- د. فاروق أبو زيد: الموضوعية أهم خصائص إعلام الإخوان

- ضياء رشوان: كان هناك نوع من التنافر بين المواقع الفرعية

- د. صفوت العالم: الإخوان استفادوا إعلاميًّا من الهجوم عليهم

- عاصم شلبي: الاعتماد على المحترفين جعل إعلامنا في المقدمة

 

تحقيق: أحمد رمضان

في أقل من أسبوع واحد صدرت عدة تقارير بعضها رسمي كتقرير المجلس القومي لحقوق الإنسان والبعض الآخر لمنظمات حقوقية، كما عُقدت أكثر من ندوة ومؤتمر متخصص حول تقييم الإعلام في انتخابات مجلس الشعب المصرية الأخيرة، والكل- رصد سواءٌ الإعلام المرئي والمسموع- العديد من الصور والمشاهدات فيما يتعلق بالأحداث الجارية وتفوُّق إعلام الإخوان المسلمين عن غيره، متمثلاً في موقعهم "إخوان أون لاين" رغم التضيق الإعلامي الذي تمارسه السلطة ضدهم؛ للحيلولة دون امتلاكهم وسيلةً إعلاميةً يستطيعون من خلالها طرح برامجهم وأفكارهم.

 

ورغم الهجوم غير المبرر على الإخوان في التلفزيون تفوَّق إعلام الإخوان المسلمين بدايةً من وسائل الدعاية التي بهرت الجميع في الانتخابات البرلمانية الأخيرة ومرورًا بالمواقع المنشأة على النت والخاصة بإظهار الصورة الإعلامية لإخوان المحافظات، ووصولاً إلى موقع "إخوان أون لاين" الذي تفوَّق على الجريدة التي كانت تنقل عنه معلوماتها بخاصة خلال الانتخابات الأخيرة.

 

حاولنا اجتلاء الصورة ومن ثم توضيحها لوضع إعلام الإخوان المسلمين في مكانته بين الوسائل الإعلامية الأخرى والذي تفوق عليها والتي تمتلكها الحكومة والحزب الوطني.

 

إدارة ناجحة

في البداية يؤكد الدكتور فاروق أبوزيد- عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة سابقًا- أن الإدارة الإعلامية والدعائية للإخوان تفوَّقت وبشكل يدعو للانبهار على كل وسائل الإعلام الأخرى المنافسة لها، وأضاف أن إعلام الإخوان التزم بالموضوعية واحترام الآخر؛ ولذلك فقد اكتسب مصداقيةً غابت عن إعلام الحكومة والوطني.

 

وأرجع تخلف الإعلام المصري إلى تسلطه وعدم احترامه لمبدأ التعددية، وضرب مثالاً بأحد البرامج "حالة حوار" الذي كان ينال من الإخوان ليل مساء وتوجيه نقده اللاذع لهم دون استضافة أحد من الإخوان للرد على هذه المهاترت؛ بدعوى أن الجماعة محظورة ومنحلَّة.

 

وقال الدكتور أبو زيد إن من أسباب تفوق إعلام الإخوان أن إعلام الحكومة موجَّه وسلطوي, والمشاهد والقارئ لم يعد ينسجم مع هذا النوع من الإعلام، فأخذ يبحث عن البديل الذي تمثل في إعلام الإخوان.

 

تعبئة الشارع

ويرى الدكتور سامي الشريف- الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة- أن الإخوان نجحوا في تعبئة الشارع، وهذا أعظم دليل على نجاح إعلامهم وتميزه، كما استفاد الإخوان من الحملات المسمومة التي شنها خصومهم فزادت من شعبيتهم وكانت أحد الأسباب في ذلك، واستغلها إعلام الإخوان لإظهار الصورة الحقيقية.

 

واستشهد بكلام المرشد العام للإخوان محمد مهدي عاكف الذي شكر الصحفيين على نقدهم اللاذع للإخوان،  وهو ما كان سببًا في حشد كثير من الناس لصالح الإخوان أنفسهم، متعاطفين مع هذا الفكر المضطَّهَد والذي يجري الهجوم عليه دون مبرر.

 

الدقة والتميز

ومن جانبه قال ضياء رشوان- الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية الإستراتيجية- إن الإدارة الإعلامية للإخوان كانت في غاية الدقة والتميز، وأضاف أن الإعلام تعامل مع مرشحي الإخوان ككتلة واحدة، فظهر مثلاً في المواقع الإقليمية مرشحو إخوان الإسكندرية مجتمعين في صورة واحدة، ووجدنا إعلامهم يوجه هؤلاء المرشحين كي يذهبوا لحضور مؤتمرات بعضهم البعض على غير الحزب الوطني الذي لا توجد صلة بين مرشح في مركز أوسيم.

 

وذكر أن هؤلاء المرشحين أخذوا غالب الأصوات التي تسمى بالعقابية, والتي كانت ترفض الوطني وسياساته القميئة والفاشلة، فكانت تذهب للجميع دون تفريق؛ لأن إعلامهم تعامل مع الجميع ولم يتعامل مع مرشح دون آخر.

 

وقال رشوان إن الإخوان أبدعوا في وسائل دعايتهم، وضرب مثالاً باللافتات وشكلها حتى الخطوط التي كانت تُكتب بها هذه اللافتات, علاوة