في يوم النصر هتف الشعب مكبرًا خلف الجيش الله أكبر.. اليوم الشعب يُكبِّر في وجه أبنائه من الجنود والضباط.. يوم النصر كانت عملياتنا العسكرية للعبور باسم المآذن العالية واليوم جنودنا يقصفون مآذن المساجد العالية بالرصاص يومها كان عدونا هم اليهود.. شيء من الخجل ماذا حدث هل نشتري السلاح من أقواتنا ليوجه إلى صدورنا العارية هل تبدَّل كل شيء حتى عدنا نحن العدو مَن يستحق الموت؟!.
إن مواجهة الجيش مع الشعب ستكون فصلاً في طريق انهيار الدولة إن لم تتعلم من التاريخ.. فالجيوش لا تتنصر أبدًا على الشعوب.. انتصر أحرار السويس على الجيش الصهيوني.. وصمدت بورسعيد أمام العدوان الثلاثي.. فضلاً عن إنك تجر الشعب لمواجهة مع أبنائه.
الجنرال الذي حوَّل ثوره يناير إلى ذكرى في عقول المصريين بانقلابه، وسطرًا في التاريخ، وقضى على روحها وأصرَّ مكابرًا أن يعود بمبارك ورجاله إلى سدة الحكم.. الرجل الذي قضى على طموح الشعب وعلى أمله في أن يعيش حرًّا.. الرجل الذي اعتاد عبودية مبارك.. لم نكن نظن أن رجل مخابرات مبارك وأن من وثق فيه مبارك لن يكون يومًا للشعب.
ذلك حينما يسقط القائد في قراءة الحدث وحينما يخطئ القائد في تقدير المواقف.. إن كان هان عليك رئيسك الأعلى وانضباطك وشرفك العسكري الذي نحفظه نحن الجنود.. من قضى يومًا في العسكرية يُدرك أن الموت أهون من الغدر والخيانة، وأن شرف الرجال دونه الحياة.. هل سبقت أذانك نداءات الفلول والفاسدين والفنانات نداء أبناء الوطن الشرفاء.. حينما تضع الشعب في مواجهة الجيش فأنت تصنع سقوطًا مدويًّا لعلاقة كبيرة صبر فيها الشعب على إخفاقات جيشه مرات، وفرح معه عند نصره على العدو.
حينما ترى الشعب اليوم خارجًا يرفض انقلابك.. لن اطلب منك الانتحار مثلما فعل قائد الجيش الياباني الشريف، فذلك شرف القادة الذين لا يخسرون شعوبهم.. هل تستطيع أن تستجمع شرفك العسكري لتخرج معتذرًا إلى الشعب وإلى رئيسك وقائدك الأعلى قبل أن يُسجلك التاريخ كأسوأ قائد عسكري خان وطنه.. فالشعب وقف مع جيشه في نكسته وفرح له في نصره، لكن الشعب لا يقبل بالخيانة أبدًا.
أبناء أتاتورك مَن يهدمون الإسلام في النفوس بالقبض على الحرائر على بناتنا، ويقصفون المنابر ويمنعون العلماء ويقتحمون البيوت، ويوقفون ويعتقلون الرجال في السجون لإرضاء الفاسدين.. كنا ننتظرك يومًا لنضيفك إلى قائمة الرجال أعظم القادة العسكريين أمثال محمد نجيب وسعد الدين الشاذلي... أين أنت الآن.
دومًا ما تكون نهايتهم بأيدي شعوبهم.. ارجع وإلا ستدهسك أقدام الشرفاء.. إن لم تعِ الموقف فلن تكون أسوأ قائد عسكري في تاريخ مصر فقط.. فقد لطخت العلاقة الأبية بين الجيش والشعب بالدماء.
ستكون كلماتنا نارًا على صدور الخائنين غير خائفين ولا مدبرين.. رجال تحب لتموت في عزٍّ وشرف (ألا إن نصر الله قريب).
----------