آن الأوان لكي يغير المصريون العاملون بالخارج إستراتيجية تأثيرهم، وأعني بذلك المصريين الفاعلين، سواء الإسلاميون أو الاتجاهات الوطنية الأخرى الخائفون على هذا الوطن.

 

- لقد بُنِيَت الخلفية الذهنية لهؤلاء المخلصين على المحاور الآتية :

1-الدعم التصويتي في الاستحقاقات الديمقراطية لكل ما يتقدم بالوطن إلى الأمام .

2-الدعم المالي لاقتصاد الوطن عبر التحويلات التي تعد أحد المصادر الثلاثة الكبرى للاقتصاد المصري، بالإضافة لبذل الجهود في جلب الاستثمارات الأجنبية.

3-في البلاد الأكثر حرية (أوروبا وأمريكا) يقوم المصريون بالفعاليات السياسية التي تؤيد ثورتهم، ويحاولون التأثير في بعض القيادات السياسية لتبني المواقف المنحازة لمصالح مصر الإستراتيجية.

4-في البلاد العربية (وهي أصل موضوعنا) ينكمش الدور السياسي للمصريين ويحاولون الحفاظ على روابط مصرية فاعلة، والحفاظ على الكيان الأسري والمهني والأخلاقي للجاليات المصرية هناك.

والآن ينبغي أن تتغير (العقلية المصرية) للنشطاء العاملين بالخارج.

 

وأرجو أن تتم المراجعة بحيث:

أولاً: ألا يعتبر الهاجس الأمني هو الضابط الوحيد المحرك للمصريين بالخليج، وعليهم أن يفكروا في أن إخوانهم بمصر قد أصبحوا يساوون رصاصة بعشرة جنيهات يطلقها بلطجي أرعن فتُغِّيب روحًا وثَّابة بالموت،

 

- ودون ذلك فقد أصبحت وظائفهم وبيوتهم وأموالهم تحت الحصار والتشديد والتشريد، ولا يمكن أن يظل دعمهم بالدعاء أو بالمال فقط، فقد تغيرت معادلة التضحيات ولم تعد مجرد ابتلاءات مقدور عليها، ومن هنا وجب أن تتوازى تضحيات المغتربين مع الثوار، وينبغي تدبر الأمر لنقلة حركية عالية السقف تستعد لتضحيات من كل نوع، وأن تراجع جدول الاحتياطات الأمنية  لتتحرك وفق أجندة مصلحة الوطن، لا وفق تأمين الفرد.

 

ثانيًا: أن تبدأ الرموز المصرية في إعادة صياغة تأمين أموال وحقوق المصريين لكي يضمنوا سندًا متينًا لمصالحهم يدفعهم لمزيد من الحراك الداعم لثورة بلادهم، فتضمن أن يكون لدينا صف مصري مقدام كما نضمن بذل المستطاع من وسائل ضمان أمنه وماله وحقوقه.

- وطَلَبُنا للمصريين بالتضحيات، ليس دفعًا للتهور أو الانتحار، وإنما هو رغبة في تعديل أولويات الجهاد وتكاليفه.

 

ثالثًا: تغيير إستراتيجية العمل مع عموم المصريين؛ من مجرد حمايتهم أخلاقيًّا وأسريًّا ونشر الدعوة بينهم، إلى حشدهم لدعم ثورتهم، واستنفار الفكر الإبداعي لهذا الحشد؛ بحيث يستخدم كل إمكانيات المصريين للتأثير في البلد الذي يقيمون فيه، سواء أكان التأثير في مواطني هذا البلد أو حكامه، وبحيث نضمن مساندتهم جميعًا للثورة أو تحييدهم، أو فضح أنظمتهم الداعمة للانقلاب.

 

رابعًا: التخطيط لنقل الربيع العربي إلى كل البلاد العربية، بما ينُتج:

أ‌-   وصول رياح التغيير الإيجابي لإنهاض كل الدول العربية وإدخالها إلى عالم الاستقلال.

ب‌-  شغل كل نظام حاكم بنفسه؛ بحيث يخشى من التدخل السلبي في شئون دول الربيع العربي الرائدة، فهذا التدخل سيجني من ورائه كراهية هذه الشعوب وستصله الرسالة بأن هذه الشعوب لن تسكت بل ستعمل على تأليب شعوب الأنظمة الديكتاتورية على حكامها.

أخيرًا.. إن التغيير الجوهري الذي نطمح إليه من المغتربين، هو التحول الجماعي إلى دعم الثورة وحصار الأنظمة الاستبدادية، ونعلم ما في هذا من مخاطر، ولكن ما لم تكن هنالك جسارة في الانتقال من حالة الكمون إلى حالة الصدع بالحق فلن يكون هناك دعم حقيقي.

- إن الثوار ينتظرون تصرفات يائسة كبيرة من الانقلاب، فبعد إفشال كل خططه لم يعد أمامه إلا المزيد من القتل والاعتقال والمطاردة، وما لم يتحرك المصريون المغتربون لتحجيم الآثار الدموية للانقلاب فسيتحمل إخوانهم في مصر الفاتورة وحدهم.

ولا نظن في إخواننا المغتربين إلا خيرًا.

والحمد لله فقد قرر الطاغية أن يكون رئيسًا لمصر؛ مما سيشعل المعركة ويقرب النصر.. ويعظِّم التضحيات.

-  لقد كافحت المنظمات اليهودية وأنفقت الغالي والنفيس، وبذلت كل الجهود لإقناع اليهود بالهجرة إلى فلسطين تاركين استقرارهم وحياتهم الرغدة ليدخلوا في معارك دائمة مع جيران يكرهونهم، وليتحولوا جميعًا إلى جنود بجيش الاحتلال.. كل هذا ليحققوا حلمًا مستحيلاً.

- وحلمنا نحن بسيط ومشروع وبين أيدينا.. دولة مستقلة، ومواطن عزيز، وهوية محترمة.

ألا يستحق هذا قرارات مصيرية فى حياتنا؟

مكملين..

لا رجوع..

----------

[email protected]