إذا أردت أن تعرف شيئًا من نعمة الله عليك فانظر وتفكر في سنن الله في خلقه.

تساقط الأقنعة عن الانقلابيين الذين يقومون بأكبر عملية سرقة في التاريخ لا تقارن بسرقة الأموال ولا الآثار ولا الجواهر، إنما هي سرقة حضارة وتجفيف منابع الرجولة والجينات الوراثية الإيجابية والإيمانية في الشعوب إنها سرقة وطن.

تساقط الأقنعة عن الانقلابيين وأصنامهم التي بنيت في نفوسنا منذ عقود سواء كانت مؤسسات فاسدة أو أفرادًا أو مشايخ زور أو علماء السوء أو أمنجية أو مفاهيم باطلة أو مصلحجية أو مناضلين حسب الظروف أو...........

تساقط الأقنعة عن الانقلابيين؛ حيث يلهث كل طاغية خلف حلمه حتى إذا أدركه لم يجده شيئًا وكان سبب هلاكه (أم تأمرهم أحلامهم بهذا أم هم قوم طاغون) .

تساقط الأقنعة عن الانقلابيين فيزيح الله كل الشوكات والعقبات من طريقنا حتى إذا أذن الله تعالى وجاء الفرج انطلقنا سريعا في البناء والتعمير دون معوقات .

تساقط الأقنعة عن حزب الزورفمن كان يصدق حقيقته.

تساقط الأقنعة عن الثوار الورق والمناضلين والمتمرديين النفعيين المخابرتيين.

تساقط الأقنعة عن حجم الفساد في كل المؤسسات دون استثناء.

كل ذلك كان من المستحيل انكشافه وتغيره إلا بعد سنوات وسنوات، فلنتخيل لو اصطدم رسول الله عليه السلام بعد الهجرة بأمثال أبي جهل وأبي لهب.

كم كانت حجم العقبات والأوقات المطلوبة، فأطاح الله بهم في حرب بعاث قبل بعثته صلى الله عليه وسلم، وبشر اليهود بقدومه فأسرع ستة نفر من الخزرج بالإيمان به قبل اليهود فمن قلب المحن تولد المنح والبشريات.

تتساقط الأقنعة وسيدفعون جميعًا ضريبة الذل قريبًا بإذن الله، إما بالإبعاد والسخرية والاستهزاء والتوبيخ وإما بالفضيحة والعار وكشف المستور، وإما بانتشار فسادهم وكذبهم ونصبهم وتدليسهم وسيديهاتهم، وإما بتعرية من يلبسون ثوب الفضيلة وهم من أنجس خلق الله، وإما بتسلط الظالم عليهم فمن أعان ظالما سلط عليه وإما السجن والاعتقال والاغتيال، وإما التشرد في الأرض والبعد عن الوطن وإما بتذوقهم من نفس الكأس وإما.. (وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هي إلا ذكرى للبشر).

فتفاءلوا فهذه رسائل ربكم إليكم فمن مكر بالإفك عصبة منا من بني جلدتنا، وما كانوا يريدون لنا خيرًا بل كانوا يضمرون شرًا مستطيرًا، فخاب سعيهم ونكست رءوسهم وفضح أمرهم فالله تعالى لا يصلح عمل المفسدين.. (إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم)(وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) (فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا).. فقضاء الله كله خير يدبر أمور عباده بما يصلح شأنهم وحالهم في الدنيا والآخرة برحمة منه وحكمة غير خافية على المؤمنين.

وعندما تتساقط الأقنعة بهذا الشكل العجيب والسريع والمتواصل تظهر الحقائق تباعا ونفتخر بطريقنا ومنهجنا الرباني وبالحق الذي نحمله وتتحسن الصورة الذهنية وتسطع شمس الدعوة في الآفاق وفي ربوع الدنيا مشارقها ومغاربها وتصبح عنوان كل شريف حر على ظهر الأرض يريد الحق والعدل والحرية والانسانية للعالم أجمع.

فبتساقط الأقنعة يختصر الله لنا الزمان اختصارًا ويطوي لنا الأرض طيًا، ويمهد لأمر عظيم فيد الله تعمل في الخفاء فلا تستعجلوها.