رفض الشارع المصري ما وصفه به "محمود سعد" أحد الإعلاميين المحسوبين على نظام المخلوع مبارك على الهواء مباشرة بأن الشعب المصري بيحب "القباحة" والنكتة، مطالبًا بعدم تغيير هذه التقاليد، حسب قوله.

 

وذكر سعد في كلمته: "كنت بتكلم مع حد من جماعة الإخوان قالي "أصل الناس غريبة بتشتم واحنا عايزين نعلم الشعب الأخلاق"، وعلق قائلا: "يعني الشعب ده قليل الأدب؟.. الشعب المصري طول عمره بيحب القباحة.. وبيحب يضحك ويحب النكتة.. عايزين تغيروا تقاليده ليه".

 

"إخوان أون لاين" استطلع آراء الشارع المصري، لمعرفة رأيه فيما قيل عنه في سطور التحقيق التالي:

بداية يرفض الشيخ محسن جميل" إمام مسجد" هذا الوصف المتدني الذي وصف به محمود سعد الشعب المصري العظيم، قائلاً: "الشعب المصري شعب متدين ومحترم، وأخلاق النبي- صلى الله عليه وسلم- قدوته، لأنه كان أشد حياء من العذراء في خضرها.

 

ويضيف أن الويل كل الويل لمن يطلق لسانه ليسب هذا ويلعن ذاك؛ حيث سئل معاذ رضى الله عنه رسول الله يا رسول الله: أنحن مؤاخذون بما نقول، فقال: ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس على وجههم يوم القيامة غلا حصائد ألسنتهم، ويقول المولى تعالى " مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ " (ق: 18).

 

شعب محترم

وتقول صفاء صبحي" محاسبة": يا أستاذ محمود مين قال لحضرتك إن الشعب المصري بيحب القباحة على حد قولك ولفظك؟، فالشعب المصري من أكثر الشعوب المحترمة، وإن صدرت ألفاظ نابية من بعض القلة القليلة منه فيجب أن يقوَّموا، وذلك لن يكون إلا بالحسنى كما أمرنا الله عز وجل عن طريق الدعاة إلى الدين وليس عن طريق السياسيين وأيضًا عن طريق الإعلام المحترم الذي يجب أن يراقب الله عز وجل قبل أن يخضع للرقابة الإعلامية.

 

وتناشد جميع الإعلاميين أن يتحروا اختيار ألفاظهم وموضوعاتهم وردودهم على الناس لأنهم يدخلون كل بيت تقريبًا.

 

فقدان الأدب

ويقول محمد سمير "موظف" يبدو أن محمود سعد من كثرة الأموال التي يحصل عليها، فقد عقله وأدبه مع الشعب المصري الذي ينتمي له، متمنيًا أن يتحدث هو عن نفسه فقط، فليست له علاقة بالشعب، لأننا لم نوكله أن يتحدث بلساننا.

 

ويقول محمد عصران" داعية" إن الإعلاميين غير الشرفاء الذين يستخدمون موقعهم في السخرية من الآخرين والطعن والوقيعة بين الناس، ينطبق عليهم ما جاء في سورة "الهمزة " من الوعيد والعذاب الشديد لكل من يعيب الناس ويغتابهم، وكذلك من يجمع الأموال ولم ينفقها في سبيل الله ولم يؤد حقَّ الله فيها، ولكنه جمع المال فأوعاه وحفظه.

 

المبادئ والوطنية

وتضيف حسناء حمدي "طالبة" "إذا خرج العيب من أهل العيب فهو ليس عيبًا، فالشعب المصري الذي يتحدث عنه هذا الإعلامي، لا يبيع ضميره ومبادئه من أجل مصالح شخصية وشهرة، ولا حتى مكاسب مادية، فوطنيته هي ثروته.

 

وترى أن أفضل عقاب له هو عدم مشاهدة برنامجه، وحذف القناة التي يظهر فيها، والتي أعطت له الحرية لسب الشعب المصري.

 

جذب الانتباه بالتفاهة

"خليكم انشروا التفاهات وعيِّشوا الناس في الوهم والهوا الشعب عن القضايا الهامة التي يجب أن تشغله"، بهذه الكلمات توضح إسراء يحيى "موظفة" أن دور الإعلام في مصر بعد الثورة هو تصدير الأزمات فقط للشعب المصري، ويجعل الصورة دائمًا سوداء أمام الناس ليكفروا بالثورة ومن قام بها.

 

وتقول إيمان محمد " طالبة" هؤلاء هم قلة من الإعلاميين يستخدمون ألفاظًا خارجة على تقاليد هذا الشعب، لجذب المشاهدين لتفاهتهم، موضحًا أنه للأسف الشديد هناك أشخاص يشاهدونهم ويصدقون تفهاتهم.

