- الجمعيات الأهلية تتصدى للدروس الخصوصية

- الدروس الخصوصية تؤدي لإدمان المخدرات!!

- تجربة للقضاء على الدروس الخصوصية

 

تقرير: إيمان حسن

في النهاية وبعد محاولاتٍ عديدةٍ فشلت وزارة التربية والتعليم في القضاء على ظاهرة الدروس الخصوصية التي أصبحت كابوسًا يحلم أولياء الأمور بلحظة التخلص منه بعد أن باتت هذه الدروس تستنزف كثيرًا من قُوت الشعب لصالح فئةٍ معينةٍ ازداد طمعُها وتوحشها.

 

حاورنا هشام عباس- رئيس الجمعية المصرية لمكافحةِ الإدمانِ-، وهي أول جمعية أهلية على مستوى العالم، فعلى حدِّ قوله: تواجه الدروس الخصوصية وتضع خطًّا ساخنًا لتلقي الشكاوى والاقتراحات من الطلاب وأولياء الأمور، وقامت الجمعية هذا العام بتكريم 150 أمًّا نجحت في تخطي عقبة الدروس الخصوصية، وتفوقَ أبناؤهن في المراحل الدراسية المختلفة بدون اللجوء إلى الدروس الخصوصية، وكان هذا التكريم ضمن جائزةِ الأم الواعيةِ، وهي جائزةٌ سنويةٌ تقدِّمها الجمعيةُ المصريةُ لمكافحة الإدمان حول أهم القضايا التي تشغل بالَ المواطن المصري وفكره.

 

الدروس الخصوصية والإدمان

التصدي لظاهرة الدروس الخصوصية كانت وليدةَ الصدفة.. هذا ما يؤكده هشام عباس المحامي، ففي إحدى الدراسات التي أجرتها الجمعية حول انتشار الإدمان في المدارس بمساعدة وزارة التربية والتعليم كانت المفاجأةُ غير المتوقَّعة هي أن الدروس الخصوصية تؤدي إلى إدمان المخدرات والتدخين ولكن كيف؟!!

 

للوهلة الأولى يتبادر إلى الأذهان كيف يتمُّ الربط بين الدروس الخصوصية والانزلاق في هاوية الإدمان؟!

 

والإجابة على هذا التساؤل تتضح من خلال أمرين الأول: إذا استجاب الآباء لرغبة المدرسين ولجأوا إلى الدروس الخصوصية تكون النتيجة غياب الآباء عن البيت فترات طويلة من أجل توفير المصروفات المتزايدة لأولادهم، ومن ثمَّ تغيبُ الرقابةُ على الأبناء، مما يؤدِّي لحدوث خلل وتفكك أسري، فالتغيرات التي تطرأ على الأبناء لا يُلاحظها الآباء نتيجة غيابهم المستمر والطويل خارج البيت، والأمر الآخر: إذا رفض الآباء الاستجابةَ للمدرس في إعطاء أبنائهم الدروس الخصوصية تكون النتيجة اضطهاد المدرس للطالب، ومن ثم كره الطالب للمدرسة ورفض الذهاب إليها، فيهرب ويتكرر هروبه مع أصدقاء السوء، وبالتالي يكون وقع في براثن الدائرة الإدمانية.

 

ممارسات مدرسية خاطئة

ومعظم التقارير التي جاءت عبر الخط الساخن للجمعية يشتكي غياب الطلاب من المدارس، والتي تكلف الدولة أكثر من 20 مليار جنيه في السنة كميزانية التعليم نتيجة الممارسات الخطأ، وقد اشتكى ولي أمرٍ لثلاث طلاب من أن مرتبه لا يتجاوز الـ 400 جنيه، ورغم هذا فهناك اضطهادٌ من قِبَل المدرسة للطلبة للدخول في مجموعات التقوية، وللأسف الشديد كما يوضح هشام عباس أن جهاز الرقابة والمتابعة في وزارة التربية والتعليم ضعيفٌ.

