أكد الدكتور أسامة يحيى الاستشاري الاجتماعي والتربوي أن الابناء في حاجة إلى غرس الثقة بالنفس منذ الشهور الأولى، مشيرًا إلى أن الثقة في الولد والاهتمام بالبنت من أساسيات التربية السليمة.

 

وقال في ندوة بعنوان "نحو فهم أعمق لأولادنا" والتي نظمها حزب الحرية والعدالة بالشيخ زايد بنادي بفرلي هيلز أمس الإثنين: إن الأبناء في صراعات عديدة؛ وذلك لأنهم يحتاجون إلى الآتي:

 

- الحب من خلال مشاركة الأبناء فيما نحب وفيما نكره؛ لأنه إن لم يجده يتمرد ويبحث عنه خارج البيت.

 

- القبول بمعنى أن نقبل أولادنا  بكل مزاياهم وعيوبهم وخاصةً إذا كانت هناك عيوب خارجة عن إرادتهم.

 

- الاسكتشاف، وهذا يكون من أول الشهر الثالث من عمر الطفل، وفيه إذا أشبعنا عند الطفل نهمة  الاستكشاف سيصبح مبدعًا، موضحًا أن الأطفال يولدون مبدعين بنسبة 92%، ولكن للاسف كثير من الأمهات يحطمن هذا الإبداع من خلال نهر الطفل، مشيرًا إلى أن الذي اختراع بسكويت الآيس كريم طفل بريطاني عندما وجد والده الشرطي مستاءً من رمي كوب الآيس كريم في الشارع، فأشار عليه بعمل بسكويت بدلاً من كوب وهذا يعد إبداعًا.

 

- الخصوصية للأطفال منذ السنوات الأولى من العمر لهم مشاعر يجب أن تحترم كالكبار، مثل خصوصية الأماكن من خلال استئذان الأب على ابنه في غرفته احترامًا له، بينما في مرحلة المراهقة تكون هناك خصوصية الأشياء والأوقات والأماكن والمشاعر، ويمكن أن تتقلص الخصوصية في هذه المرحلة من خلال التواصل والحوار البناء بين الآباء والأبناء المراهقين.

 

- الاهتمام بالبنت والثقة في الولد، وذلك من خلال تربية الأم ابنتها على أنها أنثى؛ وذلك حتى نتفادى ارتفاع نسبة الطلاق في المجتمع والموجوده حاليًّا، وكذلك تربية الولد على الاستقلالية من خلال إثبات ذاته حتى يخرج للمجتمع فردًا صالحًا يعلم حقوقه وواجباته.

 

- اللعب مع الأبناء، وذلك يعتبر تدريبًا على المهنة مستقبلاً، فنجد الطفلة تدرب نفسها على الامومة، بينما الولد يلعب بالمسدسات؛ وذلك يؤهله على المنافسة والصراع؛ وذلك لأن الله سبحانه وتعالى كتب على الرجال القتال.

 

وأضاف يحيى قائلاً: إن هناك سلوكيات أبناء طبيعية نراها كآباء سلبية وتتمثل في (كثرة الحركة- كثرة الأسئلة- حب اللعب- أحلام اليقظة- الغيرة- شجار الأشقاء)، موضحًا أنه يجب على الآباء عدم فرض السيطرة باستخدام العنف مع الأبناء في بعض المواقف، ولكن عليهم التحلي بالصبر ومعاملة الأبناء على أنهم أصدقاء، بل وأحيانًا ينزلون إلى سنهم، وهذا ما كنت أفعله مع أبنائي منذ الصغر، فكنت ألعب مع ابني وصنعت معه طائرة ورقية، فحتى الآن لا ينسى ابني هذا اليوم في أني شاركته اللعب؛ لذلك أنصح كل أب أن يحاول أن يجلس مع أبنائه وقتًا طويلاً، وأن يشاركهم أفراحهم وألعابهم ومشاعرهم، محذرًا عدم ترك الأبناء فريسة للشارع والنت مع مراعاة عدم العيب عليهم في تصرفاتهم ولا في ألفاظهم؛ وذلك لأن ابني عندي أغلى من الناس.