الطلاب: سنبهر العالم بإسقاط الانقلاب الغاشم

د. سيف عبد الفتاح: اقتحام الجامعات يؤكد رعب الانقلاب من الشباب

د. يسري حماد: محاولات وأد انتفاضة الطلاب فاشلة والانقلاب يحتضر

تحقيق: سماح إبراهيم

 

القتل والتعذيب والاعتقال والركل حتى الموت والدهس بالمدرعات والسيارات، لم ينجح في إخماد ثورة الطلاب التي اجتاحت الجامعات المصرية.. المارد الطلابي لن يوقفه أحد.. بركان الغضب تفجر بين أروقة الجامعات ليزلزل أركان الانقلاب العسكري الدموي ويقذف الرعب في قلوب الانقلابيين، خاصة بعد انضمام جامعة الأزهر بفروعها على مستوى الجمهورية إلى ركب الجامعات الثائرة– بعد أن أجل الانقلابيون الدراسة بها لأكثر من شهر- فأصابتهم حالة من الجنون دفعتهم لاقتحام الجامعات وإطلاق الرصاص وقنابل الغاز على الطلاب الثائرين، بل دهسهم واعتقال الطلاب والطالبات وسحلهم داخل الحرم الجامعي.

 

وقف شبيحة الانقلاب العسكري عاجزين أمام صمود الشباب الثوري الذي حمل على عاتقه مسئولية الدفاع عن الشرعية, فقرر العسكر أن يقود حملة دموية لإرهاب الطلاب في أول يوم درسي لهم بجامعة الأزهر، فانتهكوا حرم الأزهر لتفريق الطلاب الثائرين ضد العسكر قنابل الغاز المسيل للدموع واعتقال 9 طلاب لإثارة الرعب داخل صفوف الطلاب.
كما قامت قوات الانقلاب بإطلاق الرصاص الحي بمحيط التعليم العالي باتجاه الطلاب، وإلقاء القبض على العديد منهم وملاحقة العشرات أمس في مشهد بوليسي لا تقوم به إلا قوات الاحتلال!!

 

في جامعة طنطا لم يكتف الأمن باعتقال الطلاب فحسب، بل قاموا بسب طلاب كلية تجارة بأقذع الشتائم وطردهم من المسجد لإغلاقه؛ بحجة انتهاء وقت الصلاة, إعمالاً لتصريحات الانقلابي السيسي "أي حاجة بتغضب ربنا إحنا معاها وبندعمها".

 

وتعرض طلاب جامعة كفر الشيخ الرافضون للانقلاب العسكري الدموي، لعملية دهس من قبل إحدى سيارات النقل العاملة داخل الجامعة، أثناء تنظيم الطلاب لتظاهرة حاشدة أمام كليتي الهندسة والعلوم؛ لإعلان رفضهم للانقلاب العسكري والمطالبة بعودة الشرعية. وأمام تلك الجرائم الانقلابية أصدر طلاب بجامعة الأزهر بالقاهرة، أمس الإثنين، قرارًا بتعليق الدراسة بعدد من كليات الجامعة، منها الهندسة بفرعيها (البنات والبنين) والصيدلة (بنات وبنين) والدراسات الإسلامية (بنات) والطب (بنات)، معلنين الإضراب العام داخل الحرم الجامعي "تنديدًا بالانقلاب العسكري، واعتقال الطلبة والطالبات".

 

"إخوان أون لاين" يناقش إفلاس الانقلاب ولجوئه إلى اقتحام الحرم الجامعي وإطلاق الرصاص والغاز السام واعتقال الطلبة والطالبات من داخل الجامعات المصرية الثائرة ضد الانقلاب الدموي.. فإلى التفاصيل:

 

أجراس الثورة

 

الدكتور سيف عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة يرى أن اقتحام قوات أمن الانقلاب حرم جامعة الأزهر والتعليم العالي أمس وقمعهم الطلبة بإلقاء القنابل المسيلة للدموع، يفسر تخوفات الانقلابيين من طوفان الثورة الشبابية التي ستعصف بانقلابهم, مشيرًا إلى أن الشباب بعد أن فقدوا الأمل في حياة ديمقراطية وتعرض زملاؤهم لأشد أنواع التعذيب بمجازر دموية لم يعد ترهبه دبابات أو رصاص أو بطش أو تنكيل من قوى الانقلاب.

 

ويوضح أن قطاع الشباب له دور كبير في الحراك السياسي فهم أعمده المجتمعات وقادة الثورات, والانقلاب يعيش في مرحلة ترقب من موجة الغضب الطلابي التي تتزايد وتيرتها بشكل سريع بسبب جرائم ومذابح حكومة الانقلاب الدموي, موضحًا أن جامعة الأزهر لها طابعها الخاص فالطلاب استطاعوا أن يعبروا عن موقف الأزهريين الرافض للانقلاب بعدما تخاذل أحمد الطيب عن دوره.