 

ومن هنا جاءت الفكرة وجعلنا الأمَّ الواعيةَ تتبنى هذه القضية، وقمنا بتوزيع المسابقة من قبل التوزيع المركزي لوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي والمجلس الأعلى للجامعات والأزهر والعديد من الهيئات، وكان استقبالاً حافلاً في جامعة الدول العربية التي استقبلت مسابقة الأم الواعية هذا العام لتكون القضية العامة (القضاء على ظاهرة الدروس الخصوصية)، وهي لفتة نبيلة من السيد عمرو موسى لشعوره بأهمية هذه القضية، فلأول مرة في تاريخ الجامعة العربية يحدث أن تستضيف جمعية تمثل العمل الأهلي على أرضها وفي مقرها.

 

ويضيف عباس أن الجمعية المصرية لمكافحة الإدمان رفعت توصياتِها الخاصةَ لمكافحة الدروس الخصوصية إلى وزارة التربية والتعليم، وتتمثَّل هذه التوصيات في:

1- إلغاء أعمال السنة على المواد الدراسية واحتسابها على السلوك والحضور والأنشطة المدرسية.

2- إنشاء المدرسة الإلكترونية للتصدي لظاهرة الفوضى.

3- وجود مكافآت سنوية للمدرسين في حالة تفوق الطلبة.

4- تجريم الدروس الخصوصية بإصدار قانون يعاقب المدرس بالعزل من المهنة في البداية لمدة خمس سنوات ثم العقاب بالسجن في حالة عودة المدرس مرة أخرى للدروس.

5- إنشاء صندوق لتطوير العملية التعليمية.

6- تطوير البرامج التعليمية في وسائل الإعلام المختلفة.

7- أن تكون مجموعات التقوية تابعةً لجهات لا لأفراد مثل الجمعيات والجامعات والنقابات والأحزاب.

 

الخط الساخن

وقد لاقت دعوةُ الجمعية المصرية لمكافحة الإدمان قبولاً واستحسانًا من قِبَل أولياء الأمور، والذين بدأوا بالفعل في محاولةِ التصدي للدروس الخصوصية، وكانت البدائل التي قدَّمتها الجمعية لهم هو إنشاء هذا الخط الساخن لتلقي شكاوى أولياء الأمور والطلبة ومحاولة حلها على الفور، فالخط الساخن بمثابة الرئة الشرعية لتنفس الطلاب، حيث ننقل بصدق للمسئولين شكاوى الطلاب وأولياء الأمور.

 

زهرة العلا محمد إحدى الفائزات في مسابقة الأم الواعية ولديها ثلاثة أولاد منهم فتاة حصلت على جائزة الطالبة المثالية بكلية التجارة جامعة عين شمس وتحكي تجربتها في كيفية تصديها للدروس الخصوصية، فتؤكد اعتماد أبنائها الثلاثة على أنفسهم خلال مراحل التعليم المختلفة، وذلك من خلال شعورهم بالمسئولية، مشيرةً إلى ضرورةِ متابعةِ الأم ليس فقط من خلال البيت، ولكن المتابعة في المدرسة من خلال الاشتراك في مجلس الآباء والذي يتيح الفرصة لوجود تواصل بين الآباء وإدارة المدرسة وملاحظة الأبناء ومعرفة أحوالهم من خلال المدرسة والمدرسين.

 

ولا تختلف تجربة "سيادات مطاوع"- رئيس جمعية التجمع الوطني للمرأة المصرية- عن التجربة السابقة، حيث تؤكد تفوق أبنائها بالاعتماد على النفس من منطلق الإحساس بالمسئولية، وتحذِّر من التدليل الزائد للآباء وأثره السلبي على التربية والتنشأة، كما تحذِّر من كارثةِ تحدث في كل المدراس ليست الحكومة فقط، ولكن الأجنبية أيضًا وهي عدم إحساس المدرس بمسئوليته تجاه الطلاب وتجاهله العلمي لهم، مؤكدةً في الوقتِ نفسه على قصور وزارة التربية والتعليم في التصدي لهذه الظاهرة في المدارس.