أرجو ألا تشغلنا سلاسل الأكاذيب التى يمارسها النظام مع كل طلعة شمس عما هو أخطر من الأكاذيب ، وهو بث مفاهيم مركزية في وجدان المصريين تحرفهم عن حقيقة عقيدتهم وإنسانيتهم ... بلومصالحهم.
وفى تصورنا فإن المفاهيم التى تُبث ، ليست بالضرورة مخططةمخابراتيا ، ولكنها تمثل معتقدات السلطة وحوارييها ، وبالتالي فهم يصنعون نسيجًا متوافقًا معهم ليدين لهم بالولاء.
نستطيع أن نلتقط بعض هذه المفاهيم حتى نعرف كيف سنخوضمعركة أخرى على الهوية بجوار معركة التحرير :
من هذه المفاهيم :
أولا :إسرائيل صديقة وللأقصى رب يحميه :
إذا أرادت قيادة الأمة استرداد مغتصباتها فإنها تستنفر عقائدوعواطف وحماسة شعبها حتى تضمن الاصطفاف للمعركة معالعدو ، أما عسكر مصر بقيادة "طنطاوى" فقد دأبوا على(تنظيف) الجيش من كل مقاتل صوب رصاصة ضد العدو ، ثموسعوا نطاق المصالحة مع اليهود لتكون كامب ديفيد مجرد نقطةفى بحر المصالحة رغم كارثية هذه المعاهدة.
ثم لعب العسكر- من جديد- على وجدان الشعب المغيب بتهديدهمن خوض معارك مع عدو قادر تحميه أمريكا ، لذا فهم سعداءبترويج تفوق عدونا الصهيونى علينا بكل مجالات الحياة ، حتى يُقذف في قلوب المصريين الوهن.
أما الأقصى فهم ينشرون أخباره ويتباكون على انتهاكات اليهود له، يحدث هذا مع كل تدمير وحرق واعتقال للمقدسيين، ثم تتقدمقيادة العسكر صفوف رافعى الأيدى بالدعاء أن يرفع الله الظلم عنالأقصى ؟....(أنا رب الإبل أما البيت فله رب يحميه)!
(حررنا سيناء ، ولكن الأقصى هو قضية فلسطينية ! وسندعم الفلسطينيين!)
- أجيال الهزيمة التى اصطفت وراء العسكر ، هم من يُصدّرونالتخاذل والتسليم بالأمر الواقع ، لكن العدو الصهيونى -بمذابحهوعدوانه المستمر – هو من أيقظ وعى ومشاعر أجيال المقاومةالشبابية فلم يتأثروا بانهزام جيل الآباء.
لكن القضية ... قضية وجود ومقدسات وحرب عقائد ومقدراتوحرمات ....وهذا مايريد العسكر طمسه
.
ثانيا :الحرية أرخص من كل شئ :
الأمن أهم ، نريد أن نأكل عيش ، أين السياحة ؟ ، أين فرص العمل؟ ، أين ؟أين ؟ .
هذا مايشغلنا به إعلام العسكر ،وليس هذا نقدا منه لأسياده؛
ولكن الرسالة بكل وضوح هى :كفانا لعب عيال ، بلا ثورة بلاديمقراطية بلا... بلا حرية.
- والشعب لم يخرج من حالة الاستعباد المفروضة عليه منذالاحتلال الأنجليزى وحتى الآن.
- والشعب يعرف كيف يدبر لقمة عيشه ملتفا على الظروف.
- والمعادلة مشهورة (أنا أحكمك كما شئت مقابل لقمة عيش تدبرها لنفسك حلالا أو حراما) ، هذا عقد العسكر مع الشعب.
- لذا ليس منطقيا أن يُصدم الثوار فى شعبهم ، ولا أن يصبواسخطهم عليه ، ولا أن ينتظروا منه -الآن- مناصرة قضية الحريةوالكرامة ، فهذه رفاهية ستتحول إلى واقع مع جلاء الحقيقة وكشف الخديعة.
