دعوة كريمة من الفاضل المحترم الدكتور أيمن علي المشرف على الإعلام الرئاسي، دعوة كريمة لم تكن لي وحدي بل لجميع الزملاء المحترمين المتحدثين باسم الوزارات المصرية "35 وزارة "، اللقاء كان في بيت الرئاسة كما أسماه الدكتور أيمن علي.

 

وكان الحضور كامل العدد على غير العادة لدرجة جعلت السفير علاء الحديدي المتحدث الرسمي باسم الحكومة الاقتراح مازحًا بأن تكون الاجتماعات كلها هنا في الرئاسة، وربما كان الحضور كامل العدد تجاوبًا مع الظرف العام الذي تعيشه مصر على مستوى الثورة والدولة معًا، بدأ اللقاء بترحيب من الدكتور أيمن في دقائق معدودة ثم انتقل الحديث للقديرة الدكتور باكينام الشرقاوي حول الموقف السياسي الراهن.

 

وكانت الكلمة سياسية ديمقراطية من الطراز الأول حين أكدت بكل قوة وثقة أن مصر فعلاً تعيش دولة القانون والمؤسسات والديمقراطية وبشواهد لا تدع مجالاً للشك منها حرية التعبير لدرجة تقترب من الانفلات والتجاوز و حرية التظاهر والاعتصام ومنها التحاكم لصندوق الاقتراع وهذا الكم الهائل من الأحزاب والجمعيات والائتلافات، ومنها الدستور الذي يضمن التداول السلمي للسلطة وغير ذلك بغض النظر عن قبول أو رفض بعض الممارسات، ثم كانت مداخلات الفضلاء المتحدثين باسم الوزارات المختلفة.

 

وقد لفت نظري مداخلة الزميل المتحدث باسم وزارة الكهرباء حين أكد أن العجز في الكهرباء لا يتجاوز نسبة 10% يمكن التعاطي معها بسهولة ببعض الترشيد؛ لأن بناء المحطات الجديدة يحتاج مليارات فضلاً عن فترة زمنية لا تقل عن أربعة سنوات، وأيضًا مداخلة الزميل وليد عابدين- وزارة المرافق- حين أزعجنا بأن 42% من المصريين محرومين من الصرف الصحي، ثم كانت مداخلتي التي أكدت فيها على ضرورة تعامل الحضور كفريق عمل متكامل وأن العديد من المشكلات هي مجتمعية أكثر منها وزارية وقد تكون الوزارة هي المسئول الأول لكنها بالطبع ليس المسئول الوحيد على غرار مشكلات العنف المدرسي  والغش في الامتحانات والدروس الخصوصية والمباني المدرسية وكثافات الفصول وغير ذلك، وعلى المجتمع تحمل مسئولياته جنباً إلى جنب مع مؤسسات الدولة.

 

ثم عاد الحديث مرة أخرى للدكتور أيمن الذي أكد عدة خلاصات منها، أن الحضور كلٌّ على حدة يمثل وزارته التي هي بالطبع جزء من الحكومة ومؤسسات الدولة؛ لذا يلزم التواصل بين الحضور وتبادل المعلومات الدقيقة وطرحها بشفافية وشجاعة على الرأي العام وأن الرئاسة تدعم وبقوة مؤسسات الدولة لتقديم أكبر كم من الخدمات للمواطن المصري الذي تحمل كثيراً.

 

خلاصة المسألة .. الاجتماع كان محدد النقاط والتوقيت، والإدارة بدأ في العاشرة والنصف صباحاً وانتهى مع آذان الظهر من مسجد القصر الذي كان يهز جنبات بيت الرئاسة ومعه يهتز وجداني متيقناً بأن بيتاً يرفع فيه الآذان وتقام فيه الصلاة ويعمل فيه بإخلاص وجد لهذا الوطن، لهو بيت عريق، ثابت الأركان شامخ البنيان لا تهزه الأحداث ولو كانت جسام، إنها سنن الكون التي لا تجامل أحد، حفظ الله مصر وبيت الرئاسة.