لم يكن خبر إقصاء اللواء أحمد وصفي من قيادة الجيش الثاني مفاجئًا، بل متوقعًا من سفاحٍ انقلب على من عينه ورفع رتبته، أن ينقلب أيضًا على رفيقه في الانقلاب، بل والذي تردد في بعض الأحيان أنه عرض عليه تولي منصب وزير الدفاع قبل الانقلاب بأيام ولكنه خان وباع وركن إلى الانقلابي السيسي الذي، جعله أول كبش داخل الجيش ولن يكون الأخير، في ظل حالة الرعب التي تتملك قائد الانقلاب، ويؤخر استقالته من وزارة الدفاع، ليحقق أحلامة السوداء.

 

ولم تشفع تصريحات اللواء أحمد وصفي، القائد السابق للجيش الثاني الميداني، حول تأييده للانقلابي عبد الفتاح السيسي، حينما قال: "هنطلب من مين غير كبيرنا يخوض الانتخابات الرئاسية"، من نقله لوظيفة إدارية داخل المؤسسة العسكرية بتوليه رئاسة هيئة التدريب.

 

مصادر مُقرَّبة من المؤسسة العسكرية، قالت، إن وصفي أثار حفيظة قيادات المجلس العسكري بطلبه تولي رئاسة الأركان عقب تولي الفريق صدقي صبحي وزارة الدفاع حال خوض السيسي الانتخابات الرئاسية.

 

وقال الدكتور يسري العزباوي، الخبير بمركز الأهرام للدراسات، : "إن الترتيبات الاستثنائية التي أقدم عليها السيسي، في إطار إعادة ترتيب الأوضاع الداخلية قبل ترشحه للانتخابات الرئاسية المزعومة بحيث يحد من أي خلافات قد تنشأ خلال الفترة المقبلة".

 

واضاف: "إن وصفي ربما يكون له رؤية مغايرة لخط الانقلابيين، لرفض تدخل القيادات العسكرية في الشأن السياسي، سواء بترشح الانقلابي السيسي أو غيره، لعدم الزج بالجيش في النزاع السياسي، لافتا إلى أن تصريحات وصفي، التي قال فيها: "لو ترشح السيسي للرئاسة قولوا على 3 يوليو انقلاب، سبب جانب كبير من الغضب على وصفي، خاصة وان الانقلابي السيسي سيخوض مسرحية الانتخابات الرئاسية الهزلية".

 

وأضاف: "أنه أحرج المؤسسة العسكرية الانقلابية كلها بهذه التصريحات، وهو أمر لا يحبذه القادة الإنقلابيين بالحديث عن أمور مستقبلية".

 

وقال حاتم أبو زيد، المتحدث باسم حزب الأصالة والقيادي بالتحالف الوطني لدعم الشرعية، إن الإطاحة بوصفي أمر متوقع، لأن الانقلابيين السيسي وصدقي صبحي يريدان الإطاحة بأي شخصية لها طموح داخل الجيش، وهو في إطار صراع الأجنحة.

 

وأضاف أبو زيد، أن نقله لعمل إداري في إطار أن يكون عبرة لكل اللواءات والقيادات التي تغرد خارج السرب، وهو إنهاء لمسيرة وصفي في قيادة الجيوش.

 

وتوقع أن يسفر نقل وصفي من منصبه عن حالة غضب داخل الجيش الثاني الميداني، وهو ما قد يؤثر على وحدة الجيش، محذرا من استمرار تدخل الجيش في الشأن السياسي.

 

ثورجية الانقلاب

أحمد وصفي وإن كان اول أبناء الإنقلاب الذين أكلهم داخل الجيش، فليس هو الاول من أبناء الانقلاب الذين أكلوا، فلم تمر شهور قليلة على الانقلاب الذي شارك فيه وأيده بعض الشباب المنتسب لثورة يناير أمثال (أحمد ماهر مؤسس حركة 6 أبريل، احمد دومة، محمدعادل القيادي بحركة شباب 6 أبريل) حتى ابتلعهم الانقلاب داخل سجونه؛ حيث قضت محكمة جنح عابدين، المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة بحبسهم، 3 سنوات وغرامة 50 ألف جنيه لكل منهم، لاتهامهم بـالاعتداء على القوات واستعراض القوة أمام محكمة عابدين وإتلاف منشآت عامة وخاصة وإصابة أفراد القوات المكلفة بتأمين المحكمة.

