، يأتي بعده ملف إنشاء مصانع التي تتطلب عمالة كبيرة للقضاء على ظاهرة البطالة التي يعاني منها الصعيد، ثم بعد ذلك إنشاء الكباري والطرق التي تصل المنطقة السكنية بالمنطقة الصحراوية؛ حتى يمكن انتقال النشاط التجاري من المنطقة السكنية إلى الظهير الصحراوي وخاصة الغربي.

 

وفيما يتعلق برفض الصعيد زيارة الرئيس مثلما تزعمت وسائل إعلام مأجورة يؤكد د. حارص أن أهالي سوهاج وقفوا بالآلاف للترحيب بالرئيس وطالبوه باللحمة بين الجيش والشرطة، وما قيل عن احتجاجات في الصعيد مجرد كلام من قلة ينتمون لجبهة الإنقاذ، ولا وجود لهم في المحافظة.

 

وينتقد الكلام الذي نُشر على المواقع الإلكترونية بشأن الزيارة، معربًا عن أسفه أن بعض جرائد المعارضة لم تجد شيئًا تكتبه ضد الزيارة، فنشرت أن شعب الصعيد يرفضون زيارة الرئيس.

 

تنفيذ الوعود

ويوضح الدكتور أحمد مطر، رئيس المركز العربي للبحوث السياسية والاقتصادية، أن زيارة الرئيس مرسي لسوهاج هي مؤشر إيجابي، يدل على اقتراب تنفيذ خطط التنمية في الصعيد التي وعد بها الرئيس في برنامجه الانتخابي، فضلاً عن اهتمام مؤسسة الرئاسة بالصعيد بعد معاناة طويلة من التجاهل، موضحًا أن هذه الزيارة جاءت في وقتها بعد أن أعطت محافظات الصعيد ثقتها في مؤسسة الرئاسة أكثر من مرة.

 

ويشير إلى أن الزيارة ليست بداية لخطة التنمية وإنما هي استكمال للخطة التي بدأت بإنشاء مصنع سامسونج في بني سويف، فضلاً عن زيادة ميزانية الخدمات الموجة للصعيد.

 

ويعرب د. مطر عن تفاؤله بتحركات الرئيس، وكذلك بقرب انتهاء الثورة المضادة، موضحًا أن مصر أفضل حالاً من غيرها من دول الربيع العربي، ولو تم إنجاز مجلس النواب سيكون هناك تدفق لاستثمار التي تنتظر المجلس الذي سيراقب أداء الحكومة.

 

ويرى أن هناك كعادة بعض الكاذبين من لا يكلون ولا يملون من هذه الافتراءات على الشعب ورئيسه الذي انتخبه بإرادته، مبينًا أن المصريين حتى لو كانت لهم ملاحظات على أداء الحكومة والمجلس التشريعي؛ فإن مؤسسة الرئاسة تحظى بأغلبية.

 

مثلث الرعب

ومن جانبه يتمنى عد الحميد السنوسي عضو مجلس الشعب السابق بالأقصر أن تحقق خطط التنموية على أرض الواقع في أقرب وقت، وتسفر عن عمل ومشروعات يلمسها ويشعر بها المواطن الصعيد، مطالبًا باتخاذ خطوات حقيقية للتخلص من مثلث الرعب "الفقر، والجهل، والمرض" الذي يهدد حياة المواطن الصعيدي.

 

ويوضح أن الصعيد منذ إنشاء السد العالي مهمل ولم يقدم له خدمات، والسياحة يسيطر عليها رجال الأعمال والمسئولون السابقون، فضلاً عن تدهور حال الأراضي الزراعية.