اكتشفت بطريق الصدفة عندما فتحت الحاسوب الخاص بابني بوجود مقاطع فيديو فاضحة، وابني على خلق وهو بالمرحلة الثانوية وهو اجتماعي لذا فأصدقاؤه كثير منهم من هو سيئ ومنهم من هو على خلق يتقابل معهم آخر الأسبوع للعب الكرة والجلوس معًا وأحدثه كثيرًا عن حسن اختيار الصديق والعفة وتقوى الله ومراقبته ويقتنع بحديثي ولكن يغلب عليه عدم التنفيذ لما يقتنع به. وفكرت كيف أواجه هذا الأمر بدون أن أجرحه بمعرفتي إياه فتصنعت أني احتاج جهاز الحاسب المحمول الخاص به يومًا في عملي ليقوم زميل لي بوضع برنامج مهم عليه وقلت له إذا كان هناك صور للعائله أو اشياء خاصة به يزيلها حتي لا يراها زميلي وبالفعل تم حذفها ولكن بعد اسبوع وجبتها علي جهازه مرة أخرى. فحزنت لما يوحي بإصراره وعدم مبالاته بهذا الذنب العظيم. وأحب أن أستشيركم ودعائي بحفظ أولادي واولاد المسلمين أجمعين بحسن الصلة بالله..

 

يجيب عليها عكاشة عباد استشاري أسري واجتماعي (إخوان أون لاين):

 

الأخت الفاضلة: أم أمل

 

كم أَعجبني تفكيرُك!، وكم سُررتُ بهمَّتك في إصلاحِ شأن بيتك بصفة عامة وابنك بصفة خاصة! وكمْ تمنيتُ أن تكونَ معظم الأمهات على مِثل حالك!، نسأل الله تعالى أن يُكثِّر مِن أمثالك، وأن يَزيدك حرصًا، وأن يحفظك وأبناءَك وأُسرتَك يا ربَّ العالمين.

 

كما أن كلمات رسالتك كلمات أم حنون تريد المصلحة لابنها الذي هو قطعة من كبدها، وأيضًا تدل إنك تشعرين بالخطر الشديد على ولدك ليس خطرًا على دنياه فقط بل وعلى دينه؛ لذلك نبشرك بأن علاج هذا الأمر ممكن وليس بالعسير، ولكن عليك أن تعلمي الآتي: 1- تربية الأولاد من الأمور الشاقة جدًّا على المربي، سواء كان أبًا أو أمًّا أو معلمًا، وذلك لأنها تحتاج إلى نفس طويل، وصبر كثير، تحتاج أيضًا إلى فطنة ويقظة دائمًا، وكذلك تحتاج من المربين في بعض الأحيان إلى التغافل.

 

وتزداد الصعوبة على المربي ويزداد الأمر تعقيدًا، إذا كان من يربيه في سن المراهقة، هذه السن الذي يبدأ الإنسان فيه مرحلة جديدة من مراحل حياته، وتصور له نفسه وربما المجتمع من حوله أنه أصبح في مرحلة الرجولة، وأن من حقه أن يفعل ما أراد.

 

2- ما صدر من ابنك هو شيء يحدث لكثير من الشباب في مثل هذا السن من باب حب الاستطلاع أو زيادة المعرفة حيث يسمع من زملائه أشياء كثيرة ولا يرها، لذا يبحث عن وسيلة لعله يرى ما يسمع.

 

3- إذا كان أبوه موجودًا فعليكما أن تتناقشا في الأمر وتضعا خطة مبسطة لهذا الأمر محاورها الآتي:

 

 أ- الأب يصاحب الابن ويتحاور معه في مثل هذه الأمور ويبين له خطورة هذه الأشياء في مثل هذا السن وما ينتج من مشاكل منها مشاكلَ نفسيَّة واجتماعيَّة عديدة نحن في غِنًى عنها! وأنَّ هناك (أفلامًا خليعة) تؤذينا دِينيًّا وخُلقيًّا، وتؤذي صحَّتنا، فلا بدَّ أن نبتعد عنها. وعليه أن يبحث عن السبب فقد يكون أحد أصحابة فيطلب منه البعد عنه.

 

فإذا كان الولد غير موجود فيمكن أن يقوم بهذا الأمر قريب منكم.

 

ب- أنت تظلي تراقبيه دون أن يعلم لتبلغي والده بالتطورات التي تحدث في سلوكه، استمري في معالجتك للأمر بشكل عام، واحذري مواجهته بذلك الأمر، ولا مانع من أن تنقُلي الخبرةَ له مِن حكاياتك، وقُومي بالتلميح أنَّ الإنسانَ قد يقع أحيانًا في ذنوب خفيَّة وعَظيمة، ولكن مِن السهل أن يتركَها بتوبةٍ إلى الله واستغفار، وأنَّ الإنسان إذا لم يتُبْ فسوف يَناله سخطُ الله، ومِن ثَمَّ سوف يسخط عليه الناس، وأنَّه سوف يَفشل في تحقيقِ أهدافه،ولا بدَّ أن يكون بينكم صداقة متينة ونقاش، ولا نكتفي فقط بتعليق وتوجيه؛ بل نُصادقهم ونتقرَّب منهم. ولا نستخدم كلمة حرام وعيب إلا في أوقات قليلة جدًّا، ونثني على خلقة وسلوكه الحسن.

 

ج- أكثري من الدعاء له ويا حبذا أن يكون ذلك في الأوقات التي يستجاب فيها الدعاء، مثل الدعاء في جوف الليل، أو عقب الصلوات الخمس أو بين الأذان والإقامة. واعلمي أختي الكريمة أن الدعاء يرفع البلاء.

 

أسأل الله أن يحفظ لك أسرتك.