* يسأل مصطفى عن حلٍّ لمشكلته التي يلخِّصها في رسالته قائلاً: "منذ فترة أحسست بإعجابٍ نحو فتاة وأحببتها الحبَّ الطاهر وهي أيضًا.. وأنا لا أقابلها، وقد علمت أمي بشعوري نحو تلك الفتاة فقالت لي: إن شاء الله أزوِّجها لك، ولكنها فاتحتني في الموضوع مرةً أخرى ورفضت قبول تلك الفتاة رفضًا مطلقًا، وقالت: (لن أمشي لك في تلك الزيجة)؛ بحجة أن أهلها أقلَّ منا في المستوى الاجتماعي، وهي في كلية الحقوق وأنا مهندس برمجيات، مشكلتي أني أريد أن أرضي أمي وأحب تلك الفتاة.. ماذا أفعل؟!

 

** حول هذه المشكلة تقول د. سحر طلعت- المستشارة الاجتماعية لـ(إخوان أون لاين)-: "الأخ الكريم.. أهلاً ومرحبًا، وبارك الله فيك بقدر حرصك على رضا أمك.. أنت مهندس برمجة، ولذلك فقد صغت المعادلة على أنك تريد أن تجمع بين رضا أمك مع زواجك بمَن تحبها.

 

ولكن معذرةً أخي الكريم.. فالمعادلة لا ينبغي أن تكون بهذه البساطة؛ فما أسهل أن تحصل على موافقةِ أمك، وسأقول لك في نهاية رَدِّي عليك كيف يمكن أن تفعل ذلك، ولكن المشكلة في اعتبارات كثيرة أخرى.. فأنت لم تذكر عن هذه الفتاة إلا أنك تحبها وأنها خرِّيجةُ حقوق، وأن مستواها الاجتماعي أقل من مستواكم.. فهل هذه المعطيات كافية لإقامة علاقة زوجية مستقرة وبناء أسرة مترابطة؟!

 

أخي الكريم.. أخشى أن حبَّك لهذه الفتاة مع رفضِ أمك لها يجعلك تتمسَّك بها فقط مراعاةً لاعتباراتِ القلبِ والعاطفةِ "فحبك الشيء يعمي ويصم"، والزواج كائن لا يستطيع السيرَ على قدم واحدة (قدم العاطفة)؛ لأنه سيكون كائنًا أعرجَ، وسيكون توازنه مختلاًّ.. الزواج كائن لا بد أن يسير على قدمين (العاطفة والعقل).. ولقد تأكدت والحمد لله من توافر الميلِ القلبي عندك نحو هذه الفتاةِ.. فضع حبَّك الآن جانبًا، وابدأ في رحلة التبصر الداخلي للتعرف على ما تريده أنت في شريكةِ حياتك من مواصفاتٍ وميزات، وما لا يمكنك تحمله من عيوب، وضَع في اعتبارك أن الزواجَ لا يُعتبر زواجَ رجلٍ بامرأةٍ، ولكنه تزاوجٌ وتلاحمٌ بين أسرتين.. فهل الفارق الموجود بين أسرتيكما يمكِّن كلَّ واحد منكما من التعايش مع أسرة الآخر، أو أن هذا الفارق سيجعل التعايش بينكما أمرًا مستحيلاً؟!

 

ومع التعرف على السمات التي تريدها والعيوب التي لا تطيقها عليك أن تبحث عن هذه السماتِ في هذه الفتاة، فإذا وجدت فيها ما لا يمكنك الاستغناء عنه من الصفات ولم تجد فيها ما لا تُطيقه من العيوب ووجدت أن بينكما الكثير من التوافق فتوكَّل على الله وابدأ في محاولاتك لاستمالةِ قلب أمك، وإذا وجدت الأمورَ على غير ذلك فلا تُرهقْ نفسك بمحاولة إقناع والدتك.

 

وإقناعك لوالدتك سيكون بالتودُّد إليها والتقرب منها، مع التأكيد على أمر واضح ومحدد، وهو أن هذه حياتك، وأنتَ مَن ستعيشها بحلوِها ومرِّها، وأن السعادة والتوافق بين الزوجين لا يتوقفان على الشهادات والأموال وغير ذلك من الاعتبارات.

 

وضِّح لها أنك مصرٌّ على الارتباط بهذه الفتاةِ، وأنك لا يمكن أن تستغني عنها، مع التأكيد على أنك غير مستعد لأن تُقدِم على هذه الخطوة بدون رضا ومباركة والدتك.. وضِّح لها أنك تدرك جيدًا أنها لن تقف حجرَ عثرة في طريق سعادتك.. واستعِن في مرحلةِ الإقناعِ هذه بكل مَن له تأثيرٌ عليها.. وكُنْ على ثقة أن دافعها للرفض هو حرصُها عليك وطلبُها لسعادتك، ولكن بالصورة التي تراها هي.. فإذا لمسَت منك إصرارًا ووجدت أن سعادتك في اختيارك فإن قلبها حتمًا سيَلِيْن لك، مع دعواتنا أن يقدِّر الله لك الخيرَ حيث كان، وأن يرزقك الرضا به.