كيف سيرى أحفادنا بل أحفاد الأمة أجدادهم الذين يعيشون هذه الفترة العصيبة من تاريخ أمتنا?

 

رغم أن كل إنسان مسئول عن نفسه، إلا أن الله شاء ولله الحكمة البالغة أن النتائج تعتمد على أسباب ولعل من أجمع هذه الأسباب هو العمل الجماعي.

 

وكما ورد أن الله قد يهلك قرى وفيها صالحون, إذا عم الخبث

 

لذا ليس من المهم فقط أن تكون رافضًا للانقلاب وتبذل جل جهدك لرفع الظلم بكل الأدوات السلمية ولكن حتى تتحقق سنن الله عز وجل لا بد أن يشاركنا كل مصري ولا يكتفي بعدم موافقته على ظلم الانقلابيين حتى وإن قام الليل يدعو فهذا عمل جليل نسأل الله أن يتقبله منه ولكن لا بد من الأخذ بأسباب رفع اغتصاب العسكر للسلطة وتكثيف سواد المعارضين لظلم بالمشاركة الفاعلة وإلا فهو يعطي الفرصة للقوى الغاشمة بالفتك بالمعارضين السلميين.

 

إن المشاركة في وسائل المعارضة السلمية من تظاهرات ووقفات احتجاجية والمقالات والتعليقات سواء من خلال الشبكات الاجتماعية أو وسائل الإعلام...... هي فرض بقدر إمكانيات كل مصري وقد رأيت ورأينا جميعًا عبر القنوات الشريفة مثل "الجزيرة والقدس والأقصى" وغيرها الكثير من ذوي الإعاقات البدنية يشاركون وكتبت واصفًا هذه المشاهد الرائعة أن الإعاقة الحقيقية في النفوس المريضة والعقول العفنة, كما إنني رأيت أثناء مشاركتي في إحدى المظاهرات أثناء جلوسي لبعض الراحة وأنا في منتصف العقد السابع من عمري ما أخجلني وجعلني انتفض متابعًا السير في المظاهرة رأيت شيوخًا وعجائز في مراحل متقدمة جدًّا من السن يستندون إلى أحفادهم أو عصي يشاركون بكل همة وإصرار حتى يعبروا في يمكن آخر فرصة تتاح لهم عن رفضهم لذل العبودية وأملهم أن يذكرهم أحفادهم بكل فخر إن أجدادهم شاركوا في مسيرة الحرية والكرامة ولم يخنعوا لحكم العسكر وجنوا هم ثمرة هذه الجهود المباركة!!!

 

وأنت أيها الأخ المصري الكريم فهل سيذكرك أحفادك بكل فخر واعتزاز لأنك بذلت الجهد لدفع الظلم وشاركت في بناء مصر التي سينعمون فيها بمشيئة الله بالكرامة والعزة مهما كلفك ذلك حتى لو قدمت حياتك ثمنًا لهذه الحياة المنشودة وحتى يقطفون ثمرة الحياة كما أرادها الله لعباده، لا طغيان ولا استبداد ولكن كلنا سواسية أما دستورنا الذي أقررناه بإرادتنا الحرة.

 

أم ستكون أسيرًا لمنصبك وجاهك وسلطانك أو تابعًا خنوعًا للعهر والكذب والبهتان والإفك الذي تبثه قنوات الصرف غير الصحي وأنت كالأبله تردد ما يقولون دون وعي أو حتى محاولة فهم أو تعقل ما يقولون أو ستجبن وتخاف وتقول: "آهه عيشه وخلاص, لقد أحكم العسكر الباردة فوق رؤوسنا ومن يستطع أن مقاومتهم?"

 

بهذه النفوس المريضة والعقول العليلة التي عشش بها الضعف والهوان التي لا ترى من الحياة غير مجرد إشباع شهوات البدن يراهن عليها العسكر أنهم يعتقدون أن 60 سنة من النظام الأمني القمعي المستبد، قد أفسدت النفس المصرية فألفت العبودية! وأن شمس الحرية تعميها....! فوظفوا هؤلاء الحثالة من العبيد في الإعلام الذي كرس له غير الشريف مسئول المتعة الخسيسة في جهاز مخابرات الهالك صلاح نصر وأوكلوا إليهم قيادة مفاصل الدولة من ثقافة- بعد أن ظل على أنكابها وزير شاذ أكثر من 20 سنة- وقضاء- يرث فيه الأبناء مناسب آبائهم- وشرطة وجيش وتعليم وووو. حتى الأزهر الشريف والإفتاء لم يسلم من التدنيس حتى يجدوا الديكور الديني من مشايخ السلطة يضحكون بهم على البلهاء.

 

إن أردت أن تكون من هذه الفئة الظالمة (نعم لأنه من رضي بظلم الظالمين فهو منهم) فسيذكرك أحفادك بكل خزي وسوء

 

فالفرصة ما زالت أمامك والقرار قرارك. إن تقاعسك عن التعبير عن رأيك بالمشاركة في كل الفعاليات التي ترفض الانقلاب هو تأييد للظالمين وتقوية لشوكتهم على الحق.
إن النصر بفضل الله آت لا يتوقف علي أو عليك ونسأل الله ألا نتخاذل فستبدلنا الله ويأت بقوم آخرين ولا يكونون أمثالنا من الخزي والتخاذل, بل ندعو الله أن يرينا الحق حقًّا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه وأن يستعملنا في طاعته.

 

وإنا بمشيئة الله ماضون على طريق الحق ولن يمر يوم يهنأ فيه الانقلابيون براحة ويشعروا أن المصريين قد خنعوا واستكانوا لهم ما دام في القلب نبض فقد قررنا نحن المصريين أن عهد الذل والقهر والقمع الأمني لن يعود وسنبني لأحفادنا مصر الحرة الأبية العزيزة بدينها الذي ارتضاه الله لعباده.

 

إن مصر تطلب منك أن تكون مصريًّا فأهلاً بك في موكب الأحرار.