زوجتي تغيرت كثيرًا بعد الزواج، تريدنا أن نرجع إلى حالة المراهقة الأولى، ونستمر في قصة حب لا تنتهي، وتناست أن أعباء الحياة لا بد من إنجازها لتلبي ضروراتنا حتى تستمر الحياة، فهي تنتهز أية فرصة نتحدث فيها وتحول الجلسة إلى شكوى من تغير مشاعري نحوها وأنني دائمًا خارج البيت، إما في الجرائد أو التليفزيون، وأنها تشعر أنها على هامش حياتي، وينتهى الحديث بالمشاجرة ثم الصمت، وهذا ما يضايقها ويريحني، فماذا أفعل معها؟

 

تجيب عليه عزة الدمرادش خبيرة العلاقات الزوجية:

 

الأخ السائل:

 

إن صمت الأزواج يبعث الشعور باليأس لدى كثير من السيدات ويترتب على الصمت الذي تغرق فيه العلاقة الزوجية حدوث أزمة حقيقية يترتب عليها مشكلات يبدو أنها أصبحت شبه عالمية، فالصمت يؤدي إلى انعدام المشاعر بين الأزواج؛ ما يؤدي إلى كثيرٍ من حالات الانفصال؛ وذلك نتيجة أن الزواج أصبح هدفًا تبذل كل الطرق والمشاعر لتحقيقه، وبمجرد تحقيق هذا الهدف تنتهي الآمال والأحلام، وكأنَّ الغاية في الدنيا هو إيجاد شريك أو طرف آخر للحياة نستكمل معه المشوار متناسين أن هذه الشركة في حدِّ ذاتها علاقة مقدسة لها مقومات وحقوق وواجبات، والأهم من الوصول للهدف (الزواج) هو الحفاظ على هذا الزواج ليتم ويستمر قائمًا على المودة والرحمة التي وضعها الله سبحانه وتعالى لتستقيم الحياة الزوجية، والمفروض مع دوام العشرة يزداد الارتباط والتفاهم ويعرف كل طرف أنه لا يتعامل مع طرف آخر، بل يتعامل مع (أنا)، وكأنهما أصبحًا واحدًا في واحد وليسا اثنين في واحد، ولا يتم هذا إلا بتخلب كل طرف عن شيء من (الأنا) مع مراعاة حقوق الطرف الآخر.

 

الأخ أحمد: لا تفكر ماذا تريد منها فقط، بل فكر ماذا تريد هي منك وماذا تحتاج، وليكن هذا تفكيرها هي أيضًا، فالمرأة تشعر بالرضا عن زوجها إذا وفَّر لها الأمان، فلا يبخل عليها ولا يُسيء معاملتها أو يُدخل في حياتها امرأةً أخرى أو حتى مجرد إثارة غيرتها، وهذا شأن كثير من الرجال ظنًّا منهم أن هذه الطريقة تشبع غرورهم، على العكس تمامًا إثارة غيرة المرأة من عوامل الإحباط النفسي، وفقد الثقة في الزوج وعدم الشعور بالأمان، ولربما تسقط صورة الزوج في نظرها ويفقد احترامه وحبه في قلبها.

 

واعذرني إذا قلت لك إنك في هذه المشكلة المسئول عن شكوى زوجتك المستمرة من صمتك ومن شعورها بالتهميش؛ لأنك نسيت أن الحياة أخذ وعطاء، وأن الحب والمشاعر بين الزوجين يمد الحياة الزوجية بالحياة والاستمرار والقدرة على تخطي الصعاب، ودون هذه المشاعر لا يبقى شيء نعيش من أجله وتتحول الحياة إلى روتين جاف ممل سرعان ما ينتهي بالخلافات المستمرة لأتفه الأسباب وسرعان ما يؤدي إلى التفكير في الانفصال؛ لأنه ليس بداخل النفس مشاعر تقوى الارتباط ومن أجلها تذوب المشكلات المادية، ويبدأ كل طرف يبحث عن السعادة في أي شيء آخر، وتهون في نظره تلك العلاقة المقدسة التي لم يحسن رعايتها، ولتكن لك في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، فلم يمنعه حمل الدعوة وتحمل مسئوليات أمة بأسرها من أن يكون خير زوج وخير مؤنس لأهل بيته، فليتنا نقتدي به صلى الله عليه وسلم.

 

وأخيرًا، وباختصار انطق ولن يكلفك التعبير عن مشاعرك إلا كلمات بسيطة تشعرها بأنوثتها وآدميتها والكلام ليس بالمال.. وسوف نرى النتيجة.