 

ويشدد أحمد السيد "محاسب" أنه غير مصرح لأي إعلامي أن يذكر عيوب الآخرين إلا في حالة واحدة وهي حالة الظلم، وأعتقد أن هؤلاء الأشخاص ظلموا المجتمع كله، وليس هناك أكثر ظلمًا ولا فسادًا من هذا الإعلام المضلل حفظنا الله منهم وأظهر كذبهم ونفاقهم للناس.

 

الكذب والنفاق 

أما يحيى السيد "مدرس" فيوجه رسالة إلى محمود سعد: "إن من بين الصفات التي يتحلى بها أمثالك الكذب حين تقول إنك تحاول أن تضبط نفسك، وتنسب للشعب أنه يحب البذاءة التي تسميها قباحة لجهلك باللغة العربية، فضلاً عن أن كلامك يفضح إما جهلك الفاضح بالدين الذي جاءنا بقول الرسول الكريم "بعثت لأتمم مكارم الأخلاق، وإما تجاهلك لمعاني الفضيلة".

 

ويضيف أنه حينما يطلق حكمًا عامًا لا أساس له بهذا الشكل فهو أقرب للجاهل منه للإعلامي الذي يراعي أصول المهنة، لأنه ليست لديه فكرة عما عليه الناس من أدب وخلق قويم" ففاقد الشيء لا يعطيه".

 

ويقول السيد حسان إنه نظرًا لجهله وعدم وطنيته وعدم إخلاصه لهذا البلد، فإنه يجهل قيمة هذا الشعب، أعظم شعب في الوجود، ويجهل وصية سيد البشر أجمعين سيدنا محمد- صلى الله عليه وسلم- "بأن الشعب المصري هم خير أجناد الأرض".

 

وتتهكم سهير محمد من وصف الشعب وتشبيهه بهذا التشبيه غير اللائق الذي لا يتناسب مع طبيعة الشعب المصري قائلة "الشعب المصري دائمًا يأخذ ما هو جديد ممن يسمون أنفسهم نخبة، ومن الإعلام الجديد المأجور، فإن كانت هناك ألفاظ بذيئة وشعب قبيح على حد قوله فنحن شعب مصر نستوحي منكم البذاءة والألفاظ الخارجة".

 

محاكمة الانفلات الإعلامي

ويطالب أسامة محمد "طالب" بضرورة التحرك السريع لمقاضاة هذا الإعلامي، واتهامه بسب وقذف الشعب المصري كله، لأنه بهذا الوصف أهان وقلل من شأن كل مصري.

 

وتشدد منه فخري "مدرسة" على ضرورة أن يحاكم هذه الانفلات الإعلامي ويحول كل من تسول له نفسه إهانة الشعب المصري للنائب العام، لاتخاذ إجراءات قانونية سريعة ضده، ليتعظ غيره.

 

مرتزقة النظام القديم

ويتعجب أحمد الخولي "مهندس" من وصف محمود سعد الشعب المصري تارة بأنه شعب محترم وعظيم، وتارة أخرى بأنه شعب بيحب القباحة، موضحًا أن الشعب المصري أرقي من أن يرد عليك بنفس أسلوبك، ولكن يجب أن تعلم أن الجميع يعلموا حقيقتك ومواقفك قبل وبعد الثورة، بدءًا من مرحلة التلون ومساندة الدكتور مرسي لرفضك مقابلة شفيق حتى لا ينقلب عليك الرأي العام، وحتى سقوط قناع الثورة وظهور أهدافك الحقيقية.

 

ويوجه نصحه لكل الإعلاميين قائلا "عنادكم ممكن يجعلكم تقفوا أمام الرئيس والجماعة والأحزاب التي ينتمي إليها، ولكن أحذروا أن يصل بكم العناد للوقوف أمام تعاليم دينكم، وأبسط صورها التدين والأخلاق".

 

عبد الهادي فتحي محاسب يقول: لا بد أن يعرف المصريون كيف يتكلم ويتصرف هؤلاء الإعلاميين وكيف كانوا قبيل الثورة وكيف تلونوا بعدها، موضحًا أن الحرب التي يشنها هذا الإعلام المأجور ضد الرئيس، كانت من الممكن أن تطول أي فرد يحكم مصر حتى ولو كان ليبراليًّا ثوريًّا، لمجرد أنه يريد أن يحقق العدالة الاجتماعية بكل معانيها ويحارب الفساد والطبقية، والسبب في ذلك أن هؤلاء كانوا من مرتزقة النظام البائد ويبكون عليه ليل نهار في قراره أنفسهم.