- هى مرحلة ينبغى معرفتها لمقاومتها ، وليس الصدمة منها ، أو اليأس من الشعب فيها.
- لا مبالاة الشعب بالقتل والسجن وتشريد الصحفيين وأهل الرأىتأتى انتظارا للوهم ، فهو ينتظر (الرخاء) الذى وعدهم به السادات فقال (الرخاء سنة 90) ثم (الرخاء سنة 2000) ولكنه قتل فى81 ! ، ثم رخاء الخطط الخمسية لمبارك ، ثم الآن رخاء الدموالقمع الذى سيأتى عبر قتل المعارضين وإقرار الأمن ومصادرهحريات المواطنين ،واستراتيجية(مافيش)!
الثورة تدعو للحرية والكرامة وهم يحاربونها بشغل الإدراك العام بلقمة العيش...هذه هى المعادلة.
ثالثا :التدين المصرى لا يحتاج لعلماء :
نبه الأستاذ سيد قطب رحمه الله ، إلى أن تيارا من الرذيلة قد هب على مصر بسبب عسف ناصر بالإخوان ؛ حيث كان الإخوان سدا بين الأمة وبين الرذيلة ،فلما غُيِّبوا اندفع شلال
الرذائل.
والذى رآه سيد ، نتوقعه هذه الأيام ؛ فتشويه الدعوة ، والرموزالعلمية ، بجوار الانهيار الأخلاقى لبعض القيادات السلفية ، ثمافتضاح قيادات الأزهر الدموية ، كل هذا سيخلى الساحة منالعلماء ، ويضعف الثقة فيهم ، ليبقى الوجدان العقائدى للشعبعرضه لفيروسات التشويه ،ليستقر على إسلام علمانى مبتوت الصلة بالوحى.
_والخطورة الظاهرة لهذا هو حجاب الاسترتش ، واختفاء مظاهر الحرص على الدين ، أما الأخطر فهو تسلل الروح اللادينية فىمعاملات الناس وأقضياتهم وعلاقاتهم النسبية.
- إن الحراك الثورى قد يطول ،ويستحق كل الاهتمام والتضحيات ،لكن عدم الاهتمام بالحفاظ على هوية الشعب تعقد المعركة ،والثوار مطالبون بحماية عقيدة الشعب بجوار حماية حقوقه وإرادته.
رابعا :الظلم هيبة :
سكت الشعب عن قتل المعتصمين بتشويه الحقائق ، ويسكت عن سجنهم وإقصائهم ، والآن لا ينطق إذ يرى تدمير معايش ثلاثةملايين بائع جائل وعدم وضع خطة لحل مشكلتهم ، وسيقنع نفسهأن هذه هى هيبة الدولة ، وأن كل هؤلاء مخالفون للقانون.
- بهذه الأمثلة ونظائرها يعود للشعب الإعجاب بقاهِرِهِ وسجَّانِه ،تماما كما كان يحكى جيل الآباء بإعجاب عن شموخ الانجليزومعاملاتهم الدقيقة (وهم محتلون!).
- (إذا لم تستطع أن يحبك الشعب فاعمل على أن يخافك) ...هذه تصوراتهم... لكنهم سيحذرون من أن يكون الخوف مدعاة للثورة، وسيحرصون أن يكون مُبرَّرا ، ومدعاة للإعجاب باعتبار أن هذههى السلطة المسيطرة !!
_هذا المفهوم أيضا يمكن مواجهته بإبراز الظلم كذريعة للثورة ، لاللخوف ، بالدأب على فضح الظلم ورفضه واحتقار السلطة الظالمة.
_إن أمامنا عملا كبيرا ننجزه بجوار ثورتنا على الديكتاتوريةالعسكرية ؛ فكلنا يدرك أنه لولا التشويه الحادث فى الشخصيةالمصرية سلفا لما وصل الأمر لكل هذه التضحيات ، لذا فليس من الحكمة ترك العدو مستفردا بالإجهاز على ما تبقى من عوامل الصلاح بالشخصية المصرية تحت أي مبرر.
