- حمدان: العبرة ليست في البندقية.. العبرة في القلب الذي يقف خلفها
- المصري: حماس عنوان الشعب الفلسطيني وصِيتها يملأ شرق العالم وغربه
- ريان: الثبات والصبر السِّمَتان الأساسيتان للشيخ أحمد ياسين
- الزهَّار: لم يبكِ الشارع الجزائري كما بكى يوم استشهاد الشيخ ياسين
- فرج: الشيخ كان شموليًّا في كل شيء ولم يفرِّق بين الجهاد والدعوة
تحقيق: أسماء أنور
"أملي أن يرضى الله عني".. كلمته المأثورة التي طالما ردَّدها، فكانت آخر ما نطق به قبل استشهاده، رغم عجزه وجلوسه على كرسيه المتحرك، إلا أنه لم يكلَّ أو يملَّ يومًا من الجهاد أو الدعوة إلى الله؛ ليكون الشيخ القعيد الذي أحيا أمةً باستشهاده الذي فجع العالم كله حينما سمع الخبر.. فقد كان أبًا لكل مَن رآه وأخًا لكل مَن جلس معه.. كان في البيوت كلها ضيفًا محبوبًا تسعد بكلماته القلوبُ وتطرب لصوته الآذان.
الشيخ الداعية المجاهد أحمد ياسين الذي اغتالته يدُ الغدر منذ عامين، وفي نفس ذلك اليوم كنا نشيِّعه بدموعِنا وقلوبِنا التي بكَت شيخ الشهداء.. وبين الدعوة والجهاد صلةٌ وثيقةٌ يحاول البعض أن يفصلهما، جمع بينهما الشيخ ياسين ولم يفرِّق بينهما، وفي ذكراه كان لنا هذا اللقاء مع محبيه وتلاميذه في جولة مع الذكريات:
أملي أن يرضى الله عني
![]() |
أسامة حمدان |
فقد كان الشيخ أحمد ياسين داعيةً في سلوكه؛ فكان نموذجًا حيًّا للدعوة والرسالة التي يحملها، فلم يُقعِدْه المرض أو يثنِ عزمَه، وكان رغم إصاباته وشلله يحمل همَّ الدعوة والجهاد والمقاومة فوق كتفه، وكان سلوكه يعبِّر عن دعوته من خلال علاقاته المباشرةِ بالناس الذين كانوا يلجأون إليه لحلِّ مشكلاتهم وقضاء ديونهم فكانوا يتجاوزون المحاكمَ والقضاءَ ويثقون بحكمه ورأيه.
وكانت رسالة الشيخ أحمد ياسين "الدعوة إلى الله أولاً" وكان يرى في كل شيء دعوةً؛ مصداقًا لقوله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(162)﴾ (الأنعام)؛ ولذلك كان جوابه المفضَّل إذا ما سُئِل عن أمنيته في الحياة- وهو قائدٌ لحركة المقاومة حماس الحركةِ المجاهدةِ-: "أملي أن يرضى الله عني".
ولم يفرِّق الشيخ الحبيب- رحمه الله- بين الجهاد والدعوة؛ إذ إن الجهاد ناتج عن الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، التي كانت الإطار العام الذي ينشأ عن الإيمان والاستعداد بالتضحية والصبر والدافع الأساسي للجهاد في سبيل الله، وهي التي تضمن صوابَ الاختيارات وصوابَ المنهج عندما تواجه الحركة أو يواجه المجاهد اختياراتٍ في حياته.. وهذه الدعوة هي التي تضمن كل ذلك.
أما الجهاد فهو نتاجٌ من نتائجها، وكانت من كلماته رحمه الله: "إن العبرة ليست في حجم البندقية، ولكن العبرة هي في القلب الذي يقف وراء هذه البندقية وفي الثائر الذي يحملها، فإذا كان القلب مرتبطًا بالله سبحانه وتعالى ويعلم أن جهادَه إنما هو جزءٌ من رسالة العبادة والدعوة إلى الله فإن هذا القلب يسدِّد البندقية في الاتجاه الصحيح، وإذا كان هذا الساعد