أكد الدكتور صلاح سلطان، الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، رفضه وثيقة الأمم المتحدة التي طرحتها مؤخرًا بعنوان "إلغاء ومنع كل أشكال العنف ضد النساء والفتيات"، مشيرًا إلى أن مثل هذه الوثائق تعمل على تفتيت وتحلل القيم الأخلاقية للأسرة المصرية.

 


وقال سلطان- خلال ندوة نظمتها لجنة الأسرة بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بعنوان (الأسرة في رحاب الحبيب المصطفى)، اليوم الأربعاء الموافق 20 مارس بمقر المجلس- إن الأمم المتحدة والمجلس القومي للمرأة لا يتبنى رؤية الأزهر ولا الدستور الذي استفتي عليه الشعب المصري وفاز بالأغلبية.

 

وأضاف سلطان أن مصر بعد الثورة لن تسمح إطلاقًا بعبث الأمم المتحدة في قطاع المرأة التي أباحت الشذوذ وزواج المثليين والجنس، موضحًا ضرورة التصدي لهما، ولأننا لن نقبل هذا الاستهزاء باتباع الغرب في مشروعه وإهمال حياة النبي صلى الله عليه والتي تعتبر نموذجًا للحياة الزوجية الراقية.

 

وأشار سلطان إلى أن انتشار المشكلات الزوجية يرجع إلى تغافل سيرة النبي صلى الله عليه وسلم مع زوجاته، فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم 150 حديثًا صحيحًا عن العلاقة بين الرجل والمرأة، فقد كانت حياته صلى الله عليه وسلم نسيجًا رائعًا من الحب، فقد تزوج السيدة خديجة، وكانت من أشراف قومها وهي التي طلبته للزواج ولم تر في ذلك حرجًا، فقد أرسلت إليه السيدة نفسية وذهبت إليه في غاية الأدب والرقى لأنها رأت في النبي صلى الله عليه وسلم ما لا تراه من الرجال، وعندما تزوجها كان أعف الناس عن مالها، وكانت تتركه يتعبد في الغار وعندما فزع احتضنته وقالت له: لن يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم وتقري الضيف وتعين على نوائب الدهر، فكانت له الأم وتحملت معه الحصار في شعب أبي طالب حتى توفيت فكانت الزوجة المحبة لزوجها.

 

وشدد على ضرورة رفع الحوار والحديث بين الزوجين تأسيًا بالنبي صلى الله عليه وسلم لقوله (الكلمة الطيبة صدقة) وفي حديث صحيح البخاري عندما سُئلت السيدة عائشة عن أفضل ليلة مع النبي صلى الله عليه وسلم قالت: جاءني صلى الله عليه وسلم 9 ليال وقال:

 

سمحي لي أقيم هذه الليلة فقالت: (والذي نفسي بيدي إني أحب قربك وأحب ما تحب)، وهذا يوضح كيفية حواره صلى الله عليه وسلم مع زوجاته وهذا ما يفتقده العديد من الزوجات والأزواج .

 

القرآن كرَّم المرأة

وأضاف الشيخ نشأت أحمد الداعية الإسلامي: أن القرآن أنصف المرأة في العديد من السور فنجد في سورة النساء من أول آية إلى آخرها تتحدث عن حقوق المرأة والطفل، وكذلك مكانة المرأة في الإسلام، مشيرًا إلى قوله تعالى ) (وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا  (النساء: 75) موضحًا أن الله سبحانه وتعالى شرع الجهاد وغيره من الفرائض حفاظًا على المرأة والطفل .

 

وقال نشأت إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يبكيه غير سورة النساء عندما قرأ عليه ابن مسعود قوله تعالى (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدًا)، مشيرًا إلى أن المرأة أمانة وصانا بها الله عز وجل لأن بها تستمر الحياة، كما أوصانا بها صلى الله عليه وسلم في حجة الوادع (استوصوا بالنساء خيرًا) وفي أواخر كلماته (اتقوا الله في النساء فإنهن عون لكم).

 

وأضاف أن السورة الثانية سورة النور، التي تسمى العفاف الذي لم يوجد إلا في الإسلام، مشيرًا إلى أنه عندما كان في أحد المحاضرات في تكساس وكان معه دكتور صلاح الصاوي وهو مترجم وذكر كلمة العفاف لم يستطع نطقها وقال: لم توجد كلمة في الإنجليزية تسمى العفاف لأن لو عندهم لبحثوا عنها، ثم جاءت سورة الأحزاب تتحدث عن نساء النبي لقوله تعالى (يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلا مَّعْرُوفًا وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا).

 

واختتم الشيخ نشأت كلمته قائلاً: لا بد أن ينشأ الأطفال على الكتاب والسنة من خلال سماعهم كلام النبوة؛ لأن إقامة الدين في البيوت.

 

المرأة الصالحة

وقالت السيدة ياسمين الحصري مدير مركز الحصري الثقافي إن المرأة قبل الإسلام كانت تظلم وتوأد وتجهل حتى جاء الإسلام وأعطاها منزلتها وكرمها من خلال تمسكها بالكتاب والسنة، وإذا استعرضنا سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في كيفية تعامله مع زوجاته وبناته وأحفاده نجد أنها شريكة للرجل في جميع المجالات، وكذلك حبيبة عندما سئل النبي صلى الله عليه وسلم.. من أحب الناس إليك قال صلى الله عليه وسلم (عائشة)، وكذلك وفائه للسيدة خديجة بعد وفاتها واستضافته صديقاتها.

 

وأضافت الحصري أن صلاح المجتمع يبدأ من صلاح المرأة لأنها الأم التي تربي وتنشئ جيلاً، لذلك يجب على المرأة الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في صلة الرحم والترابط من خلال جمع شمل العائلة ومعاملة الحماة كأنها أم بديلة، حتى تكون هناك أسر متماسكة، وخاصة في الفترة الأخيرة بعدما انتشرت دور المسنين وإيداع الأمهات والآباء من قبل الأبناء وهذا يدل على القسوة والتفكك؛ لأن في الماضي كانت العائلة وفيها الجد والجدة والأعمام والعمات والخالات لم نسمع عن هذه الدور إلا بعد أن تقطعت الأواصر بين الأسرة الواحدة.

 

خطة اللجنة

واستعرضت منى عبد الحليم رئيس لجنة الأسرة بالمجلس خطة وأهداف اللجنة قائلة إن الهدف إعداد رائدات نسائية متميزات عن طريق التدريب والارتقاء بالمرأة والطفل وحماية الأسرة القائمة بالفعل وتشجيع تأسيس أسر جديدة وتأهيل المقبلين على الزواج، بالإضافة إلى دعم نفسي وتربوي لكل أفراد الأسرة.

 

وأضافت أن اللجنة بصدد تنفيذ عدد من المشروعات خلال فترة زمنية 3 أشهر، وهي البيت السعيد وتأهيل المقبلين على الزواج وإعداد الداعيات والمسلمين الجدد وبراعم المستقبل والمبعوثات ومشروع "امسح دمعة سجين".