مكملين ...
لا رجوع ...
[email protected]
وفى تصورنا فإن المفاهيم التى تُبث ، ليست بالضرورة مخططةمخابراتيا ، ولكنها تمثل معتقدات السلطة وحوارييها ، وبالتالي فهم يصنعون نسيجًا متوافقًا معهم ليدين لهم بالولاء.
نستطيع أن نلتقط بعض هذه المفاهيم حتى نعرف كيف سنخوضمعركة أخرى على الهوية بجوار معركة التحرير :
من هذه المفاهيم :
أولا :إسرائيل صديقة وللأقصى رب يحميه :
إذا أرادت قيادة الأمة استرداد مغتصباتها فإنها تستنفر عقائدوعواطف وحماسة شعبها حتى تضمن الاصطفاف للمعركة معالعدو ، أما عسكر مصر بقيادة "طنطاوى" فقد دأبوا على(تنظيف) الجيش من كل مقاتل صوب رصاصة ضد العدو ، ثموسعوا نطاق المصالحة مع اليهود لتكون كامب ديفيد مجرد نقطةفى بحر المصالحة رغم كارثية هذه المعاهدة.
ثم لعب العسكر- من جديد- على وجدان الشعب المغيب بتهديدهمن خوض معارك مع عدو قادر تحميه أمريكا ، لذا فهم سعداءبترويج تفوق عدونا الصهيونى علينا بكل مجالات الحياة ، حتى يُقذف في قلوب المصريين الوهن.
أما الأقصى فهم ينشرون أخباره ويتباكون على انتهاكات اليهود له، يحدث هذا مع كل تدمير وحرق واعتقال للمقدسيين، ثم تتقدمقيادة العسكر صفوف رافعى الأيدى بالدعاء أن يرفع الله الظلم عنالأقصى ؟....(أنا رب الإبل أما البيت فله رب يحميه)!
(حررنا سيناء ، ولكن الأقصى هو قضية فلسطينية ! وسندعم الفلسطينيين!)
- أجيال الهزيمة التى اصطفت وراء العسكر ، هم من يُصدّرونالتخاذل والتسليم بالأمر الواقع ، لكن العدو الصهيونى -بمذابحهوعدوانه المستمر – هو من أيقظ وعى ومشاعر أجيال المقاومةالشبابية فلم يتأثروا بانهزام جيل الآباء.
لكن القضية ... قضية وجود ومقدسات وحرب عقائد ومقدراتوحرمات ....وهذا مايريد العسكر طمسه
.
ثانيا :الحرية أرخص من كل شئ :
الأمن أهم ، نريد أن نأكل عيش ، أين السياحة ؟ ، أين فرص العمل؟ ، أين ؟أين ؟ .
هذا مايشغلنا به إعلام العسكر ،وليس هذا نقدا منه لأسياده؛
ولكن الرسالة بكل وضوح هى :كفانا لعب عيال ، بلا ثورة بلاديمقراطية بلا... بلا حرية.
- والشعب لم يخرج من حالة الاستعباد المفروضة عليه منذالاحتلال الأنجليزى وحتى الآن.
- والشعب يعرف كيف يدبر لقمة عيشه ملتفا على الظروف.
- والمعادلة مشهورة (أنا أحكمك كما شئت مقابل لقمة عيش تدبرها لنفسك حلالا أو حراما) ، هذا عقد العسكر مع الشعب.
- لذا ليس منطقيا أن يُصدم الثوار فى شعبهم ، ولا أن يصبواسخطهم عليه ، ولا أن ينتظروا منه -الآن- مناصرة قضية الحريةوالكرامة ، فهذه رفاهية ستتحول إلى واقع مع جلاء الحقيقة وكشف الخديعة.
- هى مرحلة ينبغى معرفتها لمقاومتها ، وليس الصدمة منها ، أو اليأس من الشعب فيها.