 

ويعبر د. سيف عبد الفتاح عن استيائه للكذب الإعلامي الذي تمارسه قنوات إعلام الانقلاب في تناولها للأحداث وبعدها عن الحيادية خلال تغطيتها ونفيها أي اعتداءات لقوات الداخلية داخل حرم جامعة الأزهر، مشيرًا إلى أن هناك صور القنابل المسيلة للدموع واعتداءات الشرطة العسكرية على الطلاب بمدرعاتها، ومع ذلك تنفي داخلية الانقلاب والإعلام المضلل أفعالهم المشينة.

 

ويشدد على أن الحراك الطلابي في الجامعات المصرية أصاب الانقلاب بالجنون بعدما رأوا أن الموقف الشعبي للطلاب بشكل عام والأزهريين بشكل خاص قادر على دحض المواقف الرسمية لإدارات الجامعات الموالية للانقلاب والمنتفعة من وجوده.

 

ويستنكر إرهاب سلطات الانقلاب الطلاب ومنعهم من ممارسة حقهم في التظاهر السلمي والتعبير عن آرائهم بحرية, قائلاً "عندما يقفز نظام على السلطة عبر الدبابة، لإقناع العالم بأن 3 يوليو ليس انقلابًا عسكريًّا ولكنه استجابة لمظاهرات شعبية وبعد ذلك بثلاثة أشهر يقوم ذلك الانقلاب بسن تشريع يمنع التظاهر, فكيف لنظام أتى بالتظاهر يمنع التظاهر!

 

محاولات فاشلة!

 

ويقول الدكتور يسري حماد نائب رئيس حزب الوطن، إن مداهمة قوى الانقلاب للجامعات يعد غزوًا انقلابيًّا لإرهاب الطلاب وبث الفزع في قلوب أسرهم لمنعهم من المشاركة في تحرير أوطانهم، موضحًا أن حملة الاعتقالات التي تنتهجها قوات أمن الانقلاب لن تحل الأزمة الراهنة.

 

ويبين أن طلاب وأبناء ونساء ورجال مصر لن تغمض لهم عين إلا بعد رحيل رءوس الظلام, وطغاة الفساد ومن قتل خيره شباب مصر الذين تم اغتيالهم على يد ميليشيات الانقلاب.

 

ويراهن على عزيمة الطلاب وصمودهم أمام تلك الإجراءات القمعية والتعسفية، مشيرًا إلى أن هؤلاء الطلاب يمثلون صداعًا في رأس الانقلابيين, فلا توجد قوة تمنعهم من القصاص لمقتل واعتقال زملائهم وأساتذتهم الذين نكل بهم خلف أسوار السجن وتعرضوا لأشد أنواع التعذيب.

 

ويستطرد: "هؤلاء الانقلابيين أجرموا في حق الشعب المصري ولا بد من محاسبتهم فمصر في عهدهم تحولت لسجن كبير, فسجون الانقلاب لم ترحم طفلاً أو شيخًا أو امرأة".

 

سلميتنا أبهرت العالم

 

ويدين حازم طارق المتحدث باسم حركة طلاب ضد الانقلاب الممارسات القمعية التي تمارسها قوى الانقلاب وانتهاكهم الحرم الجامعي لجامعة الأزهر واقتحام وزارة التعليم العالي واعتداءهم على الطلاب داخل الجامعة، فقط لكونهم خرجوا بمسيرات سلمية للتعبير عن رفضهم للانقلاب.

 

ويصف ما يجري في ساحات الحرم الجامعي من اقتحام بقنابل الغاز وملاحقة للطلاب بأنه تعدٍ سافر على كل الحقوق والحريات، مطالبًا بالإفراج الفوري عن كل الزملاء المعتقلين والتحقيق في تلك الأحداث.

 

ويضيف أن ما يجري الآن من حمله اعتقال ومطاردة لطلاب مصر، يعد الجزء الثاني من مسلسل عودة دولة مبارك البوليسية, مشيرًا إلى أن الطلاب لن ترهبهم تلك الإجراءات الانقلابية القمعية وأنهم مستمرون في ثورتهم ضد الانقلاب حتى زواله وتطهير البلاد من فاشية النظام العسكري وعودة الشرعية.

 

ويتساءل: أين أحمد الطيب ورئيس جامعة الأزهر أسامة العبد من تلك الاعتداءات والانتهاكات للحرم الجامعي؟.. أم هي أصبحت حكرًا لتلميع قادة الانقلاب!

 

ويؤكد أن طلاب مصر في القريب العاجل سيبهرون العالم بإسقاط الانقلاب الدموي بكل سلمية، ولن تنحرف للعنف مهما دفعها قادة الانقلاب إليه.