كتب- حسونة حماد

يناقش البرلمان المصري في جلساته القادمة تحديدَ موعدٍ لاستجوابٍ قدَّمه سعد خليفة- عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين بالبرلمان المصري- لرئيس مجلس الوزراء ووزير النقل والمواصلات اتهم فيه الحكومةَ بأنها أصبحت غير قادرةٍ على المحافظةِ على أرواحِ

 

لمصريين، بل وتستبيح دماءهم رخيصةً، وذلك بسماحها لعبَّاراتٍ قديمةٍ متهالكةٍ مخالفةٍ لكل معايير السلامة البحرية بنقلِ الركاب المصريين وغيرهم بين جمهورية مصر العربية متمثلةً في مواني (السويس، سفاجا، الغردقة، نويبع) والمملكة العربية السعودية متمثلة في ميناءى (جدة، وضبا)، مما أدَّى إلى غرق أكثر من سفينةٍ تابعة لشركة السلام وغيرها، وكان آخرها غرق العبَّارة (السلام 98) وعلى متنها أكثر من 1400 راكب.

 

هذا بالإضافةِ إلى عدم مقدرتها على إدارةِ الأزمة إدارةً سليمةً وسُوء معاملة أهالي ضحايا الفاجعة والكارثة وعدم قدرتها على احتواء الموقف ومساعدة الأهالي في معرفة أسماء الناجين والغرقى، كما قامت قواتُ الشرطة بضربِ المواطنين بالقنابل المسيلة للدموع مما يدل على فشلِ التخطيط والترتيبِ لمثل هذه الأزمات والتي أصبحت متكررة ومتلاحقة؛ حيث لا تمر رحلة من رحلاتِ هذه الشركةِ إلا ويحدث حريقٌ أو توقف الماكينات أو غرق مما يعدُّ إفسادًا.

 

وقال النائب: إنَّ الحكومةَ تركت الحبلَ على الغاربِ لهذه الشركة لتحتكر العملَ في هذا المجال، مما يدل على عدمِ اهتمام الحكومة بأرواح مواطنيها وممتلكاتهم وعدم اتخاذ التدابير اللازمة والصارمة لمنع وقوع مثل هذه الكوارث.

 

وقال النائب في المذكرةِ التفسيرية للاستجوابِ: إنه لم تمر شهور قلائل على فاجعةِ غرق العبارة (السلام 95) في ميناء السويس إثر اصطدامها بباخرة بضائع أخرى حتى فُجع الشعبُ المصري والعالم العربي بكارثة غرق (العبارة 98)، ولم تكن الكوارث فقط في الخطوطِ الملاحية، ولكن في الخطوطِ النهرية والبرية مثل حادث قطار الصعيد وتصادم السيارات على الطرق السريعة بشكلٍ مريع بل وانهيار العمارات في مدينة نصر ودمياط والإسكندرية وغيرها الكثير.

 

وقال: إنَّ هذا إن دلَّ فإنما يدلُّ على استشراءِ الفساد وخراب الذممِ من الذين يريدون التربح السريع بالملايين الملوثة بدماءِ الأبرياءِ والمساكين، ومما "زاد الطين بله"- على حدِّ قوله- هو تعامل الحكومة مع هذه الأزمات تعاملاً ضعيفًا سيئًا فبدلاً من القيام بواجبها تجاه أهالي الغرقى والمصابين والعمل على إراحتهم وإخبارهم بالتطوراتِ والأحداث أولاً بأول تركتهم بالعراءِ ولم تُعلمهم من قريبٍ أو بعيدٍ بالأحداثِ والتطوراتِ، وفي نهايةِ المطاف تعاملات معهم التعاملَ المعتادَ وهو ضربهم بالقنابل المسيلة للدموع وإهانتهم، ووضع صورة مصر في أسوأ صورة أمام العالم كله وحتى نواب الشعب كان من الصعب عليهم الحصول على أية معلومات عن الإجراءات التي تتم.

 

كما أنَّ الحكومةَ زادت أهالي الموتي ألمًا ولوعةً عندما نقلت جثث الموتى إلى مشرحةِ زينهم بالقاهرة لتستكمل مسلسلَ إذلال أهالي الضحايا وجعلتهم حيارى ما بين القاهرة وسفاجا دون التصرفِ الصحيح في هذا الموضوع.

 

هذا بالإضافةِ إلى استغلال الحكومة نسيان المصريين السريع فقامت بإصدار الوعود بالتعويضاتِ والمحافظةِ على حقوقِ هؤلاء المنكوبين ثم يتلاشى الأمر شيئًا فشيئًا ويضيع الحقَّ بين دواوين الحكومة، والروتين العقيم ويُصبح في طي النسيان، وهذا دأب حكومتنا.