- لا مبالاة الشعب بالقتل والسجن وتشريد الصحفيين وأهل الرأىتأتى انتظارا للوهم ، فهو ينتظر (الرخاء) الذى وعدهم به السادات فقال (الرخاء سنة 90) ثم (الرخاء سنة 2000) ولكنه قتل فى81 ! ، ثم رخاء الخطط الخمسية لمبارك ، ثم الآن رخاء الدموالقمع الذى سيأتى عبر قتل المعارضين وإقرار الأمن ومصادرهحريات المواطنين ،واستراتيجية(مافيش)!
الثورة تدعو للحرية والكرامة وهم يحاربونها بشغل الإدراك العام بلقمة العيش...هذه هى المعادلة.
ثالثا :التدين المصرى لا يحتاج لعلماء :
نبه الأستاذ سيد قطب رحمه الله ، إلى أن تيارا من الرذيلة قد هب على مصر بسبب عسف ناصر بالإخوان ؛ حيث كان الإخوان سدا بين الأمة وبين الرذيلة ،فلما غُيِّبوا اندفع شلال
الرذائل.
والذى رآه سيد ، نتوقعه هذه الأيام ؛ فتشويه الدعوة ، والرموزالعلمية ، بجوار الانهيار الأخلاقى لبعض القيادات السلفية ، ثمافتضاح قيادات الأزهر الدموية ، كل هذا سيخلى الساحة منالعلماء ، ويضعف الثقة فيهم ، ليبقى الوجدان العقائدى للشعبعرضه لفيروسات التشويه ،ليستقر على إسلام علمانى مبتوت الصلة بالوحى.
_والخطورة الظاهرة لهذا هو حجاب الاسترتش ، واختفاء مظاهر الحرص على الدين ، أما الأخطر فهو تسلل الروح اللادينية فىمعاملات الناس وأقضياتهم وعلاقاتهم النسبية.
- إن الحراك الثورى قد يطول ،ويستحق كل الاهتمام والتضحيات ،لكن عدم الاهتمام بالحفاظ على هوية الشعب تعقد المعركة ،والثوار مطالبون بحماية عقيدة الشعب بجوار حماية حقوقه وإرادته.
رابعا :الظلم هيبة :
سكت الشعب عن قتل المعتصمين بتشويه الحقائق ، ويسكت عن سجنهم وإقصائهم ، والآن لا ينطق إذ يرى تدمير معايش ثلاثةملايين بائع جائل وعدم وضع خطة لحل مشكلتهم ، وسيقنع نفسهأن هذه هى هيبة الدولة ، وأن كل هؤلاء مخالفون للقانون.
- بهذه الأمثلة ونظائرها يعود للشعب الإعجاب بقاهِرِهِ وسجَّانِه ،تماما كما كان يحكى جيل الآباء بإعجاب عن شموخ الانجليزومعاملاتهم الدقيقة (وهم محتلون!).
- (إذا لم تستطع أن يحبك الشعب فاعمل على أن يخافك) ...هذه تصوراتهم... لكنهم سيحذرون من أن يكون الخوف مدعاة للثورة، وسيحرصون أن يكون مُبرَّرا ، ومدعاة للإعجاب باعتبار أن هذههى السلطة المسيطرة !!
_هذا المفهوم أيضا يمكن مواجهته بإبراز الظلم كذريعة للثورة ، لاللخوف ، بالدأب على فضح الظلم ورفضه واحتقار السلطة الظالمة.
_إن أمامنا عملا كبيرا ننجزه بجوار ثورتنا على الديكتاتوريةالعسكرية ؛ فكلنا يدرك أنه لولا التشويه الحادث فى الشخصيةالمصرية سلفا لما وصل الأمر لكل هذه التضحيات ، لذا فليس من الحكمة ترك العدو مستفردا بالإجهاز على ما تبقى من عوامل الصلاح بالشخصية المصرية تحت أي مبرر.
مكملين ...
لا رجوع ...
[email protected]