 

محاولات اغتيال

لم يقف الأمر عند حد حبس الانقلابيين لرفقائهم في الانقلاب، بل محاولة اغتيالهم كما حدث مع الفريق سامي عنان الذي تعرض لمحاولة اغتيال في العاشر من مارس الجارى أمام مقر حملته الانتخابية في الدقي، والذي جاء عقب إعلانه منافسة الانقلابي السيسي على كعكة انتخابات الرئاسة الهزلية، ومن ثم أعلن بعدها عنان في مؤتمر صحفي عدم خوضه الانتخابات بعد ضغوط تعرض لها.

 

الخمورجي

لم يخف على الجميع الدور الذي لعبه "عبده مشتاق " أو حمدين صباحي وجبهة الانقاذ في الانقلاب على الرئيس مرسي ودعم العسكر، ثم جاء بعد ذلك الانقلابي السيسي ليقول عنه في إحدى التسريبات التي نشرت له أنه "خمورجي" حينما خرج حمدين صباحي من اجتماعة مع السيسي واعلانة ان السيسي لن يترشح للرئاسة،فرد السيسي عليه وقال مين قال للخمورجي دة اني مش هترشح".

 

تسريب الانقلابي السيسي:

http://www.youtube.com/watch?v=qDWzYe7k7MM

ليس هذا فحسب بل شن إعلام الانقلاب حملة شديدة ضد الانقلابي حمدين صبحي لأنه أعلن منافسته للسيىسي على حكم مصر الذي يحلم به عبد الفتاح أوميجا، ويشتاق إاليه صباحي.

 

مذيع أمن الدولة يهاجم الانقلابي حمدين صباحي:

http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=NV5qCzGA74U

 

ممنوع من السفر

وفي مفاجئة من العيار الثقيل كشف المحامي عمرو عبد الهادي القيادي بالتحالف الوطني لدعم الشرعية رفض الانقلاب عن أن سلطات الانقلاب منعت عمرو موسى، رئيس لجنة الخمسين الانقلابية لتشويه الدستور من السفر للخارج !!.

 

وقال عبد الهادي عبر فيس بوك : (عمرو موسى ممنوع من السفر .. عاد اليوم عمرو موسى من مطار القاهره بعدما تم إخباره بأن إسمه على قوائم الممنوعين من السفر)، مضيفا " الانقلاب يخشى من السقوط وحده".

 

الخائن

لم يقف الانقلابيون عند هذا الحد بل أنهم اتهموا محمد البرادعي -أحد أهم أركان الانقلاب والذي صرح أنه قام بجولة خارجية للترويج له- بالخيانه عقب استقالته وهروبه عقب مجزرة فض اعتصامات الشرعية بـ" رابعة العدوية " و" النهضة "، وانه ينتمي للإخوان وهي منه براء.

 

وزعم اللواء سامح سيف اليزل، مدير مركز الجمهورية للدراسات والسياسات الاستراتيجية والمتحدث غير الرسمي باسم العسكر خلال برنامج «بهدوء»، الذى يقدمه الإعلامى عماد الدين أديب، على قناة سى بى سى، إن الدكتور محمد البرادعى، النائب السابق للطرطور المعين، التقى أحد قيادات التنظيم الدولى لجماعة الإخوان، الاثنين، في المطار الغربى ببروكسل.

 

وزعم مصطفى بكري،الصحفي وثيق الصلة بالمجلس العسكري- إن أحد المصادر الإعلامية فى «بروكسل»، أكد له أن «محمد البرادعى التقى عددا من قيادات التنظيم الدولى للإخوان المسلمين، وأنه أجرى اتصالات مع هؤلاء القيادات مؤخرًا»، وأضاف: «إذا تأكدت هذه المعلومات بالصور بعد سفر البرادعى، سيتضح أنه طرف فى اللعبة من أولها لآخرها، وهو ما يفسر أسباب رفضه فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة.